لقن برشلونة منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد درساً قاسياً جديداً، وأسقطه بالضربة القاضية في عقر داره بعدما تغلب عليه بهدفين نظيفين مساء أمس الأول في مباراة القمة “الكلاسيكو”، ضمن لقاءات المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وانفرد برشلونة بصدارة جدول المسابقة بفارق ثلاث نقاط أمام ريال مدريد ليتقدم خطوة جديدة على طريق الدفاع عن لقبه، كما أكد تفوقه التام على النادي الملكي في الفترة الحالية، حيث حقق الفوز الرابع له على التوالي في مباراة “الكلاسيكو”.
واستعاد أشبيلية مؤقتاً المركز الرابع بجدول المسابقة أثر تغلبه على مضيفه ملقة 2 - 1 في وذلك في افتتاح مباريات المرحلة التي شهدت أمس الأول أيضاً فوز فياريال على سبورتنج خيخون بهدف، وخيتافي على مضيفه خيريس بنفس النتيجة وتعادل تينيريفي مع بلد الوليد سلبياً. على استاد “سانتياجو برنابيو” بالعاصمة مدريد، وجه برشلونة بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي صفعة جديدة إلى وجه منافسه التقليدي ريال مدريد، وأكد ميسي ورفاقه أنهم أدمنوا الانتصارات على هذا الاستاد علما بأنه الفوز الرابع لبرشلونة في “الكلاسيكو” على هذا الملعب في آخر ست سنوات.
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يحقق فيه برشلونة الفوز في مباراة “الكلاسيكو” على استاد “سانتياجو برنابيو” لموسمين متتاليين.
ورفع برشلونة رصيده إلى 80 نقطة، وتجمد رصيد ريال مدريد عند 77 نقطة بعدما مني بهزيمته الرابعة هذا الموسم، وخاض ريال مدريد المباراة بهدف الثأر لهزيمته القاسية والمدوية 6 - 2 أمام برشلونة في مباراة “الكلاسيكو” على نفس الملعب في الدور الثاني من الموسم الماضي. ولكن ميسي وباقي نجوم برشلونة، وفي مقدمتهم حارس المرمى فيكتور فالديز وقائد خط الوسط تشافي هيرنانديز والمهاجم الإسباني بدرو رودريجيز كان لهم رأي آخر.
وعزز برشلونة فرصته في الفوز بلقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، حيث بدد آمال ريال مدريد في معادلة نتيجة المواجهة المباشرة بين الفريقين في الموسم الحالي.
وسبق لبرشلونة أن فاز ذهابا بهدف نظيف وكان ريال مدريد بحاجة إلى الفوز في مباراة أمس الأول لمعادلة هذه النتيجة على الأقل، حيث يتم الاحتكام إلى نتيجة المواجهة المباشرة لحسم اللقب بين الفريقين في حالة تساويهما في عدد النقاط مع نهاية الموسم.
وبذلك أصبحت الأفضلية حاليا لفريق برشلونة في حالة تساويهما بالفعل في عدد النقاط مع نهاية الموسم، والأكثر من ذلك أن برشلونة يتفوق حاليا على ريال مدريد في فارق الأهداف العام بالمسابقة هذا الموسم.
ويدين برشلونة بفضل كبير في هذا الفوز الثمين إلى تشافي الذي صنع هدفي المباراة واللذين سجلهما ميسي وبيدرو في الدقيقتين 33 و56 على الترتيب، وكان بإمكان برشلونة زيادة رصيده من الأهداف لولا سوء الحظ أحياناً والتكتل الدفاعي في ريال مدريد أحياناً أخرى بينما تصدى حارس مرمى الفريق فالديز لجميع محاولات ريال مدريد بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو. وأكد ميسي تفوقه مجدداً على رونالدو، بعدما نجح في التفوق عليه في الموسم الماضي من خلال فوز برشلونة على مانشستر يونايتد الإنجليزي “الفريق السابق لرونالدو” في نهائي دوري أبطال أوروبا ثم تفوق عليه في الدوري الإسباني هذا الموسم ذهاباً وإياباً.
كما سقط المدرب الشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني لريال مدريد مجدداً في الاختبار أمام منافسه جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة ليتأزم موقف بيليجريني، خاصة أن الفريق أصبح مهدداً بالخروج من الموسم الحالي صفر اليدين نظراً لسقوطه مبكراً في دوري أبطال أوروبا وخروجه المبكر من مسابقة كأس ملك إسبانيا.
وأوقف برشلونة مسلسل انتصارات ريال مدريد والتي بلغت 12 فوزاً متتالياً قبل مباراة أمس الأول، كما أن الهزيمة هي الأولى لريال مدريد على ملعبه في الموسم الحالي، كما أكد فالديز حارس برشلونة تفوقه على نظيره إيكر كاسياس حارس ريال مدريد، حيث اهتزت شباك الأول 19 مرة فقط في الموسم الحالي مقابل 28 هدفاً دخلت شباك كاسياس ليغازل فالديز بذلك المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني قبل شهرين من انطلاق نهائيات كأس العالم.
ولكن كاسياس كان أحد العوامل المؤثرة في عدم زيادة رصيد برشلونة من الأهداف في هذه المباراة، حيث تصدى لأكثر من كرة خطيرة لميسي، ولم يكن برشلونة بنفس المستوى الذي ظهر عليه في مباراة الموسم الماضي التي فاز فيها 2/6 ولكنه كان أفضل كثيراً من مضيفه وفرض سيطرته على مجريات اللعب معظم فترات هذا اللقاء.
ووقف لاعبو الفريقين وجميع المشجعين الذين احتشدت بهم المدرجات دقيقة قبل بداية المباراة حداداً على الرئيس البولندي ليخ كاتشنيسكي الذي توفي في حادث تحطم طائرة راح ضحيته 96 شخصاً في روسيا، كما وضع لاعبو الفريقين شارات سوداء حول معصمهم حداداً على كاتشنيسكي.
وأثار جوارديولا الدهشة بعدما دفع في بداية المباراة باللاعب كارلوس بيول في مركز الظهير الأيمن وداني ألفيش أمامه في الناحية اليمنى، ولكنه تراجع عن ذلك في الشوط الثاني.
وفرض برشلونة سيطرته على مجريات اللعب واستحواذه على الكرة منذ بداية المباراة، كما كان متوقعاً بينما اكتفى ريال مدريد بالاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة عن طريق نجميه البرتغالي رونالدو والأرجنتيني جونزالو هيجوين.
وجاء الهدف الأول لبرشلونة بعد 33 دقيقة إثر تبادل رائع للكرة بين ميسي وتشافي لتصل الكرة في النهائية إلى ميسي داخل منطقة الجزاء، حيث هيأها النجم الأرجنتيني المتألق بصدره مراوغاً المدافع راؤول أبيول قبل تسجيل هدف التقدم بقدمه اليمنى على يمين كاسياس.
ورفع ميسي بذلك رصيده إلى 27 هدفاً في صدارة قائمة هدافي الدوري الإسباني كما كان الهدف رقم 40 له مع برشلونة في مختلف المسابقات هذا الموسم ليقترب خطوة جديدة من الفوز بجائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لأفضل هداف على مدار الموسم.
واقتصرت محاولات ريال مدريد في الشوط الأول على تسديدة من هيجوين ذهبت عالياً، وبدا ريال مدريد أكثر إصراراً في الشوط الثاني، ولكن فالديز تصدى لتسديدات مارسيلو ورونالدو وجوتي وفيرناندو جاجو.
وقضى بدرو على آمال ريال مدريد في تحقيق التعادل عندما سجل الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 56 بعدما تلقى تمريرة متقنة من زميله تشافي نجم المباراة وتقدم بها سريعاً، حيث تفوق على المدافع ألفارو أربيلوا قبل أن يضع الكرة في الزاوية البعيدة على يمين كاسياس.
وأهدر الهولندي رافاييل فان دير فارت أخطر فرصة لريال مدريد بينما تصدى كاسياس لمحاولتين خطيرتين من ميسي، وواصل ريال مدريد هجومه في نهاية المباراة أملاً في تحسين النتيجة، ولكن دون جدوى.
وسجل المهاجم المخضرم راؤول جونزاليس هدفاً لريال مدريد قبل نهاية المباراة ألغاه الحكم بسبب لمسة يد على زميله الفرنسي كريم بنزيمة.
ورفع أشبيلية رصيده إلى 51 نقطة صعد بها للمركز الرابع بفارق ثلاث نقاط أمام ريال مايوركا الذي تراجع للمركز الخامس، وتجمد رصيد ملقة عند 31 نقطة في المركز السادس عشر.
وكان ملقة هو البادئ بالتسجيل بهدف أحرزه الإكوادوري فيليبي كايسيدو في الدقيقة 17 ولكن إشبيلية رد بهدفين في الشوط الثاني سجلهما خوان كالا ومانويل أورتيز لولو في الدقيقتين 67 و85 .
وسجل كايسيدو هدف التقدم لملقة بعدما سقطت الكرة من يد أندريس بالوب حارس إشبيلية أثر تسديدة ضعيفة من دودا ليستغل كايسيدو هذا الخطأ ويسجل هدف التقدم، ولكن خوان كالا لاعب إشبيلية الشاب استغل خطأ مماثلا ًمن جوستافو مونوا حارس ملقة وسجل هدف التعادل في منتصف الشوط الثاني ليفرض أشبيلية بعدها سيطرته على اللقاء حتى سجل لولو هدف الفوز الثمين للفريق قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة. ولم يحتفل لولو بالهدف حفاظاً على مشاعر فريقه السابق ملقة.
وقال اللاعب “كان فوزا مهما بالنسبة لنا.. واجتهدنا بالفعل من أجل تحقيقه”. وأعرب لولو عن أمله في أن يتجنب فريقه السابق الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في نهاية الموسم.
وقاد دييجو جودين مدافع أوروجواي فريق فياريال لفوز ثمين على ضيفه سبورتنج خيخون بالهدف الذي سجله في الدقيقة 17 ليرفع فياريال رصيده إلى 46 نقطة في المركز السادس ويتجمد رصيد خيخون عند 37 نقطة في المركز الحادي عشر.
وبنفس النتيجة، فاز خيتافي على مضيفه خيريس ليرفع رصيده إلى 44 نقطة في المركز الثامن ويتجمد رصيد خيريس عند 23 نقطة في المركز العشرين الأخير. وسجل رافاييل لوبيز جوميز الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 60 بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.
وشهدت الدقيقة 87 من اللقاء طرد بدرو ألفاريز ماريو لاعب خيتافي، وتعادل تينيريفي سلبيا مع بلد الوليد ليرفع رصيده إلى 26 نقطة في المركز الثامن عشر بفارق نقطة واحدة أمام بلد الوليد ويقترب الفريقان خطوة جديدة من الهبوط لدوري الدرجة الثانية.
عدد اليوم
