الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاكل واقعية في سياق غير منطقي

مشاكل واقعية في سياق غير منطقي
8 مايو 2008 03:37
في قلب القاهرة ووسط زحام شوارعها تدور احداث الفيلم السينمائى الجديد ''حسن طيارة'' قصة وسيناريو وحوار مصطفى السبكي واخراج سامح عبدالعزيز وبطولة خالد النبوي ورزان مغربي وخالد الصاوي وعزت ابوعوف وجيهان قمري والفنانة عايدة عبدالعزيز وعبدالله مشرف· يستعرض الفيلم منذ مشهد البداية العديد من المشاكل الحقيقية التي يتعرض لها الشارع وملايين الكادحين وكيف يتعطل المرور بسبب موكب وزاري والحملات المرورية لتأمين الموكب ويتم على اثرها سحب رخصة قيادة ''كابتن حسن طيارة'' (خالد النبوي) سائق الميكروباص لتبدأ معاناته في استعادة الرخصة· نكتشف ان ''حسن طيارة'' خريج كلية الحقوق ويعمل لبعض الوقت في مكتب محام متواضع هو ''عبده براءة'' (الفنان عبدالله مشرف) والذي لا يكاد يعرف شيئا عن القانون حتى ان ''حسن طيارة'' يحضر له المراجع والقوانين ورغم ذلك لا يقرأها وينتظر ''حسن طيارة'' لاستشارته في القضايا المعروضة عليه وفي المقابل يمنحه كل ما حصل عليه من دخل ليأخذ ''حسن طيارة'' جنيهات قليلة كأتعاب له ويعيش ''حسن'' مع امه الفنانة عايدة عبدالعزيز وشقيقه الطالب الذي يمر بمرحلة المراهقة ويحاول اختبار السجائر والبانجو مع اقرانه في الحي الشعبي لكن ''حسن طيارة'' ينتبه إليه ويحذر الأم من التهاون معه· وهو يكشف من خلال حوار ذكي كيف سقطت الطبقة المتوسطة في مصر الى اسفل ليتساوى ابن الموظف مع ابناء الحرفيين والصنايعية· حبكة غير منطقية ويواصل ''حسن طيارة'' عمله كسائق ميكروباص ويحاول تجنب اللجان المرورية لأن رخصة القيادة مسحوبة واثناء عودته في احدى الليالي يشاهد سيارة بها فتاتان ''ملك'' (الفنانة رزان مغربي) و''داليا'' (الفنانة جيهان قمري) كانتا عائدتين من احدى السهرات في الثانية والنصف صباحا وتتعرضان لمضايقات من سيارة اخرى بها شابان ويقرر ''حسن طيارة'' التدخل لإنقاذ الفتاتين ويدور حوار سريع تعرف منه ''ملك'' ان هذا السائق الشهم لا يستطيع مواصلة السير في نفس الطريق لأن رخصة القيادة مسحوبة· وتلجأ ''ملك'' التي يتضح انها ابنة احد الوزراء الجدد الى صديقتها ''داليا'' لاستعادة رخصة قيادة ''حسن طيارة'' وتذهب ''ملك'' الى موقف الميكروباص وتركب معه وتطلب منه توصيلها لكنه يرفض فترفض ان تعطيه الرخصة وتطلب مقابلته في اليوم التالي لكنه يعتذر لها لأن ذلك اليوم يصطحب فيه والدته وشقيقه للنزهة فتطلب ''ملك'' مرافقتهم· وببساطة غير منطقية تنسجم ''ملك'' مع الأم والاخ وتشاركهم الجلوس على ارض احدى الحدائق العامة وتتناول بسعادة حمص الشام ثم تذهب معهم الى السينما وهي لا تكاد تصدق وتنام على كتف ''حسن طيارة'' من شدة الارهاق· وتفاجأ ''ملك'' بأن ''حسن'' يحمل ليسانس حقوق وتقترح مساعدته في العمل لدى محام كبير ولكنه يرفض في البداية ويقترح عليها قضاء وقت معه في احد المقاهي لشرب الشيشة والشاي الكشري وهكذا تتجاوب ''ملك'' المدللة ابنة الوزير خريجة الجامعة الاميركية بكل بساطة مع سائق الميكروباص لمجرد انه شاب مكافح مثل الملايين من الشباب· ويرصد رجل الاعمال ''امجد بك'' الفنان خالد الصاوي الذي كان يطمح الى الزواج من ''ملك'' ابنة الوزير هذه العلاقة ويدبر لـ''حسن طيارة'' مكيدة ويحرق له الميكروباص وتمده ''داليا'' الفنانة جيهان قمري التي تعمل سكرتيرة للوزير الفنان عزت ابوعوف بكثير من المعلومات عن صفقات مهمة تخص بيع احدى شركات القطاع العام الكبرى بسعر زهيد بعد ان اكدت البيانات الحكومية المغلوطة خسارتها ويحصل ''امجد بك'' على الصفقة ويقرر تسريح العمال وصرف مكافآت هزيلة لهم مقابل انهاء خدمتهم وتتناول صحف المعارضة قصة الصفقة المشبوهة وكيف ضاعت حقوق العاملين البسطاء ويقرر ''حسن طيارة'' التصدي للقضية والدفاع عن حقوق البسطاء خاصة ان غريمه في تلك القضية ''امجد بك''· وتقرر ''ملك'' التي نجحت بكفاءتها بعيدا عن نفوذ والدها في العمل كمذيعة باحدى القنوات الفضائية ان تشارك ''حسن طيارة'' الدفاع عن حقوق البسطاء وينظم ''حسن طيار'' مسيرة تضم ما يقرب من 600 عامل تم انهاء خدمتهم وتتسابق القنوات الفضائية لنقل الحدث ويضطر ''امجد بك'' الى ان يساوم ''حسن طيارة'' ويعرض عليه الانتقال الى مكتب انيق بعد الشهرة التي حظي بها· ويرفض ''حسن طيارة'' ويضطر ''امجد'' لإرضاء العاملين بناء على تعليمات الوزير بعد الضجة التي اثارتها وسائل الاعلام· طريقة قديمة وعلى طريقة سينما الاربعينيات والخمسينيات لا يجد الشرير ''امجد'' طريقة للوقيعة بين ''ملك'' و''حسن طيارة'' وفي لحظة غضب ينهي علاقته مع ''داليا'' التي كانت تمده بأسرار الوزير وصفقاته المهمة وكذلك اسرار حبيبة قلبه ''ملك'' تطلب منه الزواج لكنه ينهرها ويحذرها من الاتصال به وهنا تقرر ''داليا'' الانتقام وتمد ''حسن طيارة'' بكلمة السر أو ''الباسوورد'' الخاصة بجهاز الكمبيوتر الذي يحتفظ فيه ''أمجد'' بكل اسرار صفقاته المشبوهة وكأنها صدمت لانه يرفض الزواج منها· وبعيدا عن المنطق تمضي الاحداث ونجد ''امجد بك'' بنفسه ينتظر ''حسن طيارة'' على باب المحكمة قبل ان يقدم دليل ادانته للقضاء وتظهر معه ''ملك'' في حالة ذعر وتستغيث ''بحسن طيارة'' البطل الشجاع الذي يسعى لإنقاذها في احد مصانع ''امجد'' حيث يتغلب ''حسن طيارة'' بمفرده على طاقم الحراسة ثم ''امجد بك'' وينقذ حبيبته وتنتهي الاحداث بزواج ''حسن طيارة'' و''ملك''· نجح السيناريست مصطفى السبكي في صياغة حوار رشيق يتميز بخفة الظل وبلغة تستمد مفرداتها من الشارع المصري وان كانت الاحداث تبدو غير منطقية في كثير من المواقف وتميز المخرج سامح عبدالعزيز في تقديم صورة سينمائية نابضة بالحيوية والواقعية رغم ضعف السيناريو·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©