عواصم (وكالات) - قتل مسلحون من حركة “طالبان” أمس، 4 رجال يتهمونهم بالتجسس لحساب الولايات المتحدة بإطلاق عدة رصاصات على رأس كل منهم في وزيرستان الشمالية على الحدود الأفغانية شمال غرب باكستان، حسبما أعلنت السلطات المحلية، في حين أكد مسؤولون حكوميون إصابة 19 طالبة عندما ألقى رجلان على دراجة نارية قنابل يدوية على كلية للبنات في بلدة ماردان شمال غرب باكستان أيضاً. وبالتوازي، أعلن قيادي في الشرطة الأفغانية أن 9 قذائف مدفعية انطلقت من قوات باكستانية على المنطقة الحدودية، ضربت قرية شرقي أفغانستان فجر أمس، متسببة بإصابة أحد رجال الشرطة. في وقت ينظر فيه قادة أميركيون بأفغانستان إلى الترتيبات الأمنية المشددة القائمة على الحدود الأميركية مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية، في إطار الجهود الدولية الرامية لوضع حد لتدفق مقاتلي “طالبان” عبر الحدود من باكستان لتأجيج التمرد المتصاعد في أفغانستان.
ويشيع قتل الرجال وحتى النساء بشبهة التعاون مع القوات الباكستانية والأميركية في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وعثر على جثث القتلى الأربع في ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية التي أصبحت هدفاً رئيسياً للطائرات بدون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي ايه”. وعلقت رسائل على صدور القتلى كتب فيها “قتلناهم لأنهم يتجسسون لحساب الولايات المتحدة وكل من يفعل ذلك سيلقى المصير نفسه”. ووقعت الرسالة حركة “طالبان” باكستان التي أعلنت ولاءها لتنظيم “القاعدة” وتشن منذ صيف 2007 حملة لا سابق لها من الهجمات التي أسفرت عن سقوط أكثر من 4 آلاف قتيل في البلاد. وقال سيد نور شاه المسؤول في إدارة ميرانشاه لوكالة فرانس برس إن القتلى تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاماً. وأكد ضابطان في الاستخبارات الباكستانية بالمنطقة إعدام الرجال لكنهما قالا إنه من المستحيل التعرف على جثثهم فوراً بعدما اخترق الرصاص وجوههم. وقالت السلطات المحلية إنهم يعتقدون أن الرجال قتلوا خلال الليل كما ألقيت جثثهم بجانب الطريق كإنذار لرجال القبائل.
وذكر مسؤول استخباراتي آخر رفض الإفصاح عن هويته، أن جميع القتلى من السكان المحليين وينتمون لمنطقة لاند محمد خيل في داتاخيل. ويعتقد المسلحون أن السكان المحليين يقومون بتحديد مواقعهم من أجل أن تستهدفهم الهجمات الجوية الأميركية مقابل المال.
من جانب آخر، قال محمد عديل وهو إداري مدني لمنطقة ماردان إن مسلحين اثنين هربا بعدما ألقيا قنبلتين على كلية للطالبات في إقليم خيبر بختون خوا. وتقع بلدة ماردان التي وقع بها الهجوم علي بعد 50 كيلو مترا شمال شرق بيشاور عاصمة الإقليم. وأضاف عديل “حتى الآن تأكد إصابة 19 طالبة في الهجوم كما أن حالة أثنين منهن صنفت علي أنها حرجة”. وقد دمرت طالبان أكثر من 200 مؤسسة علمية في البلاد خلال مئات الهجمات.
وفي أفغانستان، أعلن الجنرال أمين الله أميرخيل قائد شرطة الحدود بمحافظة نانجرهار الحدودية أمس، أن 9 قذائف صاروخية أطلقتها قوات الأمن الباكستانية المرابطة على الجانب الآخر، وقعت قرب نقطة بمنطقة جوشتا، ما أدى لإصابة أحد عناصر الشرطة. وفي تطور متصل أكد قادة القوات الأميركية بأفغانستان أنهم يبحثون استخدام مجسات الكترونية وأنظمة رادار كتلك التي تنصبها الولايات المتحدة على حدودها مع المكسيك، لمراقبة الطرق على الحدود الممتدة بطول 2430 كيلومتراً، التي يتسلل منها مقاتلو “طالبان” إلى أفغانستان. وقال الكولونيل سين جينكنز قائد القوة المقاتلة في محافظة بكتيا المضطربة على الحدود الجنوبية الشرقية بين أفغانستان وباكستان “نريد استخدام تكنولوجيا وأجهزة، تمكننا من ضبط تلك الطرق لوقف تدفق المقاتلين من الملاذات الآمنة داخل المنطقة القبلية بباكستان إلى أفغانستان”، مشيراً إلى خطة بدء سحب القوات الأميركية العام الحالي.
وفي وقت لاحق اعلنت سلطات محلية وحلف شمال الاطلسي مقتل 4 جنود أفغان ومترجم وجندي في القوة الدولية في مناطق متفرقة بافغانستان.
عدد اليوم
