تفتتح شركة «سيسكو» العالمية العاملة في مجال حلول الشبكات الخاصة بالإنترنت مركزاً لها في أبوظبي قبل نهاية العام الحالي، بحسب طارق الجندي المدير العام لمكتب «سيسكو» في أبوظبي. وأكد الجندي أن «سيسكو» ترى فرصا هائلة لنمو الأعمال في إمارة أبوظبي، وهي الفرص التي دفعتها لاتخاذ هذه الخطوة في العاصمة بعد 12 عاماً من العمل في دولة الإمارات.
وقال الجندي لـ «الاتحاد» إن افتتاح مقر «سيسكو» في أبوظبي يجيء ضمن التزام الشركة العالمية بالعمل في استراتيجية أبوظبي 2030 ، وهي الاستراتيجية التي تركز بشكل واضح على تقنية المعلومات والاتصالات، وتنويع مصادر الناتج. واعتبر الجندي أن هناك تركيزا واضحا من إمارة أبوظبي على مجال تطوير التعليم وإدخال تكنولوجيا المعلومات إلي المدارس. وذكر أن برنامج «أكاديمية سيسكو للشبكات» قام بتخريج 3500 طالب في دولة الإمارات عبر 40 أكاديمية في أنحاء الدولة، مشيراً إلي أن عدد الدارسين حالياً يبلغ 1500، وبلغت نسبة الإناث منهم 47%. وقال إن «سيسكو» تركز في شراكتها مع المؤسسات في أبوظبي على مجالات تطوير التعليم والصحة والسياحة وتقنية المعلومات والاتصالات، من خلال الاستفادة من الرؤية بعيدة المدى لقيادة الإمارة في أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا للاستفادة من الأزمة المالية العالمية الراهنة، ومطالباً بضرورة تحمل الحكومات مسؤوليتها في تطوير الشراكة في قطاع التكنولوجيا بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والأفراد. وشدد الجندي على النمو الهائل والمتزايد لتطبيقات الفيديو والصوت وأمن المعلومات في الإمارات ، خاصة في أبوظبي. وبشأن تأثير الأزمة على أعمال «سيسكو»، قال إن الأزمة تؤثر بالطبع على كافة القطاعات الاقتصادية في العالم، وأثرت سلباً على نمو الابتكارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ولكن تجربة «سيسكو» عبر 50 عاماً أظهرت ضرورة العمل في وقت الأزمات والحفاظ علي الوتيرة الخاصة بالابتكار، حتي تصبح الأزمة فرصة للخروج منها أقوى من المنافسين الآخرين.
النطاق العريض
ولفت الجندي إلي ضرورة الاستثمار في تطوير البنية التحتية لشبكات النطاق العريض في دول الخليج وأبوظبي في الوقت الراهن، حيث يقول إن «شبكات النطاق العريض ستصبح الفيصل في لمدى تطور اقتصاديات الدول، حيث تعتبر هذه الشبكات مركزية في القدرة التنافسية في الفترة المقبلة وللاستثمار في مجال الاتصالات. وقال الجندي إن تطبيقات النطاق العريض تشمل كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية، فعلي سبيل المثال أصبحت هذه التطبيقات ضرورة في مجال الصحة من خلال تبادل الخبرات الطبية وإمكانية الإشراف على إجراء عملية في أبوظبي عبر متخصص في الولايات المتحدة. واعتبر مدير مركز «سيسكو» في أبوظبي أن شبكات النطاق العريض توفر الفرص لزيادة تنافسية الاقتصاديات الوطنية، وزيادة الناتج القومي، بالإضافة إلي منح الأفراد الفرصة المتكافئة لدخول حيز المنافسة عبر الابتكار وتبادل الخبرات. وأوضح أن حكومة أبوظبي ومؤسسة «اتصالات» تهتمان بشكل واضح في الاستثمار في مجال شبكات النطاق العريض.
رواد الأعمال
وذكر الجندي أن «سيسكو» تدرك أهمية التكنولوجيا في تطوير قطاع الأعمال، وخاصة بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأشار إلى أن مبادرة «سيسكو» بافتتاح أول مركز تدريب تابع لـ «معهد سيسكو لرواد الأعمال» في الإمارات قبل شهرين تجيء في هذا السياق. وأوضح أن المعهد (مقره في قرية المعرفة بدبي)، يهدف إلي تعزيز إنشاء وإنجاح الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير المعلومات العملية الخاصة بريادة الأعمال، بالإضافة إلى توفير مصادر المعرفة العملية لرواد الأعمال المحليين، وكذا تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه تقنية المعلومات والاتصالات في تمكين نجاح و تنمية الأعمال. وتقوم «سيسكو» بتزويد المعهد بنظام إلكتروني لإدارة الدورات التدريبية وورش العمل، و التي تغطي ثلاثة مواضيع أساسية وهي: مساعدة رجال الأعمال في بدء أعمالهم من الصفر، وتطوير الأعمال الموجودة بالفعل وتحسين الإدارة والإنتاجية في المشروعات. وقامت «سيسكو» بتطوير محتوى المواضيع والدورات التدريبية بالتعاون مع خبراء أعمال من جامعة ستانفورد، وجامعة كورنل، و»ماي أون بزنس إنك» مع إضافة المحتوى اللازم لمواكبة الخاصية المحلية في مجال الإدارة و ريادة الأعمال و توفيرها باللغتين العربية والإنجليزية.
«الحضور عن بُعد»
وأوضح الجندي أنه قبل شهر قامت سيسكو لأول مرة باستخدام تقنية «سيسكو للفيديو عالية الدقة»، والتي عقُدت في جامعة خليفة بأبوظبي عبر ربط شبكتي «الإمارات العنكبوتية» للأبحاث والتعليم والشبكة الأميركية للأبحاث والابتكار، حيث تم تبادل الخبرات والتجارب والتقنيات العلمية الحديثة. وأشار إلي أن هذه التقنية تمثل ثورة في عالم الاتصالات لتوفير الميزانيات الخاصة بالمستقبل وتوفير الوقت كذلك، حيث يمكن عبر هذه التقنية عقد المؤتمرات المشتركة بين أبوظبي والجامعات الأميركية، ومناقشة الأبحاث والتطبيقات الجديدة في كافة المجالات، دون الحاجة للانتقال إلى الولايات المتحدة
عدد اليوم
