الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عيادة «الهلال» بمخيم المزرق اليمني تعالج 50 ألفاً خلال 4 أشهر

عيادة «الهلال» بمخيم المزرق اليمني تعالج 50 ألفاً خلال 4 أشهر
12 ابريل 2010 01:26
قدمت عيادة الهلال الأحمر بمخيم (المزرق 2) للنازحين شمال اليمن خدماتها الطبية والعلاجية لحوالي 50 ألف حالة مرضية في الفترة من ديسمبر الماضي وحتى أبريل الجاري. وقامت العيادة بتطعيم 4 آلاف و800 طفل ضد الأمراض المعدية، كما استقبلت العيادة عشرات المواليد الجدد خلال الفترة نفسها، وتوفر العيادة أوجه الرعاية الصحية لكافة للنازحين في مخيم المزرق 2 الذي يستضيف حالياً 10 آلاف نازح بسبب الأحداث هناك إلى جانب الحالات المرضية التي تصلها من المخيمات المجاورة. وحرصت هيئة الهلال الأحمر على تجهيز العيادة التي تضم أقساماً لمختلف التخصصات الطبية بأحدث الأجهزة والمعدات وتوفير الأدوية المجانية للمرضى. وتضم العيادة وحدات للكشف والفحص السريري إلى جانب مختبر وصيدلية وعنبرين يضمان 25 سريراً أحدهما للرجال وآخر للنساء إضافة إلى وحدة للتثقيف الصحي وأخرى لرعاية الأمومة والطفولة. وجاء تأسيس العيادة ضمن جهود هيئة الهلال الأحمر للحد من حجم المعاناة الصحية والإنسانية التي واجهها النازحون وتحسين سبل حياتهم، ولما كان الجانب الصحي يمثل التحدي الأكبر في ظروف النزوح واللجوء فقد أولته الهيئة اهتماماً كبيراً وعملت على تعزيزه لإنقاذ الحياة وتحسين الظروف الصحية للنازحين الذين وصل بعضهم للمخيم في حالة إعياء شديد بسبب سوء التغذية خاصة لدى الأطفال. ولتحقيق غاياتها في هذا الصدد عززت الهيئة شراكتها مع عدد من المنظمات الأممية المهتمة بالشأن الصحي من ضمنها مؤسسة الواحة الدولية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقراً لها والتي ترتبط بعلاقات تعاون جيدة مع الهيئة توجت مؤخراً بتوقيع اتفاقية تعاون للعمل معاً للحد من المعاناة الصحية في عدد من الدول خاصة في أفريقيا، لذلك بعثت المؤسسة بفريق طبي يعمل حالياً جنباً إلى جنب مع الكوادر الطبية داخل مخيم المزرق 2 مما ساهم كثيراً في ترقية الخدمات الصحية الموجهة للنازحين. وقال الدكتور أحمد حسين المجدلي مدير المخيم إن المزرق 2 الذي يستضيف حالياً حوالي 10 آلاف نازح، 3 آلاف و474 منهم من الذكور و 3 آلاف و410 من الإناث إلى جانب 3 آلاف و970 طفلاً، استطاع أن يوفر بيئة صحية جيدة للنازحين من خلال مراعاة بعض الجوانب التي لها ارتباط مباشر بالوضع الصحي داخل المخيم في مقدمتها تحسين الوضع الغذائي للنازحين من خلال تقديم ثلاث وجبات غذائية في اليوم تحتوي على أهم العناصر خاصة بالنسبة للأطفال وتوفير الأمصال اللازمة للتطعيم ضد الأمراض المعدية والاهتمام بصحة البيئة وتوفير المياه النظيفة للشرب إلى جانب توفير الكوادر الطبية والمعينات والمستلزمات الطبية والأدوية لكافة النازحين داخل المخيم وخارجه. وأشار إلى أن العيادة الطبية تقوم بواجبها في علاج جميع الحالات التي تصلها ويتم تحويل الحالات المستعصية للمستشفيات المتخصصة في حرض وصنعاء، مؤكداً أن هيئة الهلال الأحمر تضطلع بدور كبير في متابعة الحالات التي يتم تحويلها إلى تلك المستشفيات وتقدم لها كافة العون والتسهيلات حتى يتم شفاؤها. حالة نادرة واصل الفريق الطبي الذي قدم من الدولة لتعزيز البرامج الصحية والعلاجية للنازحين في مخيم المزرق 2 جهوده الطبية وقام بالكشف على عشرات الحالات المرضية في يومه الثاني على التوالي. وقال عضو الفريق الدكتور طلعت بدر أخصائي الجراحة العامة إن العديد من الحالات التي عرضت على الفريق تم علاجها فيما تم تحويل حالات أخرى تحتاج إلى تدخلات جراحية إلى المستشفيات الكبرى في صنعاء. وأشار إلى أن الفريق عاين حالات معقدة ونادرة إحداها للطفل عمار إسماعيل محمد الذي يعاني من مرض (التحلل الجلدي الفقاعي الوراثي) وهو عبارة عن تقرحات وتآكل في جميع أطراف الجسم حتى الأجهزة التناسلية. وأكد أن حالة عمار تعتبر نادرة وغريبة وتحتاج إلى فحوص متقدمة لكافة أفراد الأسرة لذلك تم تحويله إلى أحد المستشفيات المتخصصة في الأمراض الجلدية في صنعاء بمتابعة من وفد هيئة الهلال الأحمر الموجود حالياً في المخيم. وحول معاناة الطفل عمار الذي يبلغ من العمر 8 سنوات مع المرض قال جده محمد إسماعيل إنهم جاءوا إلى المزرق من منطقة الملاحيط في محافظة صعدة بعد تصاعد وتيرة الأحداث هناك. وأضاف “هذه الأعراض ظهرت بعد 4 أشهر من ولادة عمار، كما ظهرت أيضاً على شقيقه محمد الذي يصغره بثلاث سنوات، وتم عرضهما على العديد من الأطباء في اليمن ولما تعذر علاجهما في الداخل ذهبوا بهما إلى الخارج وبالتحديد إلى إحدى الدول العربية بعد أن صرفوا مدخراتهم وباعوا جميع ممتلكاتهم لتوفير تكاليف العلاج لكن أيضاً باءت محاولتهم بالفشل، وهما الآن يعانيان الأمرين في تسيير حياتهما ويعتمدان على والديهما في كل شيء حتى الأكل والشرب ولا يستطيعان المشي على قدميهما”. وأضاف “جئنا الآن إلى هنا وكلنا أمل في أن نجد من يساعدنا في علاج عمار ومحمد وينهي معاناتهما النفسية والصحية المتفاقمة مع المرض وينقذ حياتهما وكلنا ثقة في ذلك لأننا نعلم أن أهل الخير في الإمارات كثر ومبادراتهم في هذا الصدد لا تحصى و لا تعد”. اهتمام بالحالات من جانبه أكد حميد راشد الشامسي رئيس وفد الهلال الأحمر الموجود حالياً في المخيم لتنفيذ عدد من المهام الإنسانية اهتمام الهيئة بحالتي عمار ومحمد وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لبداية رحلة علاجهما سواء داخل اليمن أو خارجه. وأشار إلى أنه تم تحويلهما لمستشفى متخصص في صنعاء لإجراء الفحوص الأولية ومن ثم تحديد وجهة العلاج، وقال إن الوفد قام بإيجاد البدائل لكافة الحالات المستعصي علاجها داخل العيادة في المخيم وتم تحويلها للمستشفيات المختصة في اليمن مع التكفل بنفقات العلاج، مشدداً على اهتمام الهلال الأحمر بالجانب الصحي للنازحين الذين يرعاهم ويسهر على تحسين ظروفهم الإنسانية. وتفقد وفد الهيئة الذي ضم المتطوعتين مريم فزاري وعائشة بشر الطنيجي المرضى المنومين داخل العنابر وأطمأن على أحوالهم الصحية وتعرف إلى الخدمات المقدمة لهم ، وقامت المتطوعتان بتقديم الدعم النفسي للمرضى ومواساتهم وحثهم على الصبر على الابتلاء والاحتساب ودعتا لهم بعاجل الشفاء.
المصدر: حجة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©