الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فواغي القاسمي: المسرحية هي الفضاء الأقرب والأجمل للحلول في ذاتي

فواغي القاسمي: المسرحية هي الفضاء الأقرب والأجمل للحلول في ذاتي
8 مايو 2008 03:36
تنبع خصوصية الشاعرة والمسرحية فواغي القاسمي من اتساع وثراء رؤيتها الإبداعية التي تفتح على آفاق التجربة الإنسانية، وشفافية وجزالة لغتها وتوهج جملتها الشعرية ودرامية الروح في تفاعلاتها الخاصة والعامة، هذه الخصوصية تتجلى في مختلف دواوينها، كما تتجلى في أعمالها المسرحية· ترجمت بعض قصائدها إلى الإنجليزية والفرنسية وعرضت أعمالها المسرحية على مسرح دار الأوبرا المصرية، ومسرح نادي فتيات رأس الخيمة، نشر نتاجها الأدبي في العديد من الصحف والمجلات والدوريات الأدبية، من مؤلفاتها الشعرية: ألم المسيح ردائي، وموائد الحنين، وعين اليقين، وأي ظل يتبعني (مختارات) والمسرحية: ملحمة عين اليقين، الأخطبوط· وهذه الأعمال صدرت لها طبعات جديدة في القاهرة عن مؤسسة شمس· في جو مفعم بالثقافة ومزدان بلآلئ الشعر أطلت مواهب فواغي القاسمي مبكراً وانغمست في عالم تعطيه من فيض وجدانها ونبع ملكتها· ولتعدد مواهبها فهي ناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، وترجمة لهذا التوجه قامت بإنشاء أول نادٍ للفتيات بـ''رأس الخيمة'' ليكون بيئة حاضنة لأنشطة المرأة والفتاة والطفل والذي سرعان ما تحول إلى دار للعلوم والفنون والآداب والرياضة وخاصة في احتضان المهرجانات الوطنية والعربية· وهذا الحوار يسلط الضوء على رؤيتها للثقافة والإبداع: رؤية وشعور ؟ تنوعت تجربتك الإبداعية ما بين الشعر والمسرح، ما الروابط والوشائج التي تجمع بين هذين الجنسين الأدبيين؟ ؟؟ المسرحية هي الفضاء الأقرب والأجمل للحلول في ذاتي أبحث عني بين أبنيتها وحقولها، فأجدني بين هنا وهناك مرتحلة على رؤية وشعور، يتقمصني وطن وألم وشجن ورفض ووله و·· و·· ولكل هالته الشاعرية المقدسة لتكتبني قصيدةً وحواراً وموقفاً وعبرة، فتنبثق المسرحية الحميمة الصادقة· والقصيدة ابنة المسرحية الشعرية ولكليهما مقام القرب الأجمل في نفسي وبينهما التكامل الأسمى· ؟ هذا التنوع في مشاريعك الإبداعية ماذا أضاف لك؟ ؟؟ حزماً متشكلة من مدارات التجاذب حيناً، والتنافر حيناً آخر، ولغة الجمع تحاول الانفلات بين ثقوب هذا وذاك لتحيك كمالية مشهد أتمنى أن يكون·· فأجدني على مسرح التعبير مرتدية أثواب التغيير، ولكل وهلة لونها المنداح من اللحظة حينها، لكن بوتقة الانصهار واحدة، لترسم المشهد الأخير·· وأنا في تمام الرضى عنه· العوالم الشعرية ؟ كيف تتشكل العوالم الشعرية لديك؟ وهل لديك طقوس معينة في الكتابة؟ ؟؟ عجين من مؤتلفات الحزن والوجد والألم والقهر، تفيض عن إطارها المحدود بالخاص إلى عوالم الموصوف بالعام، وخزات تخترق حجب السكينة ليستفيق جرح وينزف نبض·· استغراق تام في جو من الانصهار الوجداني، يأخذني لزاوية قصية ليغلق عليّ أبواب وحدتي الحميمة، فأغيب بعيداً عن ضوضاء الحقيقة، وتقاطعات الواقع·· وتبدأ خيوط الرسم في انحناءاتها الشعرية لتضفر القصيدة أو المسرحية كجديلة غجرية متمردة· قد يستمر المشهد دقائق وربما يمتد لأيام متوافقاً مع الموقف والغاية والمراد صياغته· ؟ ما مدى إيمانك واقتناعك بأهمية الأداء المسرحي للمسرحيات الشعرية، أو بصيغة أخرى هل مسرحياتك الشعرية تقرأ أم الأفضل لها أن تؤدى على خشبة المسرح؟ ؟؟ في زمن تتهاوى فيه خطى العصر في عثرات العولمة، يصبح النص المقروء على أرصفة الإهمال والتحييد والإجحاف، ويصبح السهل المرغوب أداة التوصيل الأسرع والأنجح· وكما للخشبة حضورها وأثرها وتأثيرها لذا فخيار الحضور التجسيدي يبقى الأفضل على كل حال، وقد كان اختياري· ؟ وماذا عن قصيدة النثر ودورها في الشعر العربي؟ ؟؟ النثر فن من الأدب لا يقل إخلاصاً لصاحبه ومجتمعه من الشعر، غير أنه جُوبِه بالنكران واحتقار القيمة، وهذا من الأسباب التي تشتعل بداخلي بضرورة إنصاف هذا الفن الجميل، وما نكتبه نثراً يجب أن يبقى نثراً·· لكن أفلاطون يقول (كل امرئ يصبح شاعراً إذا مسه الحب) لذا فإن نثر العشاق يصبح شعراً حسب قوله، وكي لا يظلم النثر فمن الضرورة أن يُرى له مسمى يليق به لكونه تقاطع في الكثير من صفاته مع الشعر، وأمانة في القول، إن للنثر بواطن الشعور الماتعة ومرافئ التصوير والجمال الفائقة تلك التي قد لا يحتويها الشعر، فكيف أصابه داء النكران بهذه الصورة ولماذا؟ أسئلة للنقاد حق وواجب الإجابة عليها· رسائل تثقيفية ؟ هل ترين أن المثقف قادر على تغيير المجتمع أو التأثير فيه؟ ؟؟ للزمن والتاريخ أقانيمهما الثابتة والدائمة الدوران والإعادة·· وحين نؤمن بأن الأنبياء حملوا رسائل تثقيفية لتمزيق عتمة الجهل للوصول بجنسهم البشري إلى مرافئ التنوير، نعي تماماً كم لهذا الفضاء الشاسع من هالات الضوء في حدوث المتغيرات وصياغة تأثيرها وعصر الندى المتكثف على أوراق طرحها· ؟ وما دور المرأة المثقفة العضوي في المشروع الثقافي العربي؟ ؟؟ لست ممن يؤمن باختلاف الجنسين ثقافياً، فرسالة آدم تتطابق مع رسالة حواء، فـ(هي) مشروع محاذ لـ(هو) متكامل حد التطابق، ولا أعي سر التفضيل والتمييز المنقص لحق نون النسوة· ؟ وضعك الاجتماعي هل كان عقبة في سبيل مشاريعك الإبداعية؟ ؟؟ خلط موبوء بالحيرة··· بعض من الخطوط المتعارضة لتوازن الدفق وانسيابية التعبير، تحدٍ يرسم إشكالية الخروج عن النص بثمن محدد سلفاً أحياناً ومباغت في أحايين أُخَر·· سباحة عكس التيار بما يليق لا بما يجب من قبل من يصنع الواجب والمفروض باحتسابات معارك شخصية وتنازلات قهرية·· وللتحدي قدسيته الخلاقة التي وجدتني أنضوي تحت سحابتها الهاطلة· ؟ ما أهمية أن تكون للإمارات مشاريع ثقافية تحميها من الثقافات الدخيلة؟ ؟؟ أمل يتسامى يوماً بعد يوم في ذات كل ذي قلم صادق وحر، شرعية الفكر والمنطق المتحولة غالباً إلى ركام التحجيم والإهمال، تحييد العقول الناطقة بصيحة الوعي، تلك التي تنعكس في مرآة صدقها ضرورة الواجب، ولكن··· لا تزال فقاعات الإعلام تتكثف على المشهد الثقافي لترسم صورة هزلية ساذجة ومسابقات لا ترتقي لوعي المثقف أو إلى حجم الضرورة،، وآسفة أقول إن البوابات مشرعة لإغراق المجتمع في الثقافات الدخيلة وإبرازها على أنها الضرورة العصرية، في غفلة عن ثقافة دول الجوار الهادفة لغرس جذورها عميقاً في ثقافة الوطن لمسخها واستبدالها، ومن ثم الاستيلاء على العقول والشعور ليتسير الغرض المتخفي حتى حين·· ؟ ماذا عن مشروعاتك الإبداعية مستقبلاً؟ ؟؟ ليس لموضوع بعينه إنما آمال وطموحات، بذرة تنمو في محيط من الهدوء والسكينة، وما إن تنضج حتى تصبح واقعاً مهيمناً يستلب القدرة على الرقاد لحين انبلاجه بصورة كانت طيفاً يوماً ما لتتجسد بوعي واقعي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©