الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

طقوس تقديم الشاي رمز للكرم المغربي

طقوس تقديم الشاي رمز للكرم المغربي
19 مارس 2018 03:18
أبوظبي (الاتحاد) تستقبل فعالية «المغرب في أبوظبي» زوارها بالشاي المغربي الذي يرمز للحفاوة والترحاب بالضيف في المملكة، حيث يعتبر أول ما يقدم لأي زائر للبيت، ويتم إعداد الشاي الذي يكتسي أهمية كبيرة في تاريخ المغرب وجذوره الثقافية وفق طقوس خاصة. فعالية «المغرب في أبوظبي» التي تنظمها وزارة شؤون الرئاسة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تختتم اليوم في إطار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات بالمملكة المغربية الشقيقة في جميع المجالات.ويحظى زوار الفعالية، بفرصة تذوق الشاي المغربي الذي يعد عنصراً رئيساً من عناصر الإبهار وجذب الجمهور، حيث خصصت رواقاً خاصاً للشاي المغربي زين بأجمل الأواني الفضية الخاصة بالشاي، وصور وتذكارات تظهر المكانة العظيمة التي يحظى بها الشاي في المجتمع المغربي. عصماني رشيد الذي جلس خلف الصينية الفضية المزينة بكؤوس ملونة أضفت رونقاً على الجلسة، واضعاً منديلاً مطرزاً على ركبتيه، قال إنه سعيد بتمثيل بلده في هذا الحدث المهم، الذي يتيح له وللمشاركين تعريف الجمهور في دولة الإمارات بالتراث المغربي، وما يتسم به من تنوع وتعدد كبير، موضحاً أن الشاي المغربي يعتبر عنوان الحفاوة والكرم الذي يعتبر طابع المغاربة. مودة وأضاف عصماني أن الشاي يقدم ساخناً دلالة على حفاوة الاستقبال ودفء المودة، وتتنوع طرق إعداده من منطقة إلى أخرى ومن القرية إلى المدينة، ويقدم الشاي في الفعالية منسماً بزهر البرتقال الذي يتم قطفه وتجفيفه بطريقة خاصة لاستعماله في الشاي، مشيراً إلى أن الشاي في المغرب يتم تنسيمه بالعديد من الأعشاب العطرية، وأن الشاي يختلف من منطقة إلى أخرى، لكنه يحتفظ بمكوناته الأساسية المتمثلة في حبوب الشاي والسكر، كما أن الشاي الصحراوي لا يضاف له النعناع. الضيف العزيز ويحرص المنظمون على أن يقدم الشاي بنفس الطقس الذي يقدم به في البيوت المغربية للضيوف وفق الموروث الثقافي للمملكة وأبعاده المتنوعة، حيث أكد عصماني الذي يتوسط مجموعة من الأواني الفاخرة تحمل إلى جانب عدة الشاي مرشات وورداً وزهراً و«بابور» وهو الآنية القديمة التي كان يغلى فيها الماء الذي يعد به الشاي، وهي لا تقل فخامة عن الصينية والبراد وبقية الأدوات، أنه شراب يمارس في محفل جماعي ويُحضر أمام الملأ. نصف الكوب عنوان حب ويستدعي التقليد الأصيل أن يعد الشاي على الجمر، مما يزيد كوب الشاي نكهة رائعة، ويتم تقليبه عدة مرات ليشكل رغوة أو ما يطلق عليه «الرزة» عنوان جودة الشاي ونجاحه، ويعمد عصماني إلى رفع البراد عالياً لصب الشاي في الكؤوس الفاخرة، محدثاً بذلك سمفونية موسيقية ألفتها آذان المغاربة، ومن عادات المغاربة أن يسكب الساقي نصف كأس من الشاي فقط، ويعتبر ذلك عنوان ترحيب ورغبة في بقاء الضيف ليرتشف كؤوس الشاي على مهل حتى يبقيه أطول فترة، أما ملء الكأس لآخره، فإشارة إلى أن الزائر غير مرغوب فيه وثقيل، ومن الأفضل أن يشرب ويغادر بسرعة. في جلسات الصلح ويختلف إعداد الشاي الذي يحضر في جميع المناسبات وفي الزيارات من المدينة إلى القرية، خاصة في الوقت الحالي، ويبقى أهل القرية من المحافظين على عادات تقديم الشاي أمام الضيوف، حيث يعبّر إعداده في المطبخ وبسرعة عن عدم احترام الضيف والتقليل من شأنه، ويحافظ المغاربة على إعداد الشاي بطريقته الأصلية في جميع ربوع المملكة بشكل عام في الأعياد والمناسبات، كما يحضر الشاي في جلسات الصلح والخطوبة والزواج وجلسات السمر. الشاي الصحراوي وإذا كان للشاي مكانة خاصة في جميع مناطق المملكة، فإن له طقوساً ومكانة كبيرة عند أهل الصحراء، بحيث يتم الاستغناء عن إضافة أي أعشاب منسمة للشاي، ويضاف إليه السكر فقط، ويعد وفق طقوس وأدوات خاصة وهو شاي برغوة هائلة تفوق كمية سائل الشاي، ويستغرق إعداده وقتاً أطول من الشاي في بقية المناطق. ولإعداد الشاي طقوس يعتبر تجاوزها قلة ذوق، فالشاي إلى اليوم هو من اختصاص الرجل في جل المناسبات الكبيرة، وفي حفلات الأعراس، بحيث تقدم الصينية لرجل يحظى بمكانة في المجتمع يسمى بـ«الساقي»، متخصص في صنع الشاي بزي تقليدي أبيض، يعتمر طربوشه الأحمر، ويمتع الحضور من عشاق الشاي بكؤوس ساخنة طوال الحفل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©