الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ازدهار صناعة المالح في دبا والساحل الشرقي

20 يونيو 2009 02:25
عادت صناعة المالح في السنوات الأخيرة إلى الازدهار في دبا والساحل الشرقي مع ازدياد الطلب عليه من المواطنين بالإضافة إلى من يقصد دبا من دول الخليج لشراء هذه الأكلة الشعبية المفضلة للكثير من أهل الخليج لا سيما سكان السواحل الذين يعتمدون على الصيد كمهنة رئيسية، حيث يعتبر المالح من أقدم الصناعات التي عرفها أهل الإمارات في حفظ وتعليب الأسماك. وأدى ازدياد الطلب على أكل المالح الذي ازدهرت صناعته خلال السنوات القليلة الماضية وخاصة في دبــا، إلى ارتفاع أسعاره بشكل واضح، خصوصاً أن الطلب على هذه الأكلة الشعبية يزداد خلال أيام الصيف نظراً لارتباطها منذ القدم بهذا الموسم من السنة، بالإضافة لوفرة الأسماك خلال فصل الصيف. وأصبحت دبـا منذ القدم مركزاً لتسويق أجود أنواع المالح حيث كان الناس يأتون إليها من كل مناطق الدولة لشراء حاجاتهم من هذه الأكلة الشعبية إضافةً إلى الاستمتاع بهوائها ونخيلها في فصل الصيف. وفي حين قل الاهتمام بالمالح بعد توفر البرادات ومصانع الثلج وطرق الحفظ الجديدة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة الطلب عليه خاصةً من قبل المواطنين في كل أنحاء الدولة الذين يجدون فيه طعماً سائغاً وشهياً لأنه يمثل جزءاً من تراثهم وامتداداً لانتمائهم لهذا الوطن. وفي الآونة الأخيرة انتشرت صناعة المالح وأصبحت موانئ الصيادين في الساحل الشرقي مركزاً لتجارته التي تدر على أصحابها أرباحاً مرضية، حيث تعتبر أسواق السمك في دبا من أبرز الأسواق التي يرتادها الناس من كافة مناطق الدولة بل إن البعض يقصدها من دول الخليج المجاورة لشراء المالح. ويشاهد الزائر لهذه الأسواق مئات العلب ذات الحجم الكبير والصغير والمتوسط المليئة بالمالح المصفوفة على جوانب الأسواق، كما تقوم أقسام الصحة التابعة للبلديات بالإشراف على صناعة المالح والتأكد من سلامته وتضع تواريخ صلاحية هذا المالح على العلب لضمان جودته وسلامته الغذائية. مراحل صناعته ولفت النوخذة علي بن زيد الظهوري، أحد الخبراء بهذه المهنة، إلى أن رؤوس الجبال ودبا من أشهر المناطق لصناعة المالح، موضحاً أن صناعة المالح التقليدية تمر بمراحل عديدة أولها استخراج كميات وفيرة من الأسماك ثم تنظيفها جيداً وبعد فصل الرأس يتم شقها لشرائح ثم ينثر الملح الناعم بكثرة ليغطي كافة أجزاء السمكة ويوضع المالح في علب من صفيح استبدلت في الوقت الحاضر بعلب بلاستيكية يمكث بها ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر يستخرج بعدها للأكل وتعتبر الشمس ضرورية لكافة أنواع المالح خاصة في الشهرين الأولين لأنها تساهم في إنضاجه وتشرب الشرائح بالملح. طريقة تحضيره وكان المالح ولا يزال أهم مصادر الرزق الرئيسية لصيادي الأسماك، حيث إنه على الرغم من التطور المذهل الذي حصل فيما يخص صناعة تعليب وتجفيف وحفظ الأسماك إلا أن الناس تفضل الطريقة التقليدية لهذه الصناعة ويكاد لا يخلو بيت أيام الصيف من علب المالح، بل إن عدداً من مواطني الدولة يحملون معهم علب المالح وهم يقضون إجازتهم في الخارج فيدفعون حُباً به رسوم الجمارك الباهظة. ويرجع تاريخ الاهتمام بالمالح، كما لفت أحمد بن علي بن شرار، إلى الماضي البعيد عندما كان الناس يصطادون كميات من الأسماك تزيد عن حاجتهم اليومية ونظراً لعدم وجود وسائل حفظ الأسماك مثل البرادات لجأ الناس إلى هذه الطريقة للرجوع للمالح وقت الحاجة. أما بالنسبة لطريقة تحضيره للأكل، فقالت الخبيرة شيخة بنت سالم الظهوري إنها تتمثل في غسل المالح بالماء المغلي وإزالة جلد السمكة مع العظام العالقة ثم وضعه في إناء يسكب عليه قليل من الماء والليمون ويبقى لمدة ثلاثين دقيقة ليكون جاهزاً للأكل مع طبق الرز الأبيض المسلوق، حيث إن هذه الطريقة هي الأشهر لأكل المالح، على الرغم من أن البعض يفضله على طريقة المكبوس أو المردودة كما يطلق عليها بالمصطلح المحلي وهي الصالونة.
المصدر: دبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©