الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هجوم إدلب».. مقامرة تهدد مكاسب الأسد السياسية

«هجوم إدلب».. مقامرة تهدد مكاسب الأسد السياسية
7 ابريل 2017 01:33
بيروت (وكالات) أقدم بشار الأسد على مقامرة هائلة بشنّ هجوم بأسلحة كيماوية قتلت العشرات في مدينة «خان شيخون» شمال سوريا، مقترفاً بذلك جريمة حرب معلنة، بعد أن كانت الإدارة الأميركية وعدد من قادة الدول الغربية أوضحوا أنهم تخلوا عن فكرة السعي إلى إطاحته بشكل فوري. ورغم أن الأسد يعوّل على دعم حلفائه، لاسيما روسيا وإيران، إلا أن الهجوم جدّد الغضب الدولي، في وقت لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصوغ فيه سياساته بشأن سوريا. ويشير عدد من الخبراء إلى أن الأسد ربما تجرأ على ذلك سياسياً بهدف سحق خصومه، معتقداً أن لديه حصانة، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة من واشنطن، وتأكيد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، أن بلادها لا تستبعد التعاون مع الأسد، لهزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي. وأما على الصعيد العسكري، فيرى الخبراء أن الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، على منطقة «خان شيخون» في محافظة إدلب، كان انتقاماً بعد أن شنّت فيه قوات المعارضة هجوماً مكثفاً ضد القوات الحكومية، اقتربت على إثره من «حماة»، الخاضعة لسيطرة الحكومة. وتعتبر محافظة إدلب، آخر أهم معاقل الفصائل المعارضة في سوريا. وللمحافظة أهمية استراتيجية فهي محاذية لتركيا، الداعمة للمعارضة، من جهة ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد، من جهة أخرى. ويقول «فيصل إيتاني»، الباحث رفيع المستوى لدى مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع «للمجلس الأطلسي»، «إن الأسلحة الكيماوية مخيفة، وتستهدف السكان بصورة عشوائية، وتُوضح للسكان المحليين والمعارضة أنه لا توجد حدود دولية لسلوكيات النظام». بيد أن شنّ قوات الأسد هجوماً كيماوياً بهذا الحجم يحمل مخاطرة كبيرة، فصور القتلى من الأطفال والنساء المروّعة، تذكر بالهجوم الذي شنته في 2013 ،ما أسفر عن قتل مئات من المدنيين، وأثار إدانات من قادة العالم والمنظمات، الذين حضّوا الولايات المتحدة على الالتزام بالتوصل إلى حل في سوريا. ومن المفاجئ أن إدانة ترامب لهجوم الثلاثاء، جاءت قوية، حتى لو لم يعط أية إشارة واضحة على الطريقة التي ربما ترد بها الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي، «إن هذه الأفعال المشينة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها»، مضيفاً: «موقفي من سوريا والأسد تغير بوضوح»، واعداً برد أميركي على ما اعتبره «إهانة للإنسانية». وفي حين لم يضع ترامب «خطاً أحمر» علانية بخصوص الأسلحة النووية، مثل سلفه، بل واستبعد القيام بعمل عسكري ضد الأسد قبل رئاسته، إلا أن هذا الهجوم ربما يكون محرجاً بما يكفي لحمله على تغيير المسار، أو اتخاذ موقف أقوى لإثبات أنه أكثر حسماً من باراك أوباما، الذي اتهمه بالضعف عقب الهجوم الكيماوية في 2013. وأدى الهجوم إلى تراشقات بين الولايات المتحدة وروسيا حول المسؤول عن شنّه. وأنكر النظام السوري بقوة تورطه، متهماً المعارضة بشنّه لتعويض خسائر على الأرض، وزعمت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الأسد شنّت هجوماً جوياً استهدف مصنعاً للأسلحة الكيماوية تسيطر عليه المعارضة، وهو ما تسبب في الكارثة. وقال المحلل السوري «جهاد يزجي»، «إن الأسد يعرف على الأرجح أنه سيدفع ثمناً كبيراً جراء هجوم الثلاثاء، لكن منذ تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه أوباما في 2013، يدرك النظام أن أي هجوم واسع النطاق على المدنيين ستكون تكلفته قصيرة الأمد على صعيد العلاقات العامة، لكنه يمثل رصيداً سياسياً على المدى الطويل!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©