الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو: الضربة كادت تؤدي إلى صدام بين الطرفين

موسكو: الضربة كادت تؤدي إلى صدام بين الطرفين
8 ابريل 2017 00:25
واشنطن، موسكو (وكالات) أعلنت واشنطن أن حلفاءها في المنطقة وبقية دول العالم، أيدوا الغارات التي استهدفت مطار الشعيرات في سوريا، في حين اعتبرت موسكو الضربات عدواناً وانتهاكاً للقانون الدولي، وأنها كانت ستؤدي إلى صدام مسلح بين الطرفين، معلنةً في الوقت ذاته تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في سماء سوريا. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إن حلفاء واشنطن في المنطقة وبقية دول العالم أيدوا الغارات الأميركية ، رداً على هجوم كيماوي للنظام على مدينة خان شيخون في ريف إدلب قبل أيام. وأوضح تيلرسون في تصريح للصحفيين، أن الإدارة الأميركية «نسقت بحذر شديد» مع الشركاء الدوليين عبر مخاطبات أجرتها معهم حول العالم. وأضاف «نشعر بأن الغارات بحد ذاتها كانت ملائمة لأنها استهدفت المنشأة التي نفذت الهجوم الكيماوي». وحذر من أن أحد أهم التهديدات الحاضرة في سوريا، يتمثل في وجود أسلحة كيماوية فيها، إذ يصعب تأمينها ومنع وقوعها في يد أفراد يمكن أن يجلبوها إلى الولايات المتحدة بهدف استهداف المواطنين الأميركيين. وشدد وزير الخارجية الأميركي على القول «بات واضحاً أن روسيا أخفقت في مسؤوليتها إزاء تحديد مواقع مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا، وتدميرها وفقاً لاتفاق أبرم العام 2013، ونفت واشنطن ادعاءات موسكو بتعليق قنوات الاتصال العسكرية بين الجيشين برغم الضربات». وقال مسؤولون أميركيون، إن روسيا لم تعلق قنوات الاتصال بين الجيشين، مؤكدين أن العمليات العسكرية الأميركية ضد «داعش» في سوريا لم تتغير عقب الضربات الصاروخية. وذكر المسؤولون أنه لم تحدث أي عمليات انتقامية من سوريا أو روسيا ضد القوات الأميركية في سوريا عقب الضربات. إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان «إن الطرف الروسي يعلق التفاهم مع الولايات المتحدة لمنع وقوع حوادث وسلامة الطائرات خلال العمليات التي تنفذها الطائرات الروسية والأميركية في سوريا». بدوره، قال رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف، إن الضربة العسكرية الأميركية «كادت تؤدي إلى صدام مع روسيا». ونقلت وكالة «انترفاكس» عن ميدفيديف القول، إن «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاجمت سوريا بشراسة بدلاً من الوفاء بوعودها بالتصدي للعدو الأخطر المتمثل في داعش». وأضاف أن «واشنطن قامت بهذه العملية في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي والقوانين الداخلية التي تقضي بالتشاور مع الكونغرس»، مؤكداً «كاد هذا الأمر أن يؤدي إلى صدام مع روسيا»، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل. إلى ذلك، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الضربة الأميركية «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذراً من أنها تلحق «ضرراً هائلاً» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن بوتين «يعتبر الضربات الأميركية على سوريا عدواناً على دولة ذات سيادة، ينتهك معايير القانون الدولي، ويستند إلى حجج واهية». وأكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوزباكستاني في طشقند، أن الضربات الأميركية على سوريا «عدوانية». وقال : «لا شك أن الضربة الأميركية على مطار الشعيرات عمل عدائي، ويذكر بما حدث العام 2003 عند اجتياح العراق دون العودة إلى مجلس الأمن». وأضاف أن واشنطن ضربت سوريا من دون انتظار نتائج التحقيقات بهجوم خان شيخون. وشدد على أن أي تعاون بين روسيا والولايات المتحدة سيكون مستحيلاً بعد تلك الضربات. وقال الوزير الروسي إن موسكو ستطلب من واشنطن توضيحاً عن سبب شن الضربات، معرباً عن أمله في ألا تلحق الضربات الأميركية في سوريا ضرراً لا يمكن إصلاحه في العلاقات بين موسكو وواشنطن، «المتضررة أصلاً»، وفق وصفه. إلى ذلك، قال قسطنطين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، إن التحالف الروسي مع الولايات المتحدة بشأن سوريا بات محل شك بعد الضربات الأميركية، ونقلت وكالة إنترفاكس عنه إن الضربات هدفها «ختم حكم سابق بمسؤولية الأسد عن الهجوم الكيمياوي في إدلب بختم البارود». وفي السياق، رحب غالبية أعضاء الكونغرس الأميركي بخطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن هجوم على مطار الشعيرات. ووجه نواب دعوات للرئيس ترامب لتشكيل تحالف دولي ضد الأسد، وسط تحفظ بعض الأعضاء الديمقراطيين على عدم استشارة الكونغرس في هكذا ضربات. ووفقاً لإذاعة «صوت أميركا»، فقد عبر كل من السيناتورين الجمهوريين جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، وليندسي غراهام، في بيان مشترك، عن ترحيبهما بتوجيه الرئيس ترامب ضربة عسكرية ضد الأسد، ودعوا إلى تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لتعطيل سلاح جو النظام، رداً على هجوم خان شيخون الكيماوي. وقال البيان إن «الجيش الأميركي جنباً إلى جنب مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها يستطيعون تحقيق هذا الهدف بسرعة، وبشكل محدد وحاسم، وبطرق تمنع حدوث تصعيد»، ودعا النائبان إلى «تعطيل سلاح جو النظام في نهاية المطاف ضمن إطار استراتيجية شاملة لإنهاء الصراع في سوريا». أما زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فقال : «من الجيد أن يدفع الأسد ثمناً عندما يرتكب مثل هذه الفظائع»، لكنه رأى أن إدارة ترامب يجب أن تتبنى استراتيجية وتشاور الكونغرس قبل تطبيقها. أما بول رايان، رئيس مجلس النواب الأميركي فقال في بيان، إن «خطوة ترامب كانت ردة فعل صحيحة، وجاءت في الوقت المناسب»، مضيفا أن «حل الأزمة السورية الطويلة هو أمر شاق، لكن بشار الأسد يجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله». وفي السياق، قال السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، إن «هذا أمر مهم لكي يعرف الأسد أنه لن يبقى في منأى عن العقاب إذا ما ارتكب جرائم وحشية ضد المواطنين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©