الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع التكاليف وتراجع الإنتاج يهددان استثمارات بحر الشمال النفطية

ارتفاع التكاليف وتراجع الإنتاج يهددان استثمارات بحر الشمال النفطية
21 يونيو 2009 00:57
تتلبد الغيوم في سماء الاستثمارات في بحر الشمال، بسبب تراجع إنتاج الغاز وارتفاع التكاليف. ورغم الزيادة الاخيرة في أسعار النفط فإن الاستثمارات في هذه المنطقة يمكن أن تهبط إلى النصف بحلول 2010 ما يهدد بانقطاع الانتاج في هذا الحوض الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً للتكلفة ونضوباً سريعاً في حقوله. ويلزم ممثلو الصناعة النفطية الذين تمت دعوتهم الى اجتماع الفدرالية النفطية «يو كي اند جاز يو كي» الحذر رغم الارتفاع الكبير في الاسعار. وكان سعر خام بحر الشمال «برنت» هوى الى 36 دولارا للبرميل في ديسمبر 2008 ويبلغ سعره حاليا 70 دولاراً اي الضعف تقريباً. وقال برنار لوني رئيس انشطة بحر الشمال لدى العملاق البريطاني «بي بي» إن «توقع المستقبل ليس بالامر السهل في الظرف الحالي. واظهرت دوريتنا السنوية (نشرت الاسبوع الماضي) ان الانتاج البريطاني تراجع بنسبة 38 بالمئة بين 2000 و2008». واضاف «أن الزيادة الخادعة برأيي، في اسعار النفط، تحجب حقيقة نتحدث عنها بشكل أقل مفادها أن اسعار الغاز تواصل التراجع، ومع الاخذ في الاعتبار ان بحر الشمال ينتج 50 بالمئة من الغاز فإن معدل سعر برميل بحر الشمال يتجمد عند حوالي 40 دولاراً في ما يوازيه من النفط». وبحسب آخر أرقام «اويل اند جاز» فان الاستثمارات في المحروقات في هذه المنطقة مهددة بالتراجع إلى النصف ويمكن أن تهبط من خمسة مليارات جنيه استرليني في 2008 إلى 2,5 مليار جنيه في اسوأ الحالات في 2010. غير أن مالكوم ويب المدير العام لاويل اند جاز قال لوكالة فرانس برس «إذا بقيت أسعار النفط عند مستواها الحالي وارتفعت اسعار الغاز فانه قد يكون لذلك تأثير». واشار بوب كايلر رئيس شركة «بي اس ان» وهي مزود خدمات يوظف ثمانية آلاف شخص إن ارتفاع الأسعار «حديث جداً بحيث لن يؤثر على القرارات البعيدة الامد» خاصة مع التذبذب الكبير في الاسعار في 2008 (مرت من 147 دولاراً إلى أقل من 40 دولاراً في غضون ستة أشهر) الذي «قوض ثقة» المستثمرين الذين يعانون من عدم التمكن من البناء على اسعار موثوق منها. وفي مؤشر على صعوبة الوضع ارجأت الحكومة البريطانية الى اجل غير مسمى، طلب استدراج العروض رقم 26 للمناطق النفطية الذي كان مقررا الشتاء المقبل. ولم يكن مستغربا أن تجمد الشركات النفطية مشاريع تتطلب استثمارات كبيرة حيث أن تراجع اسعار النفط أدى إلى انهيار قيمة الموجودات (المخزونات النفطية) التي تقدم ضمانة للبنوك من قبل المستثمرين الذين تعوزهم التمويلات، ولم يعد ممكنا الاستنجاد بأسواق المال التي تعاني هي الاخرى من أزمة كبيرة. ومع سعر برميل في حدود 40 دولاراً فإن استمرار الكثير من المشاريع لم يعد مضموناً، علماً بأن التكلفة في بحر الشمال شهدت تضخماً كبيراً في السنوات الاخيرة. وقال اليكس كامب أستاذ الاقتصاد في جامعة ابردين «بين 2004 و2008 تضاعفت تقريباً تكلفة العمليات» في بحر الشمال. ومع أن بحر الشمال لم يعد بالتأكيد ذلك الموقع المميز لسبعينات القرن الماضي، فإنه لا يزال يحوي 25 مليار برميل وهي كمية لا يستهان بها بالنسبة لأمن الطاقة في بريطانيا. وبسبب غياب الاستثمارات فإن هذه الموارد الموزعة على عدد لا يحصى من الحقول الصغيرة، يمكن أن تبقى مطمورة للأبد لأنه قد يتم تفكيك خطوط الانابيب التي يتدنى استخدامها. ويضاف تراجع الاستثمارات الى الصعوبات التي تعاني منها هذه الصناعة القائمة في ظروف مناخية وتقنية بالغة الصعوبة مثل ما بينه الحادث المأساوي لمروحية تابعة لشركة «بي بي» كان اودى بحياة 16 شخصا في الاول من أبريل الماضي، كما تعاني هذه الصناعة من تدهور طبيعي للحقول بنسبة 10 بالمئة سنوياً.
المصدر: ابردين، اسكتلندا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©