الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخليج العربي» يبحث عن جماهيره.. قضية كل موسم!

«الخليج العربي» يبحث عن جماهيره.. قضية كل موسم!
17 مايو 2016 23:47
تناولنا لهذه القضية سيكون من خلال التطرق إلى آليات الجذب الجماهيري المتبعة في العديد من الدول، ويتقدمها، على سبيل المثال لا الحصر، اليابان، والتي نجحت بفضل استراتيجيات طويلة الأمد في جعل كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، منتهجة أساليب خلاقة هدفت إلى تحويل استادات كرة القدم إلى مسارح للترفيه عن النفس والاستمتاع بلحظات لا يحظى بها المرء في حال ظل متسمراً أمام شاشة التلفاز. تجربة اليابان بدأت اليابان بتطبيق شعار «الزبون هو الملك»، وهو الشعار الدارج في صناعة السيارات اليابانية، فما يريده الزبون يتحصل عليه فوراً، فبعدما ساهم هذا الشعار في بروز اليابان كدولة صناعية كبرى، ها هو يضعها في مصاف الدول المتقدمة على صعيد لعبة كرة القدم، وتحديداً منذ أن بدأت عجلة اللعبة في التسارع بدءاً من عام 1993، بناء على العديد من الأبحاث والإحصائيات التي قام بها خبراء الرياضة والاقتصاد في آن معاً. وتنحصر الطلبات التي يرغب «الزبون»، أو جمهور كرة القدم في الحصول عليها باليابان، مقاعد نظيفة، أماكن آمنة، مدرجات ومرافق سهلة الاستخدام للعائلات والأطفال، إلى جانب أسعار مناسبة للمشروبات والمأكولات، وغيرها الكثير من وسائل الترفيه، فكان له ذلك في النهاية. في الدوري الياباني ومنذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدم المشجع الاستاد إلى اللحظة التي يغادر فيها المباراة، سوف يشعر فيها بأنه ضيف مميز، فالأمر أشبه بركوب سيارة يابانية حديثة، إذ تتوافر للمشجع أماكن الجلوس الرحبة إلى جانب المقاعد الدافئة في فصل الشتاء، وكذلك المطاعم التي تتوافر فيها كل أنواع الوجبات، والتي لا تخطر على البال من الطعام الياباني التقليدي إلى الوجبات السريعة وغيرها، وكذلك متاجر بيع التذكارات الخاصة بالفريق صاحب الملعب، في حين أن المشروبات توزع عادة وبشكل مجاني خلال المباريات، إذ باستطاعة المشجع طلب المشروب الذي يريده دون الحاجة إلى مغادرة مقعده، حيث يقوم على خدمته العديد من الموظفين المبتسمين. جهود مستمرة على الصعيد المحلي يؤكد أحمد خليفة حماد، المدير التنفيذي للنادي الأهلي، أن الجهود التي تبذلها الأندية في سبيل رفع مستوى الحضور الجماهيري ليست كافية للوصول إلى الهدف المنشود، لافتاً إلى أن هذا الهدف منوط بالعديد من العوامل التي يجب توافرها، وتتطلب تضافر جهود كل أركان اللعبة، الأندية والاتحاد، ورابطة دوري المحترفين. ويشير حماد إلى أنه من الصعوبة ضمان الحضور الجماهيري الكثيف للمباريات، طالما أنها لا تقام في العطلات الأسبوعية كحال الدوريات الأوروبية التي تقام أغلب مبارياتها يومي السبت والأحد من كل أسبوع، في حين أن معظم استادات كرة القدم باتت قديمة وبحاجة إلى تحديث كبير أو إعادة بناء، إذ من شأن المكان الحديث والمتطور أن يشكل عامل جذب للجماهير، ضارباً مثالاً على ذلك باستاد هزاع بن زايد الذي يعتبر أحد الاستادات التي تشكل عامل جذب مهم للجماهير. ويرى حماد أن المستوى الفني يعتبر أحد العوامل التي تسهم في زيادة الحضور الجماهيري على حد وصفه مضيفاً: «مباراة الأهلي والعين التي جرت على استاد راشد في المرحلة الثانية من عمر دوري الخليج العربي تابعها جمهور عريض فاضت به مدرجات الملعب قبل ساعة على صافرة البداية، مما اضطرنا إلى إغلاق البوابات حرصاً على السلامة العامة، وهو أمر يدل على مدى الثقافة التي يتمتع بها الجمهور الإماراتي الذي قدم إلى الملعب، وهو يعلم علم اليقين أنه سيتابع وجبة كروية دسمة». وأضاف: «الحوافز التي تقدمها الأندية للجماهير كي تؤم استادات كرة القدم قد تكون أحد العوامل المهمة لرفع مستوى الحضور الجماهيري، لكن هذه العملية بحاجة إلى التطوير من خلال البحث عن آليات أفضل وتفاعل أكثر مع المشجعين الذين يحضرون إلى الملعب، كالارتقاء بنوعية الأطعمة التي تقدم إلى جانب تعزيز الخدمات الأخرى بشتى أشكالها». ودعا حماد إلى الوقوف على بعض الإجراءات التي تتسبب في نفور الجماهير وابتعادها عن حضور المباريات، كمنعها من اصطحاب زجاجات المياه، مضيفاً: «إحدى المفارقات العجيبة في المباريات التي تقام خلال أشهر الصيف هو منع الجماهير من إدخال زجاجات المياه إلى المدرجات، في حين أن الحكم مطالب بمنح اللاعبين فترة راحة قصيرة لتبريد أجسامهم بالمياه، لذلك أرى أنه من الضروري التخلي عن بعض الإجراءات المعقدة كإلغاء التفتيش اليدوي للمشجعين على البوابات من خلال وضع بوابات إلكترونية خاصة، وذلك بهدف منع التكدس الجماهيري، إلى جانب عدم إحراج المشجع الذي قدم للاستمتاع بمشاهدة المباراة، وليس التعرض إلى تفتيش بدائي عفا عليه الزمن». وأكد حماد في نهاية حديثه أن كرة القدم الإماراتية تستحق وقفة جادة من قبل كل المعنيين، وقال: «الجماهير هي العماد الرئيسي الذي تتكئ عليه أية منظومة كروية ناجحة، في حين أن عوامل النجاح مرهونة بتضافر جهود الجميع، فالأندية وحدها لا تتحمل مسؤولية هذا الملف، بل مجموعة عوامل متمازجة يتحمل مسؤوليتها كل من له علاقة باللعبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©