الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جينتاو في اليابان··· أكثر من تبادل الابتسامات

جينتاو في اليابان··· أكثر من تبادل الابتسامات
8 مايو 2008 02:58
فيما يبدأ الرئيس الصيني ''هو جينتاو'' زيارته التي تعتبر الثانية من نوعها يقوم بها مسؤول صيني لليابان، فإنه من المرجح أن يجد في انتظاره حكومة ترغب في بناء علاقات ودية، وجمهور يحمل أيضاً نفس الرغبة لكن للتعبير عن قلقه حيال وارداته من الصين، وملف حقوق الإنسان، والتطلعات القومية للصين، وتأتي زيارة الرئيس ''هو جينتاو'' في الوقت الذي يسعى فيه الَبلدان إلى تجاوز التوتر القديم في العلاقات بسبب الزيارات التي كان يقوم بها رئيس الحكومة السابق ''جونيشيرو كوزومي'' إلى مزار ''ياسوكوني'' المثير للجدل في طوكيو، وأيضاً بسبب المظاهرات المناهضة لليابان التي نظمت في مدينة ''شنجهاي'' والعنف الذي تخلل مباراة لكرة القدم جمعت بين فريقي البلدين في بكين لكن اليابان اليوم تأمل في استغلال فرصة زيارة الرئيس الصيني للتوقيع على اتفاقيات حول الاحتباس الحراري، وتسوية الخلافات بين البلدين بشأن استغلال النفط والغاز في بحر الصين، فضلا عن تعزيز موقف الحزب الياباني الحاكم في الساحة السياسية الداخلية بعدما تدنت شعبيته إلى 20 بالمائة· ويتوقع أن يلتقي الرئيس الصيني ''هو جينتاو'' خلال زيارته إلى اليابان -بدأت الثلاثاء الماضي- بالإمبراطور ''أكيهيتو''، وأن يلعب كرة الطاولة، ويعقد مباحثات قمة مع رئيس الحكومة ''ياسو فوكودا'' الذي قام بزيارة إلى بكين في شهر ديسمبر الماضي، وسيقوم الرئيس الصيني أيضاً بإلقاء خطاب في جامعة ''واسيدا'' بطوكيو، وزيارة إحدى المدارس الصينية، وقد حرص الرئيس ''جينتاو'' قبل زيارته لليابان على الإدلاء بمواقف إيجابية والتعبير عن تفاؤله بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث عبر للزعيم الياباني السابق ''ياسوهيرو ناكاسوني'' عن شكره لليابان لمساندتها الصين في الألعاب الأولمبيــة وتأمين مرور الشعلة دون حوادث، ولدى وصوله إلى اليابان صرح الرئيس الصيني أن البلدين يستفيدان من ''علاقات الصداقة والجوار''، كما اجتمع في لقاء غير رسمي برئيس الحكومة ''فوكودا'' على مائدة العشاء بأحد المطاعم في طوكيو· وخلال الزيارة شوهدت قوات الأمن الياباني وهي تحرس الأماكن المهمة التي سيمر بها الزائر الصيني، وحرصت السلطات اليابانية أيضاً على مراقبة الاحتجاجات المتعاطفة مع التبت، ويبدو أن زيارة ''جينتاو'' إلى اليابان شكلت مناسبة سانحة بالنسبة لليابانيين كي يعبروا عما يشغلهم بخصوص علاقات بلادهم مع الصين، لا سيما فيما يتعلق بوارداتهم من الصين التي يُخشى أن تكون ملوثة ولا تحترم المعايير الصحية، فضلا عن انشغالهم بما يجري في إقليم التبت، هذه الانشغالات عبرت عنها ''كاوري هازاما'' -إحدى المشاركات في المظاهرات التي شهدتها طوكيو احتجاجاً على سجل حقوق الإنسان في الصين والتبت- بقولها: ''علينا أن نستقبله، لأنه لدينا أشياء نريد أن نطلعه عليها''، مضيفة: ''إذا بقي جينتاو في الصين فإنه لن يعرف ما يقال في العالم، لذا تعتبر زيارته لليابان فرصة جيدة ليرى بنفسه مـا يجري''، أما ''ريــــا أوسوكـــا'' -شاركت هي الأخرى في الاحتجاجات- فقد عبرت عن قلقلها من أن يتجنب القادة اليابانيون الجهر بالحقيقة أمام الرئيس الصيني، قائلة: ''إن الحكومة اليابانية كانت دائما تلتزم الصمت، لكن حان الوقت ليتغير ذلك ويتكلم المسؤولون بصراحة مع الصين بدل الجلوس إلى نفس الطاولة وتبادل الابتسامات''· لكن هناك من المراقبين من يستبعد تطرق المسؤولين اليابانيين إلى المواضيع الحساسة حرصاً منهم على إنجاح الزيارة، حيث يعتقد ''جيف كينجستون'' -مدير الدراسات الآسيوية في جامعة طوكيو- أن القضايا البيئية ستهيمن على المحادثات، فقد أصبحت الصين اليوم أكبر سوق للمنتجات النووية التي تصنعها الشركات اليابانية وسبقت الولايات المتحـــدة كأكبر شريك تجاري لليابان بحجم معاملات يصل إلى 236 مليار دولار، والأكثر من ذلك يرى ''جيف كينجستون'' أن الزيارة الحالية قد تخفف من التوتر الذي طال العلاقات عقب زيارة سابقة قام بها الزعيم الصيني ''جيان زيمين'' في العام 1998 وجه فيها انتقادات لاذعة لليابان وطالبها بالخروج من عقلية الحرب التي مازالت تسيطر عليها، وتدهورت العلاقات بين البلدين أكثر بسبب الزيارات المتكررة التي قام بها رئيس الحكومة الياباني ''كوزومي'' إلى المزارات التي تخلد مجرمي الحرب اليابانيين، فضلا عن الخلاف حول الرواية المعتمدة في الكتب المدرسية اليابانية لأحداث الحرب العالمية الثانية· لكن منذ خروج ''كوزومي'' من السلطة، يقول ''كينجستون''، والبلدان يسعيان إلى تحسين علاقاتهما الثنائية والابتعاد عن التاريخ، لأن تلك العلاقات أهم من أن تبقى رهينة الماضي، وقد كان هذا المسار الجديد واضحاً في القرار الذي اتخذه رئيس الحكومة اليابانية السابق ''شينزو آبي'' بزيارة بكين أولاً حتى قبل واشنطن، ''وهو ما غير إيقاع العلاقة بين البلدين'' كما يقول ''كينجستون''، مضيفاً ''لقد شهدت آسيا انتقالا مهما في القوة من اليابان إلى الصين، لذا جاءت زيارة ''آبي'' إلى الصين بعد قطيعة فرضها سلفه ''كوزومي'' لتعيد الزخم إلى العلاقات الثنائية''، ويواصل ''كينجستون'' أن الوزير الأول الصيني ''وين جيابو'' أبهر اليابانيين في العام الماضي عندما التقى مواطنين في حديقة طوكيو وطمأنهم بأن البرلمان لن يفتح معهم صفحة التاريخ، والأكثر من ذلك الخطاب الذي ألقاه ''جيابو'' وأشار فيه إلى الإسهامات الإيجابية لليابان منذ الحرب العالمية الثانية· ومع ذلك لم يخفِ بعض اليابانيين غضبهم لاستقبال بلادهم للرئيس الصيني بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في التبت وملاحقة الصحافيين وحجب الإنترنت، لكن في نظر ''كينجستون'' من غير المتوقع أن تضحي اليابان بعلاقاتهـــا مع الصين من أجل موضوع التبـــت، مؤكداً أن المباحثات بين ''جينتاو'' و''فوكـــودا'' ستركز أكثر على خلافـــات أخرى مثل استغلال الصين للغاز في المناطق التي تعتبرها اليابان تابعة لهـــا· كريستوفر جونسون-طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©