السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجندة ترامب

7 ابريل 2017 21:55
الجميع في واشنطن يحاولون معرفة السبب وراء توقف أجندة الرئيس دونالد ترامب على جبهات متعددة، والسبب في فشل الأوامر التنفيذية التي يوافق عليها. يشير «كريس سيليزا»، المذيع بقناة «سي إن إن»، إلى أن ميل ترامب إلى الاضطرابات والفوضى يكون في الواقع ضده. ويشير آخرون إلى فشل ترامب في إقامة علاقات في كابيتول هيل (الكونجرس). ورغم ذلك، فإن البعض الآخر يقول إن المشكلة تتمثل في الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس. وقد طالب مستشار ترامب الإعلامي بمحاربة أحد المحافظين في مجلس النواب في الانتخابات التمهيدية المقبلة، لأنه عارض خطة ترامب للرعاية الصحية، ما يعد انتهاكاً لقانون يهدف إلى منع المسؤولين الحكوميين من التأثير على الانتخابات. وتفيد تقارير بأن بعض جماعات الحزب الجمهوري تدرس القيام بإعلانات تستهدف المشرعين في الحزب الجمهوري ممن لا يصوتون مع ترامب. وبالتالي، فإن المشكلة هي عدم ولائهم. وكل هذا يحمل بعض الحقيقة. بيد أن هناك سبباً آخر لمتاعب ترامب: بينما تتم ترجمة وعود حملته إلى تفاصيل سياسية ملموسة، يجفل الأميركيون عن النتائج. والأكثر من ذلك، أن هذه العملية تكشف عن المستويات المثيرة للقلق من عدم الأمانة وسوء النية وعدم الاهتمام بالتفاصيل والإجراءات التي تتفاعل بعيداً عن جوهر أجندته ونهجه في الحكم، وكل هذا يعمل ضده بشكل واضح. وقد أعدت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً رائعاً يوضح بالتفصيل عزلة ترامب المتزايدة وفشله في كسب التأييد لأجندته: «وكانت النتيجة هي رئاسة تفتقر إلى انتصارات كبيرة، محاطة بعقبات كبيرة، من بينها انهيار مشروع قانون الرعاية الصحية للجمهوريين وحظر السفر بالنسبة للقادمين من ست دول ذات أغلبية من المسلمين، وهذا هو الهدف من التقاضي كنتيجة للإجراءات التنفيذية، لاسيما تلك المتعلقة بالبيئة. وهناك مزيد من العقبات المحتملة. وبالفعل فإن اعتراض الجمهوريين في الكونجرس على موازنته المقترحة وإصرار البيت الأبيض على زيادة الإنفاق على الجيش وإنشاء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.. من الممكن أن يضر بمشروع القانون الخاص بالإنفاق والمطلوب للحفاظ على استمرار الحكومة حتى نهاية أبريل. ويعاني مشروع قانون الرعاية الصحية وحظر السفر والجدار الحدودي، إما من الهزيمة أو الوقوع في مشاكل عميقة. وكما أوضح المستشار المخضرم «ديفيد جيرجن»، فإن ترامب «يفشل لأنه لا يعرف أين يجد حلفاءه الطبيعيين». ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإن جزءاً من السبب يعود إلى أن السياسات لا تحظى بشعبية كبيرة. ولنأخذ الرعاية الصحية مثالاً على ذلك: الكثيرون يلقون باللوم على المحافظين في مجلس النواب، كونهم السبب في فشل مشروع القانون الذي اقترحه الحزب الجمهوري. بيد أن بعض المشرعين العمليين في الحزب الجمهوري لعبوا دوراً كبيراً. لقد عارضوا مشروع القانون في جزء كبير منه، لأن السياسة كانت رجعية للغاية ولم يتمكنوا حتى من الالتزام بها. فقد كانت الخطة تقضي باستقطاع أكثر من 800 مليار دولار من الإنفاق المخصص للمساعدات الطبية للفقراء، وفقاً لمكتب الموازنة في الكونجرس، بينما يتم إحداث تخفيضات ضريبية هائلة للأغنياء. وقد عارض بعض الجمهوريين المعتدلين في مجلس النواب الخطة، لأنها تحرم الكثيرين من ناخبيهم من الفقراء من التغطية الصحية. وكان المعتدلون مبعدين أيضاً، لأن الخطة كانت لا تحظى بشعبية على نطاق واسع: فقد وجد استطلاع جديد للرأي أن 17 % فقط من الناخبين يؤيدون الخطة، وأن مجموعات الناخبين الأساسيين لترامب تعارضها. لقد كان استقطاع مخصصات الرعاية الطبية للفقراء سبباً رئيسياً لذلك: فقد عارض 74 % من الناخبين، 54 % منهم من الجمهوريين، خفض مخصصات الرعاية الطبية، مما أظهر معارضة على نطاق واسع لآليته الأكثر وضوحاً للتراجع الكبير في الإنفاق المخصص لتغطية الفقراء. وترامب ليس وحده المسؤول عن هذا، حيث إن ترامب لا يبالي بالتفاصيل، لقد أراد فقط «فوزاً»، وبالتالي تبنى خطة بول ريان التي تتضمن الإلغاء والاستبدال كجزء من هدف أوسع نطاقاً يتمثل في تمزيق شبكة الأمان، والتي ساعدت على خلق هذه الكارثة. كان من المفترض أن يضع ريان سياسة تثبت من الناحية الأيديولوجية أنها مرضية للجمهوريين في الكونجرس وأن تكون مقنعة من خلال حيلة بلاغية مدهشة، وفاءً لوعد ترامب بتحقيق رعاية صحية أفضل للجميع وبأقل التكاليف. لكن مكتب الموازنة في الكونجرس فجر كل هذا من خلال الكشف عن طبيعتها التراجعية الحقيقية. وهناك أمر مماثل يحدث في حظر السفر والجدار الحدودي؛ فحظر السفر الأساسي الذي أوقفته المحاكم، كان نتيجة لعملية طائشة ومضحكة، لكنها لا تخفي عدوانيتها المناهضة للمسلمين. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©