حسم المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أمس المعارك الدائرة حول نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو الحالي، لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية في الاستحقاق المثير للجدل وذلك قبل أن يقول مجلس صيانة الدستور كلمته النهائية، محذرا من انه لن يرضخ للاحتجاجات الشعبية وحمل السياسيين المعارضين مسؤولية ما يراق من دماء على خلفية التظاهرات والعنف في التصدي لها من قبل الأجهزة الأمنية والميليشيا الدينية. وفي أول ظهور علني له منذ بدء الغضب الشعبي على النتائج التي أعلنت السبت الماضي، استبعد المرشد الأعلى في صلاة الجمعة أمس التي غاب عنها الرئيسان السابقان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي والمرشحان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كروبي، أي إمكان لحصول «تزوير» خلال الانتخابات، محذرا في المقابل المعارضة التي يقودها المنافس الأول للمتشدد نجاد، المحافظ المعتدل مير حسين موسوي من «التطرف» الذي يقود إلى العنف. وأكد خامنئي انه لن يرضخ لما أسماه بـ»البدع غير القانونية» في إشارة إلى التظاهرات والاحتجاجات الهادرة التي شهدتها طهران.
وقال خامنئي إن «الشعب اختار من يريد» لرئاسته، مؤكدا أن «الرئيس انتخب بـ24 مليون صوت»، وهي الأرقام التي جاءت في النتائج الرسمية وطعن في صحتها المرشحون الثلاثة الخاسرون الذين أكدوا أن الانتخابات شهدت «مخالفات»، مطالبين بالغائها وإجراء انتخابات جديدة. وقال إن «آليات النظام في بلدنا لا تسمح بحصول غش بفارق 11 مليون صوت»، في إشارة إلى الفارق في الأصوات بين نجاد وموسوي المرشح الذي حل ثانيا، متسائلا «كيف يمكن الغش بفارق 11 مليون صوت؟». ودعا خامنئي الذي يعتبر رأس السلطة في إيران، إلى وقف التظاهرات الاحتجاجية على نتائج الانتخابات التي فاز فيها نجاد بأكثرية 62,63% من الأصوات أمام موسوي الذي حصل على 33,75%. وقال إن «النزال الدائر في الشارع خطأ، وأريده أن ينتهي»، مشددا على انه «لن يرضخ للشارع». وقال خامنئي «على المسؤولين السياسيين الذين لديهم نفوذ على الشعب أن ينتبهوا جيدا إلى سلوكهم. لأنهم إذا تصرفوا بشكل متطرف، فإن هذا التطرف سيبلغ حد اللاعودة .. وسيكونون مسؤولين عن إراقة الدماء والعنف والفوضى». وأضاف خامنئي انه «إذا اختار البعض طريقا آخر غير المشاركة في الاحتفال بالانتخاب»، فسيتدخل عندها للتنديد بهم أمام الشعب. ويتوقع أن يدلي مجلس صيانة الدستور المكلف المصادقة على نتيجة الانتخابات والنظر في الاعتراضات، رأيه في امكان إعادة فرز الأصوات جزئيا في موعد أقصاه غدا الأحد. لكن خطاب المرشد الأعلى لم يمنع المرشح الاصلاحي مهدي كروبي من ان يدعو عبر موقعه الالكتروني إلى الغاء الانتخابات وإجراء عملية انتخابية جديدة. وكتب الرئيس السابق للبرلمان ان «الحكومة ..تشيع جوا من الخوف عبر فرض الرقابة وقطع شبكات الهاتف النقال والرسائل القصيرة. انهم يقتلون الناس ثم يقيمون مراسم تشييع لإسكات الناس». وفي رسالته المفتوحة لمجلس صيانة الدستور، قال كروبي «اقبلوا إرادة الأمة الإيرانية بإلغاء الانتخابات وضمن نجاة المؤسسة». وقبل خطبة خامنئي، قرر أنصار موسوي للمرة الأولى إلغاء تظاهرة كانت مقررة أمس في جامعة طهران حيث تحدث المرشد الأعلى. وقرروا أن يتظاهروا مجددا اليوم لكن السلطات منعت هذا التجمع. وأعلن محافظ طهران مرتضى تمدن، عن أن التظاهرة التي يعتزم أنصار موسوي اليوم، لم يرخص لها، مضيفا بقوله «أرجو أن لا تجري هذه التظاهرة». وذكر حليف للمرشح موسوي لم يع مؤيدوه تنظيم احتجاجات شوارع جديدة اليوم. وأضاف الزعيم الأعلى أمام المصلين في جامعة طهران والشوارع المحيطة بها «نتيجة الانتخابات تأتي من صناديق الاقتراع لا من الشارع». وتابع «اليوم تحتاج الأمة الإيرانية إلى الهدوء». وقال إن أعداء إيران يستهدفون شرعية المؤسسة الوطنية بالتشكيك في نتيجة الانتخابات. وفي إشارة واضحة لأكبر مظاهرات شوارع في إيان على مدى تاريخها الممتد 30 سنة، قال خامنئي «أنا لن أذعن للبدع غير الشرعية». وفي خطبته المطولة التي ألقاها خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران بحضور نجاد وسمح للصحافة الاجنبية تغطيتها، ندد خامنئي أيضا وبشدة بموقف الغرب من الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن «دبلوماسيي العديد من الدول الغربية الذين كانوا يتحدثون معنا حتى اليوم بلهجة دبلوماسية كشفوا عن وجههم الحقيقي، وفي مقدمهم الحكومة البريطانية» التي نقل عنه وصفها «أخبث أعداء إيران». وأكد خامنئي أن أي شكاوى من نتيجة الانتخابات يجب أن تمر عبر القنوات الشرعية. وكانت قيادي في «حركة تحرير إيران» ذكر أن السلطات أفرجت عن زعيم الحركة الليبرالية المعارضة، إبراهيم يزدي الذي تم اعتقاله من وحدة طوارئ حيث كان يتلقى العلاج من مرض السرطان الأربعاء الماضي.
عدد اليوم
