الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيونج يانج واستغلال شركات التأمين العالمية

بيونج يانج واستغلال شركات التأمين العالمية
20 يونيو 2009 00:39
قدم مديرو شركات التأمين الوطنية في كوريا الشمالية هدية ثمينة للغاية لنظام بيونج يانج. فقد عبأ بعض هؤلاء في سنغافورة حقيبتين بملايين الدولارات، ثم أرسلوهما إلى بيونج يانج عبر بكين. ذلك ما أكده «كيم كوانج» الذي عمل مديراً سابقاً للشركة الوطنية الكورية الشمالية للتأمين التي تحتكرها الحكومة. وقال «كوانج» إنه كان طرفاً مساعداً في تنسيق إرسال الشحنة، إضافة إلى إشرافه على تعبئتها بالنقود، وإن المبلغ ساهم في توفير العملة الصعبة للقيادة الشيوعية الحاكمة في بيونج يانج. يذكر أن «كوانج» أمضى خمس سنوات من العمل في كوريا الشمالية مديراً تنفيذياً لشركة التأمين الوطنية المملوكة للدولة، إضافة إلى عمله لمدة عام إضافي في فرعها المصرفي التابع لها في سنغافورة قبل انشقاقه على النظام ولجوئه إلى كوريا الجنوبية. من جانبه قال «ديفيد إل. آشر»-الذي أشرف على إحدى الوحدات التابعة لوزارة الخارجية الأميركية كانت قد اختصت بمحاولة تعقب شتى الأنشطة غير القانونية التي تقوم بها كوريا الشمالية أثناء رئاسة بوش: لا شك أن تلك الأموال تساعد «الزعيم المحبوب» على البقاء في السلطة في وقت قطعت فيه بلاده خطوات كبيرة نحو التسلح النووي. كما تعد مثل تلك «الهدايا» من أهم مصادر الدخل غير المشروع الذي تحصل عليه بيونج يانج. وكشف عدد من مديري شركات التأمين الغربية، والمسؤولين الأميركيين والمنشقين عن نظام بيونج يانج من أمثال السيد «كيم» عبر حوارات صحفية أجريت معهم، وكذلك من خلال إفاداتهم في المحاضر القضائية، إن حكومة كوريا الشمالية الفقيرة المعزولة، حصلت على مئات الملايين من الدولارات من عدد من كبريات شركات التأمين العالمية، من خلال مطالبات كبيرة ومثيرة للشبهة، شملت في ما شملت مطالبات تعويض عن حوادث نقل وحريق مصانع والدمار الناجم عن الفيضانات وغيرها من الكوارث المزعومة. ويجدر بالذكر أن آخر المحاولات التي قامت بها بعض شركات التأمين العالمية لنقض مطالبات بيونج يانج هذه باءت بالفشل في المحاكم البريطانية. وعلى امتداد عدة سنوات، واصلت وحدات تنفيذ القانون التابعة للحكومة الأميركية في مختلف أنحاء العالم، توثيقها لما تسميه برعاية حكومة كوريا الشمالية للنشاط الإجرامي. وربطت تلك الوحدات بيونج يانج بصناعة وترويج الهيروين والمنشطات، إضافة إلى تزوير الأوراق المالية بقيمة 100 دولار، وكذلك تزوير عينات فاخرة من السجائر. وإذا كان لم يكشف حتى الآن سوى النزر اليسير جداً من مطالبات بيونج التأمينية الدولية، فإن السبب وراء ذلك يعود إلى إخفاء النظام الكوري الشمالي لمطالباته التأمينية هذه في ستار من التسويات القانونية مع شركات لا تريد الكشف عن خسائرها المالية الناجمة عن هذه «التسويات». غير أن بعض تفاصيل الاحتيال التأميني الذي تمارسه بيونج يانج تكشفت في لندن العام الماضي، عندما خاض محامون موكلون عن شركة «أليانز جلوبال إنفستورز» الألمانية العملاقة، وكذلك شركة «لوليدز» البريطانية وغيرها من كبريات المؤسسات العاملة في مجال التأمينات، نزاعاً قانونياً مع بيونج يانج بشأن مطالب إعادة تأمين تقدمت بها على خلفية تحطم طائرة هيلكوبتر في مستودع مملوك للحكومة في عام 2005 في العاصمة بيونج يانج. ووفقاً لمحاضر المحكمة، فقد دفع المحامون بأن تحطم الطائرة نفسها كان مدبراً ومقصوداً، وأن قرار المحكمة الكورية الشمالية القاضي بتأييد تلك المطالبة كان مزوراً، إضافة إلى دفعهم بتعود كوريا الشمالية باستمرار على رفع المطالبات التأمينية هذه، حرصاً منها على ملء جيوب «الزعيم المحبوب». يذكر أن المحكمة البريطانية التي عرضت عليها القضية سمحت باستمرار النظر في الدعوى. لكن وما أن نظر في القضية في شهر ديسمبر الماضي، حتى كانت النتيجة انتصاراً قانونياً كاملاً لبيونج يانج، بسبب موافقة الشركات المعنية بدفع تسوية مالية للقضية إلى كوريا الشمالية. فقد تراجعت الشركات تلك عن كافة مزاعم التزوير التي نسبتها إلى الشركة الوطنية الكورية الشمالية للتأمين، ودفعت لها حوالى 58 مليون دولار أو ما يعادل نسبة 95 في المئة من مطالباتها التأمينية تسوية للقضية. من ناحيته قال محامي الشركة الكورية الشمالية إن الشركات الغربية اضطرت إلى دفع التسوية لأنه لا أمل لكسبها للقضية. «فلم تكن هناك ذرة حقيقة واحدة تثبت مزاعم التزوير والاحتيال المنسوبة للشركة الكورية الشمالية» ذلك ما قاله «تيم أكرويد» المحامي عن شركة «إلبورن ميتشل» في لندن. واستطرد قائلاً: فإن أي زعم بتزوير كوريا الشمالية لمطالبها التأمينية يظل بعيداً كل البعد عن الحقيقة والإنصاف. كما تشكك «أكرويد» في صدقية إفادات المنشق «كيم كوانج جين»، الذي ورد اسمه في قائمة الشهود المحتملين ضد كوريا الشمالية في النزاع القانوني الذي خاضته معها شركات إعادة التأمين بشأن تحطم طائرة الهليكوبتر المذكور آنفاً. وقال «أكرويد» في معرض تشكيكه في صحة إفادة السيد «كيم»: إن من مصلحته قول كل ما هو بشع عن كوريا الشمالية التي انشق عنها. ولذلك فإنه لا قيمة لما يقوله هذا الشاهد البتة. ولكن الدرس الذي يجب أن تتعلمه شركات التأمين وإعادة التأمين العالمية هو ألا تقبل مطلقاً بالترافع في أي قضية لها صلة بالتأمين في محاكم كوريا الشمالية. بلين هاردن محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©