الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عاملات منازل يصبحن عارضات أزياء

عاملات منازل يصبحن عارضات أزياء
17 مايو 2016 17:22
شاركت انا فرناندو، العاملة في الخدمة المنزلية في لبنان منذ 21 عاما، لإعالة أطفالها في سريلانكا، مع نحو عشر من زميلاتها في عرض أزياء في بيروت لتغيير الصورة النمطية السائدة عن هذه المهنة.   تبلغ آنا الثالثة والأربعين، وأمضت أكثر من عقدين منها في لبنان، لتوفير حياة أفضل لأطفالها.   واستحالت عارضة أزياء مع نحو عشر عاملات أخريات في الخدمة المنزلية في حدث نظمته منظمة "إنسان" غير الحكومية اللبنانية.   وتقول هذه المرأة الجميلة في القاعة الخلفية للمقهى قبل استدعائها إلى منصة العرض لتقديم ملابس أعدها مصممون شباب لهذا الحدث "أنا إنسانة قبل كل شيء حتى لو كنت أعمل في الخدمة المنزلية".   ويهدف عرض الأزياء هذا إلى إبراز العاملات في الخدمة المنزلية اللواتي يزيد عددهن عن 200 ألف في لبنان حيث يتعرضن للاحتقار في غالب الأحيان.   وفي نسخته الرابعة، أراد عرض الأزياء هذا أن تعكس المشاركات بأنفسهن صورة مختلفة عن عاملة التنظيفات.   وتقول رانية ديراني مدير منظمة "إنسان"، "يعشن مثل أي امرأة أخرى خارج إطار عملهن" في إشارة إلى الاهتمام بجمالهن وأناقتهن.   وتتهم منظمات غير حكومية لبنان باعتماد تصرفات عنصرية تجاه العاملات في الخدمة المنزلية مع تعميم تسمية "سريلانكية" على كل العاملات بغض النظر عن جنسياتهن الأصلية على سبيل المثال.   وتعمل غالبية الأجنبيات هؤلاء بموجب نظام الكفيل مما يخضعهن لإرادة صاحب العمل. وقانون العمل لا يغطي العاملات في الخدمة المنزلية رغم تشكيل نقابة مطلع العام 2015.   وتؤكد سومي خان من بنغلادش "مع عرض الأزياء هذا، نريد أن نقول للجميع إننا لسنا فقط عاملات في الخدمة المنزلية".   وتوضح هذه الشابة، البالغة 22 عاما، بشعرها القصير والوشم المدقوق على ظهرها أنها كانت ترغب بمتابعة دروس في الصحافة في بلدها إلا أنها اضطرت إلى المغادرة من أجل إعالة عائلتها.   وهي تعرض الأزياء في المقهى وسط تصفيق الجمهور المؤلف من لبنانيين وأجانب فيما يلتقط أصدقاؤها صورا لها.   وهذا العرض ليس إلا مبادرة من بين مبادرات كثيرة من المجتمع المدني لمحاربة الإجراءات والممارسات التمييزية والاستغلال الذي تقع ضحيته هؤلاء العاملات. فالعام الماضي، بمناسبة عيد الأم، قامت وكالة لاستقدام العمالة الأجنبية في لبنان بإعلان اعتبره الناشطون في هذا المجال عنصريا وفوقيا ويحاكي الاتجار بالبشر.   وجاء في الإعلان "بمناسبة عيد الام، ولكي تدلل أمك...عروض خاصة على الخادمة المنزلية الكينية والاثيوبية لمدة عشرة أيام".   وأطلقت الجامعة الأميركية في بيروت في العام 2015 دراسة لدى 1200 كفيل في لبنان لاستطلاع رأيهم بالعاملات المنزليات لديهم. وقد نشرت منظمة "كفى" المدافعة عن حقوق الإنسان النتائج خلال حملة على الانترنت.   وجاء في الدراسة أن "51 % من اللبنانيات يعتبرن أن العاملات المنزليات عندهن لسن جديرات بالثقة مع أنهن يتركن أولادهن في عهدتهن".   وفي وسط العارضات، تبرز اليكس لونوار وهي طالبة فرنسية لبنانية في التصميم الصناعي.   وتقول "قررت المشاركة في العرض لأني أرى من المؤسف أن ننزع في مجتمعنا اللبناني الثقة بالنفس من هؤلاء النساء".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©