الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثقة بالنفس تكسب الأطفال مهارات التعامل مع الضغوط اليومية

الثقة بالنفس تكسب الأطفال مهارات التعامل مع الضغوط اليومية
21 يونيو 2009 02:00
إن من أهم الأمور التي يجب الانتباه إليها في تربية الأبناء تعزيز ثقتهم بأنفسهم عن طريق تعليمهم مهارات الحياة ليتمكنوا من مواجهة تحديات الواقع الذي نعيشه، فالأطفال الذين يتمتعون بالثقة بالنفس منذ الصغر يتعاملون مع خيبات الأمل والضغوط السلبية بشكل أكثر سهولة من غيرهم. فضلا عن أنهم يحبون الحياة ويتحلون بروح التفاؤل والواقعية على عكس أقرانهم ممن يعانون من قلة الثقة بالنفس. فهؤلاء تشكل لهم متاعب الحياة مصدر قلق وإحباطا ، والأسرة تتحمل مسؤولية كبيرة في تنمية شعور الثقة بالنفس لدى الطفل منذ صغره، لكن كيف يمكنهم تحقيق ذلك ؟ إن التشجيع والإطراء على الجهد المبذول من الطفل أول الأفكار التي يجب أن ننتبه إلى كونها تحدث فرقاً إيجابياً ملموساً، فعندما يجد الطفل تشجيعاً من أسرته على النجاح والمثابرة يشعر بالرضا على نفسه وتقوى عزيمته، ويجب أن يكون المديح على الجهد الذي يقدمه الطفل أيضاً وليس على النتائج فقط، ومن الأمور الهامة أيضاً عدم الاستهانة بعقل الطفل، فشعور الطفل بقيمته وأهميته لدى أبويه له تأثير كبير في نفسه حيث يبعث لديه الإحساس بالأمان، واجتهاده وتميزه وتزيد ثقته بنفسه، ومن حين لآخر يحتاج الطفل لأن يشعر بأنه مصدر فخر لأبويه بسبب اجتهاده وتميزه ولكن حذار من المبالغة أو الاستهانة بعقله لأنه يستطيع أن يميز بين المديح النابع من القلب وبين الكلمات المنمقة التي تهدف إلى تطييب خاطره ليس إلا، إضافة إلى ضرورة تأمين بيئة آمنة، فالطفل الذي ينمو في أجواء مشحونة بالمشاكل والخلافات الأسرية ينشأ ضعيف الشخصية ويعاني من قلة الثقة بنفسه لانه يفتقد الشعور بالأمان والاحترام، فمثل هذه الأجواء تشجعه على الإحباط والاكتئاب وليس الإبداع وحب الحياة، لذا ينبغي على الأهل أن يعزلوا أطفالهم عن مشاكلهم وخلافاتهم ويحلونها بعيدا عنهم، ولتشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة أهمية كبرى فهي تدفعه إلى التعاون والمنافسة تنمي ثقته بنفسه وبقدراته ومواهبه والأسرة المتميزة هي التي تساعد طفلها على الكشف عن مواهبه وتهيئ له الظروف لممارستها والتفوق فيها، فالشعور بطعم النجاح من أهم العوامل التي تعزز ثقة الطفل بنفسه وبقيمته في الحياة. ويرى علماء التربية وعلم النفس، أن الثواب المعنوي أفضل بكثير من الثواب المادي بالنسبة للأطفال حيث إن الثواب المعنوي يكوّن وجدان الطفل وضميره ويهذب مشاعره ويقوي ثقته بنفسه ويشعره أنه قادر على الإتقان والنجاح. أما الثواب المادي فغالبا ما يؤدي إلى النفعية وتكوين شخصية انتهازية مادية حريصة على الهدايا والمنفعة المشتركة ويعتبر النجاح وسيلة من وسائل الإكثار منهما وهكذا يخرج الثواب من وظيفته الأساسية ويصبح غاية في ذاته بعد أن كان في الأصل مجرد وسيلة للمكافأة والتهذيب. فلا ثواب على عمل طبيعي يومي، فإذا قام الطفل بتناول طعامه أو نام في الوقت المناسب أودرس دروسه، فإنه لا يستحق ثوابا على ذلك، أما إذا قام بواجب من الواجبات الاجتماعية بكامل حريته حينها يتطلب منا أن نقدم له الثناء والثواب على سلوكه. أما العقاب: يقصد به تقويم سلوكه وشخصيته أي حينما يقوم الطفل بسلوك منحرف أو سلوك مضاد لنظام الأسرة والمجتمع فيكون هذا العقاب بمنزلة ردع له ورده عن هذا السلوك مهما كانت طبيعته. وليس هناك خلاف على أن الثقة بالنفس من الأركان الأساسية للنمو الصحي للطفل، فالأطفال الذين يفتقدون هذه الصفة أكثر ميلا للإصابة بالاكتئاب، القلق، والاضطرابات الغذائية، وربما يتقاعسون عن المشاركة في الأنشطة التي من المفترض أنها تجلب لهم المتعة، ولكن في رأي عدد كبير من الخبراء، فإن الإلحاح الشديد على غرس احترام الذات في نفوس الأطفال ربما تكون له عواقب سلبية، وقد لديهم هذا الرأي بعد أن لمسوا من خلال البحوث أن هناك فئة كبيرة من الآباء يلجأون إلى تحقيق ذلك من خلال طرق قد لاتكون صائبة، منها الإفراط الشديد في الثناء على الطفل بمناسبة ودون مناسبة. ويعتقد بعض الآباء أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه يأتي بالدرجة الأولى من خلال الثناء على صفاته الجميلة وإنجازاته الناجحة بصورة متواصلة وبشكل يومي.. وبدورها، تساهم الثقافة السائدة في المجتمع في حث الآباء على التركيز كثيرا على هذا الجانب في شخصية أبنائهم، وذلك لأنها تمجد النابغين والمتفوقين، وبدافع الرغبة في أن يكون ابناؤهم ضمن هؤلاء، يركز الآباء على العوامل المهمة في تشكيل شخصياتهم، ومن بينها بالطبع عامل الثقة بالنفس، ولكن يعتقد الخبراء أن الاعتماد على كثرة الثناء والمديح كوسيلة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه قد لا يحقق النتيجة المرجوة، لأنه من المحتمل أن يشوه فكرة التفوق ليس حبا في التميز وإنما بغرض نيل المديح والثناء وتسليط الأضواء عليه ونيل رضا أبويه. وفي السياق نفسه، أظهرت نتيجة دراسة أجرتها جامعة كولومبية تابعت الأطفال من سن الروضة إلى الصف الخامس الابتدائي، أن الأطفال الذين اعتادوا في صغرهم على تلقي الثناء على كل إنجاز يقومون به، يميلون في السنوات التالية من أعمارهم إلى اختيار المهارات البسيطة والهينة، ويتجنبون التحديات الشاقة، ولا تستهويهم الأشياء الصعبة، ويعانون قلة الثقة بالنفس .. على عكس الأطفال الذين اعتادوا تلقي الثناء على جهودهم ومثابرتهم، فهؤلاء يستهويهم في السنوات المتقدمة البحث عن المهارات الشاقة والمعقدة. ويقول الاختصاصيون أن الأطفال الذين يعتادون على تلقي المديح بشكل مبالغ فيه من السهل أن يصيبهم الغرور بأنفسهم، وقد يدفعهم هذا المديح إلى إهمال تطوير أنفسهم، والبعض منهم قد يتحول إلى سلوك سلبي بديل بحثا عن وسيلة خلاص من الصراع الدائر في نفوسهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©