السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هناك فرق

12 ابريل 2010 00:27
ليس المال وحده الذي يصنع المعجزات في عالم كرة القدم، فالمساحيق لن تزيد الوجه “العكر” إلا قبحاً، وتشوهاً، حتى لو ساعدت مؤقتاً على التخلص من “التجاعيد” و”التشوهات”، فعمليات التجميل لن تخفي المستور، والجمال الزائف لن يستمر، لأنه مصطنع، وما أحلى “الجمال الطبيعي” الذي يُسعد الناظرين! وكان الكلاسيكو الإسباني أمس الأول، نموذجاً ودليلاً دامغاً للفارق بين فريقين، أحدهما “مصطنع”، والآخر “مصنوع”! والهوة شاسعة، بل تبدو المقارنة ظالمة جداً، وغير منطقية، بين فريق يعزف أجمل الألحان، وآخر يكتفي بالنغمة “النشاز”، ومن يريد أن يكون “مايسترو” فعليه أولاً أن يكون موهوباً، وعازفاً ماهراً، وليس صاحب صوت يؤذي السامعين، فالقبح لا يلد إلا قبحاً! وكشفت المباراة أن ريال مدريد يضم مجموعة من اللاعبين كل “يبكي على ليلاه”، فلا ترابط أو تفاهم أو حتى انسجام، على الرغم من أن البعض منهم وصلت صفقات انتقالهم إلى أرقام فلكية، ولم يستطع نجوم الملايين أن يشفوا “غليل” الجماهير “الملكية” التي كانت تنتظر على أحر من الجمر أن يعود فريقها “المدلل” إلى منصات التتويج في “الليجا” بعد أن ودع الفريق المنافسات الأوروبية، ليس هذا فحسب، ولكن أيضاً الثأر من البارسا الذي علم فريقه “الأدب” في الفترة الأخيرة، ومنها الهزيمة بـ”نصف درزن” في معقل الريال في “كلاسيكو” الموسم الماضي، ولكن الأمنيات تحولت إلى كابوس، وأحلام مزعجة، رغم أن النادي المدريدي استقطب كريستيانو رونالدو صاحب الصفقة التي ناهزت المائة مليون يورو، بصرف النظر عن الأموال التي دفعها النادي في كاكا وبنزيمة على وجه التحديد وظهر “الملكيون” صغاراً أمام موهوبي وكبار البارسا، ومن المتوقع أن يخرج “الأبيض” من الموسم صفر اليدين، لأن “الليجا” أصبح على أعتاب المنافس اللدود. وفي المقابل أثبت جوارديولا ولاعبوه أنهم فريق من “قماشة” نادرة الصنع، بل مصنع للموهوبين، فقد واصل الساحر ميسي إبداعاته، وسجل في مرمى الحارس كاسياس بكل مهارة واقتدار، ليؤكد من جديد أنه يهوى غزو الشباك المدريدية، ومعه تشافي أفضل صانع ألعاب في العالم، ويستطيع أن يحول “التراب” إلى ذهب، ولمساته أقل ما توصف بأنها ذهبية، وإذا كان ميسي هو المعجزة، فإن تشافي هو “الأعجوبة” وسر انتصارات برشلونة، ويكفي أن كل كرة تخرج من قدمه تضع زملاءه في مواجهة حراس الفرق المنافسة، وهو ما فعله مع ميسي وبيدرو. الفوز وضع البارسا على مقربة من اللقب الإسباني، وليس من المستبعد أيضاً أن يحتفظ برشلونة بالبطولتين الكبيرتين محلياً وأوروبياً، وأيضاً اللقب العالمي في أبوظبي 2010 لأنه الفريق الأجمل والأحلى على وجه الأرض، كلمة أخيرة عفواً.. إنه عصر البارسا وميسي وتشافي، ولو كنت مكان جوزيف بلاتر رئيس “دولة الفيفا” لأعلنت على الفور مشاركة برشلونة في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، حتى أضمن المزيد من المتعة الكروية لمليارات المشاهدين الذين أصبحوا يسهرون للصباح من أجل الفريق “الكتالوني”. abadi ahmed@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©