الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاعتراف بـ «يهودية» إسرائيل عقبة أمام السلام

7 مارس 2014 01:36
القدس المحتلة (رويترز) - عندما استؤنفت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في يوليو الماضي، افترض الجميع أن نقاط الخلاف الأساسية ستظل كما كانت دائماً، الأمن والحدود ووضع القدس ومحنة اللاجئين. لكن يبدو أن الجميع كانوا على خطأ. وبينما تسعى الولايات المتحدة جاهدة للتوصل لاتفاق على إطار يسمح باستمرار المفاوضات بعد الموعد النهائي المحدد في أبريل صادفت عقبة غير متوقعة، وهي إصرار إسرائيل على الاعتراف بها كدولة يهودية بصورة محددة، ورفض الفلسطينيين لمثل هذه الفكرة. ورغم أن كل القضايا القديمة الملموسة لم تحل بعد، فقد أصبحت قضية معنوية هي العقبة الكأداء وهي قضية مغرقة في الاستناد إلى التاريخ ومحط اتهامات متبادلة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً، خلال زيارة للولايات المتحدة هذا الأسبوع، إن تحقيق السلام يتطلب من الفلسطينيين تقديم هذا الاعتراف، وإن هذه القضية تقع في محور الصراع، وأضاف أمس الأول «بالاعتراف بالدولة اليهودية ستوضحون أخيراً أنكم مستعدون حقا لإنهاء الصراع. ومن ثم اعترفوا بالدولة اليهودية لا ذرائع .. لا تأخير.. حان الوقت لذلك». وأيدت الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي، لكن الفلسطينيين يقولون إن التسليم بهذا يهدد حقوق الأقلية العربية في إسرائيل. وردت عشراوي عضو منظمة التحرير الفلسطينية «هذا كأن تقول للفلسطينيين إنهم لم يكونوا موجودين لمئات وآلاف السنين، وإن هذه كانت تاريخياً أرضاً يهودية». وأضافت «فلسطين كانت تاريخياً متنوعة، كانت هنا كثير من القبائل. تاريخنا ليس شيئاً يمكننا أن ننكره». ويعرف الميثاق الوطني الفلسطيني لعام 1964 الفلسطينيين بأنهم «الشعب العربي الفلسطيني»، وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية رداً على خطاب نتنياهو أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، «إن استمرار نتنياهو بالمطالبة بالدولة اليهودية هدفه إضاعة الوقت، والتهرب من اتفاق سلام شامل وعادل». ويؤيد كثيرون في المؤسسة السياسية الإسرائيلية موقف نتنياهو قائلين، إن الاعتراف الفلسطيني سيظهر للعالم قبولهم بأن لليهود حقاً في الأرض، وليس مجرد اعترافهم بمكان يسمى إسرائيل. ويجري هذا الجدال في ظل قلق حقيقي في إسرائيل من أن حقائق التركيبة السكانية تشير إلى تقلص مطرد للأغلبية اليهودية. وتفيد إحصاءات المكتب المركزي للإحصاء أن اليهود كانوا يمثلون 75,3 في المئة من سكان إسرائيل عام 2013 مقارنة مع 77,8 في المئة، في عام 2000 ، و81,8 في المئة عام 1990 و83,7 في المئة عام 1980. وخلال هذه الفترة نفسها زادت نسبة السكان العرب من 12.7 في المئة إلى 20.7 في المئة. وقال جيورا إيلاند، وهو مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي «اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية سيجعل من الصعب الدعوة لفكرة تحويل دولة إسرائيل إلى دولة لكل مواطنيها». وقالت عشراوي، «سيصبح من المقبول تماما التمييز ضد غير اليهود لأن هذه ستكون دولة يهودية.» ويقول الفلسطينيون، إن هذه الفكرة تهدد مستقبل الأقليات في إسرائيل رغم أن إعلان الاستقلال الإسرائيلي الصادر عام 1948 يكفل الحقوق المدنية الكاملة لكل مواطنيها. ويقول الإسرائيليون، إن الطبيعة اليهودية لدولتهم مكفولة على الساحة الدولية منذ قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة عام 1947 وورد فيه تعبير «دولة يهودية» 30 مرة. ويرد الفلسطينيون بأن ذلك التعبير استخدم لأنه لم تكن هناك أي طريقة أخرى في تلك المرحلة للتمييز بين الكيانين المقترحين اليهودي والعربي، إذ لم تكن «إسرائيل» موجودة آنذاك. والنتيجة العملية الأساسية للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية هي الإشارة إلى تخلي الفلسطينيين عن حق عودة اللاجئين. وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين المسجلين بنحو 4,98 مليون لاجئ، وهو ما يزيد على نصف عدد سكان إسرائيل الحالي الذي يبلغ قرابة 8,1 مليون نسمة. ولا يتفق الجميع في إسرائيل مع نتنياهو في هذه القضية، فقد شكك الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الشهر الماضي في حكمة المطالبة بهذا الاعتراف، كما شكك فيها وزير المالية يئير لابيد زعيم ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحاكم، لكن مع تضخم الموضوع ليصير مشكلة بهذا الحجم لا يبدي لا نتنياهو ولا عباس أي علامة على التراجع، الأمر الذي يطرح احتمال أن تضاف عقبة جديدة إلى قائمة العقبات التي أدت لانهيار العديد من مبادرات السلام السابقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©