ترجمة: حسونة الطيب
من عائدات الأجهزة النقالة إلى طائرات من دون طيار للشحن ونقاط مشاركة الواي فاي غير المتطورة، يتبنى المطورون في أفريقيا تقنيات جديدة للتصدي لاحتياجات المستهلك وللتحديات التي تقف في طريق مسيرة التطوير في القارة السمراء. ويعكس تدفق نشاط استثمار البيانات الجديد في مؤسسات التقنية الناشئة في أفريقيا، اهتمام المستثمرين العالميين. ووفقاً لبوابة «ديسربت أفريقيا»، المتخصصة في المؤسسات الناشئة والمسرعات في أنحاء المنطقة المختلفة، نجحت مؤسسات التقنية الناشئة في القارة في جمع نحو 129 مليون دولار العام الماضي.
وفي العموم، حققت نحو 146 مؤسسة ناشئة، ارتفاعاً قدره 16,8% في عدد جولات جمع الأموال في 2015. ويظل الدمج المالي، يشكل هاجساً في أنحاء القارة المختلفة، حيث يتمكن ثلث البالغين فقط من الحصول على خدمات مالية أساسية، وفقاً لبيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي. لذا، من المنطقي، أن تستحوذ ابتكارات التقنية المالية، على معظم تمويل الشركات الناشئة في 2016.
ويقول توم جاكسون، الشريك المؤسس في «ديسربت أفريقيا»: «تتميز التقنيات المالية بجاذبية خاصة للمستثمرين، نظراً لمقدرتها على تأمين عائدات مجزية، في ظل الأسواق الكبيرة غير المستقلة المتاحة لهذه المؤسسات، كما تتسم أنماط الخدمات المالية الجديدة، بمقدرة تحفيز وربط الناس الذين لا تتوفر لديهم مثل هذه الخدمات».
ومع أن الكثير من النقاش دار حول التأثير المتوقع لتقنيات الصحة والزراعة الجديدة، إلا أن ذلك لم يتم عكسه دائماً في حجم التمويل الذي يدعم المبتكرين في هذه المناطق.
ومع ذلك، شهدت السنة الماضية، نمواً قوياً لكلا القطاعين، حيث شكلت مؤسسات الصحة الإلكترونية الناشئة، 7.5% من الشركات التي نجحت في جمع أموال على مدى السنة، ليحل في المرتبة الثالثة من حيث عدد جولات جمع الأموال.
وفي غضون ذلك، شهدت مساحة الزراعة الإلكترونية، نمواً قياسياً، في حجم الأموال التي تم تلقيها، بالمقارنة مع 2015.
وحسب رأي جاكسون، تساعد هذه المؤسسات الناشئة، في معالجة جملة من القضايا بطرق مختلفة. ويضيف: «تتراوح الحلول بين تقديم شركات الصحة الإلكترونية لحلول التشخيص باستخدام التطبيقات الذكية، إلى مؤسسات الزراعة التقنية التي تربط المزارعين بأسواق مربحة جديدة عبر استخدام الشبكة العنكبوتية ورسائل البريد الإلكتروني».
وفيما يتعلق بالموقع، كانت جنوب أفريقيا، حيث تزخر مدينة كيب تاون بمراكز التقنية، أكثر وجهة استثمارية في 2016 وجمع 64 مؤسسة تقنية ناشئة لنحو 46 مليون دولار.
ويعكس ذلك، الانتعاش الكبير في شبكات الدعم للمؤسسات الناشئة المنتشرة في قطاع التقنية في المدن، بجانب عدد كبير من المنظمات التي تقدم كل المتطلبات، التي تشمل المرافق المتطورة ومراكز التوجيه المتخصصة.
وأطلقت العديد من المؤسسات العالمية المعروفة مثل، باركليز وجنرال إلكتيريك وتومسون رويترز، نشاطات تستهدف إنشاء مؤسسات ناشئة في جنوب أفريقيا خلال العام الماضي.
وفي قائمة أفضل ثلاث دول في القارة، من حيث استثمارات التقنية، حلت كل من نيجيريا وكينيا، في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي خلف جنوب أفريقيا، في حين استحوذت مصر على المرتبة الرابعة بنمو قدره 100% في جمع الأموال. وتشكل الدول الثلاث مجتمعة، 80.3% من مجموع الصفقات التي تم تأمينها خلال 2016.
ومن الواضح، توجه المستثمرين صوب أفريقيا للاستفادة من الفرص التي توفرها مؤسسات التقنية الناشئة التي تبشر بمستقبل واعد وكبير.
نقلاً عن: إف دي آي جلوبال
عدد اليوم
