أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس قيامه بإجراء اتصالات مكثفة مع القيادات اللبنانية ووزراء الخارجية العرب لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها إزاء التطورات الأمنية في لبنان والعمل على إنهائها بشكل فوري· ودعا الفرقاء اللبنانيين إلى الاحتكام لصوت العقل، وتجنب الصدامات أو الإقدام على أي خطوات قد تفاقم من تدهور الأوضاع·
وأكد السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية بدوره قلق الجامعة إزاء التطورات في لبنان، ورأى أن الانزلاق نحو العنف هو خط أحمر وأن كل اللبنانيين مجمعون على عدم الانزلاق نحو تصعيد خطير وأنهم أخذوا العبر والدروس من الماضي المؤلم وسيتفادون ذلك·
وأعرب موسى عن انزعاجه الشديد مما تشهده الساحة اللبنانية من تطورات مؤسفة، وناشد القيادات الحكمة واحترام المؤسسات ومصالح الشعب الحياتية والابتعاد عن الصدامات التي يمكن أن تزيد الوضع تدهوراً مما يضيف إلى الصعوبات التي يعانيها اللبنانيون بالفعل، مؤكداً أنه سيستمر في بذل الجهود والاتصالات للتعامل العربي الجماعي مع هذه التطورات السلبية·
ودعا ابن حلي الفرقاء اللبنانيين إلى تهدئة الأمور وتفادي أي تصعيد وإزالة أسباب التوتر الذي هو بالتأكيد ليس في صالح لبنان· وقال إن موسى الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة حالياً، على اتصال مستمر مع المسؤولين اللبنانيين والعرب لاحتواء التصعيد وانه سيقرر في ضوء الاتصالات خطوات التحرك المقبل وان كان سيذهب إلى لبنان أم لا·
وشدد ابن حلي على أن المبادرة العربية لحل الأزمة مازالت قائمة ولا بد من إعطاء الفرصة كاملة لتنفيذها· ورأى أن الانزلاق نحو العنف هو خط أحمر وكل اللبنانيين يجمعون على ذلك لأنهم أخذوا العبر والدروس من الماضي المؤلم وأنهم سيتفادون ذلك ولدينا ثقة في ذلك لكن الوضع الحالي على أرض الواقع ينذر بالقلق والخطر·
وكان وزراء الخارجية العرب أقروا مطلع يناير الماضي مبادرة من ثلاث نقاط لتسوية الأزمة في لبنان تقضي بانتخاب المرشح التوافقي للرئاسة العماد ميشال سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخابي جديد· غير أن المبادرة ظلت حبراً على ورق بسبب الخلافات بين الأكثرية والمعارضة حول توزيع الحصص في حكومة الوحدة الوطنية·
من جهة ثانية، دعت الجامعة العربية أمس إلى حوار بين واشنطن ودمشق لتسوية الخلافات بينهما حتى يتم اعتماد الدبلوسية كاسلوب للتفاهم بين الدول بدلاً من اللجوء إلى أسلوب العقوبات· وذلك تعقيباً على قرار أصدره الرئيس الأميركي جورج بوش بتمديد العقوبات الأميركية على سوريا· وقال ابن حلي للصحافيين: ''إن الجامعة تدعو إلى تغليب لغة الحوار والدبلوماسية كأسلوب للتفاهم بين الدول لحل الخلافات بينها وان القمة العربية التي عقدت في مارس الماضي في دمشق دعت الإدارة الأميركية إلى الدخول بحسن نية في حوار بناء مع سوريا لإيجاد أنجع السبل لتسوية المشكلات التي تعيق تحسين العلاقات بين البلدين·
عدد اليوم
