فوز ساحق لأوباما في كارولاينا الشمالية يقرّبه من نيل ترشيح حزبه

حقق المرشح الديمقراطي باراك أوباما فوزا كبيرا في الانتخابات التمهيدية التي أجريت أمس الأول في ولاية كارولاينا الشمالية، بينما اعترف بهزيمته في ولاية إنديانا لصالح منافسته هيلاري كلينتون· وتقدم أوباما بنسبة 57% من الأصوات ، مقابل 43% لهيلاري بعد فرز الأصوات في 80% من الدوائر الانتخابية في كارولاينا الشمالية· ولا تزال النتائج غير واضحة في إنديانا حيث تتقدم كلينتون بنسبة 52%، مقابل 48% لأوباما بعد فرز الأصوات في 85 % من الدوائر الانتخابية· وكانت شبكة ''سي·بي·إس نيوز'' هي الشبكة الإخبارية الوحيدة التي أعلنت فوز كلينتون· ورغم الفارق الضئيل أقر أوباما بهزيمته في الانتخابات التمهيدية في تلك الولاية وهنأ منافسته كلينتون على ''ما يبدو أنه فوزها في ولاية إنديانا''· وتعد كارولاينا الشمالية وإنديانا آخر أكبر ولايتين في الحملة الانتخابية المرهقة التي بدأت قبل أربعة أشهر للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة· وكان يتمتع بأفضلية في كارولاينا الشمالية حيث إن 30 % من الناخبين من الأميركيين ذوو أصل أفريقي· وفي المقابل، كانت كلينتون متقدمة بولاية إنديانا التي تضم عددا كبيرا من طبقة العمال وتفضل بشكل تقليدي السيدة الأولى السابقة· وتعهد أوباما عقب فوزه في كارولاينا الشمالية بأن يتحد الحزب الديمقراطي مجددا بعد معركة شرسة مع كلينتون لنيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة· وقال لمؤيديه في مدينة رالي ''العديد من المتابعين أشاروا إلى أن هذا الحزب منقسم بشكل لا يمكن توحيده، وأنا أخبركم الآن بأنني لا أؤمن بذلك، سنكون متحدين في نوفمبر''· وأضاف ''هناك من قال إن كارولاينا الشمالية ستكون نقطة تغيير في مسار هذه الانتخابات، لكن الولاية قررت اليوم أن ما يحتاج إلى التغيير بالفعل هو ما يوجد هناك في واشنطن''· وذكرت شبكة ''سي·إن·إن'' الإخبارية أن استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم تشير إلى أن أكثر من 90 % من الناخبين السود الذين يشكلون ما يزيد عن 30 % من إجمالي الناخبين بكارولاينا الشمالية اختاروا أوباما· وفي المقابل ، أعلنت السناتور كلينتون فوزها في الانتخابات التمهيدية في ولاية إنديانا رغم أن معظم الشبكات التلفزيونية الأميركية الكبرى لم تعلن بعد عن الفائز بتلك الانتخابات· وقالت ''ليس ببعيد تنبؤ منافسي، فقد قال إنني سأفوز ببنسلفاينا، وهو سيفوز بكارولاينا الشمالية، وإنديانا ستكون فكا للعقدة''· وأضافت أمام تجمع انتخابي في إنديانابوليس ''الليلة جئنا من الخلف لقد فككنا العقدة وبفضلكم سأنطلق بأقصى سرعة نحو البيت الأبيض''· واضافت ''اؤكد لكم وكما قلت في مناسبات عديدة، انه مهما حدث فسأعمل لصالح مرشح الحزب الديمقراطي لأنه يجب أن نفوز في نوفمبر''· واكدت أنها ستواصل الحملة حتى اختيار المرشح الديمقراطي وستسعى ليتم احتساب نتائج الاقتراع في فلوريدا وميشيجن وهما الولايتان اللتان حققت فيهما فوزا لكن الحزب الديمقراطي لم يعترف بنتائجهما· وردا على سؤال في هذا الشأن قال رئيس الحزب الديمقراطي هاورد دين لشبكة التلفزيون ''ام اس ان بي سي'' إنه ''سيتم التوصل الى تسوية وسيكون هناك مرشح قبل نهاية يونيو''· وقالت جاي كارسن المتحدثة باسم كلينتون ''انها منافسة حادة جدا وسنواصل العمل في الولايات الكبرى''· ويتصدر أوباما حاليا السباق بحصوله على دعم 1743 مندوبا مقابل 1606 لصالح كلينتون· وتنافس المرشحان في الولايتين على أصوات 187 مندوبا منهم 115 في نورث كارولاينا و72 في إنديانا· ومع تبقي أصوات 200 مندوب خلال المنافسات الانتخابية الست المتبقية بعد سباق الثلاثاء عمد الفريقان إلى استقطاب قرابة 300 من كبار المندوبين وزعماء الحزب الديمقراطي والنشطاء الذين لم يقرروا بعد تأييد أي طرف في السباق، لاسيما وأن بمقدورهم تحويل دفة الترشيح بصورة كلية لصالح أحد المرشحين· وقال مصدر في حملة كلينتون الانتخابية إنها أقرضت حملتها 6,4 مليون دولار الشهر الماضي، وهذه هي المرة الثانية التي تفعل فيها مثل هذا الشيء لتمويل حملتها الانتخابية التي تلاقي صعوبات· ويتطلع أوباما وكلينتون لانتخابات الأسبوع المقبل في وست فرجينيا وانتخابات 20 مايو في أوريجون وكنتاكي لكن الفرص لا تبدو كبيرة أمام كلينتون لتغيير مسار السباق· إلى ذلك نصح السناتور السابق جورج ماكفرن الذي يعد من أوائل المتحمسين لترشيح كلينتون، السيدة الاولى بالانسحاب من السباق الرئاسي وتمهيد الطريق لمنافسها أوباما للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي· وعقب نتائج تمهيديات أنديانا وكارولاينا الشمالية، قال ماكفرن ''من الواضح ان فوز هيلاري بترشيح الحزب الديمقراطي أصبح أقرب إلى المستحيل'' مبينا أنه اتصل بالرئيس السابق بيل كلينتون لإبلاغه بموقفه مع التأكيد على انه سيظل صديقا وفيا للعائلة·