الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنين عالمي إلى الهوية...

حنين عالمي إلى الهوية...
2 مارس 2011 18:27
في حضرة البحر والليل، وفي أجواء تراثية تحمل عبق الماضي الإماراتي ومناخاته الحميمة، ظهر أن سحر السينما يمكنه أن يتسع أكثر من المعتاد، وفيما يشبه “زواجاً” بين جماليات الطبيعة وجماليات الصورة الفنية بدا وكأن المشهد الطبيعي الذي توافر في مكان العرض أضاف إلى المشهد السينمائي جماليات من “عندياته” مسبغاً عليه نوعاً من الألق الذي لا يجد فرصته أحياناً ليتجلى، كما يحلو له في صالات العرض المغلقة. وبين أزرق السماء وأزرق البحر، بدت زرقة الخلفية في الصورة السينمائية أكثر بهاءً، وربما أقرب إلى الحقيقة. في أفياء القرية التراثية بكاسر الأمواج في أبوظبي أُقيمت فعاليات “المهرجان التراثي السينمائي” الذي شهد على مدار أيامه الأربعة “من 23 إلى 26 فبراير” عروضاً للأفلام تبعتها حلقات نقاشية حضرها جمع من محبي الفن السابع. والقرية التراثية التي يديرها نادي تراث الإمارات، هي أقرب إلى متحف مفتوح يعرض أوجه الحياة الصحراوية التقليدية ونماذج متنوعة من الأعمال اليدوية والصناعات البيئية التي اشتهرت بها الإمارات في الماضي والتي يجري عرضها بشكل حي أمام الزوار بهدف التعريف بالهوية الوطنية الإماراتية وتراث الدولة للأجانب من جهة، وترسيخاً لحضور هذه الهوية لدى الأجيال الحالية عبر تجسير العلاقة بين الجيل الماضي والجيل الراهن. حوار بلغة الكادرات عن سرّ اختيار القرية التراثية لعروض المهرجان قالت سوزانا شبورر مديرة معهد جوتة لمنطقة الخليج إنها منذ اكتشفت هذا المكان المتميز جداً في أبوظبي لأول مرة، انتابها شعور بأن هذا الموقع يمكن أن يكون مقراً لمهرجان سينمائي مفتوح بالمدينة. وترى شبورر أن القرية تمثل “رمزاً للوطن وللبحث عن الهوية، وأنها مكان مميز تجد فيه الذات الراحة النفسية في وسط المدينة دائمة التغيير. وعليه فإن المهرجان التراثي السينمائي يستفيد من الجو الخاص جداً لهذا المكان”. لكن أسباب الاختيار لا تقف عند هذا الحد، بل ثمة سبب آخر مهم، وهو أن المهرجان هذا العام يقام تحت عنوان “الوطن والهوية”؛ وهاتان الموضوعتان تلعبان دوراً مهماً في حياة الجيل الجديد من الإماراتيين. والأفلام المختارة تعكس هذه الجوانب وتحث على نقاش الموروث الثقافي بشكل عام والوطن والهوية بشكل خاص. وهو المنحى الذي يؤكد عليه كلاوس بيتر براندس سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية الذي قال إن المهرجان “يحاول الإجابة عن أسئلة من نوع: لماذا تعد الهوية شيئاً مهماً في حياتنا؟ ماذا تعني الهوية بالنسبة لنا؟ هل تعني مكان إقامتنا أم طريقة تعايش الناس وحوارهم معاً؟ أم التضاريس المحيطة بنا؟ كما أن السؤال عن الوطن في نظر فيلي براوير الذي برمج الأفلام الألمانية والسويسرية المشاركة في المهرجان هو “أحد أكبر تحديات زمن العولمة الحالي”، والذي يرى أنه “مع كل التشابك العالمي والمواجهة بين الحضارات والمطالبات بالعالمية تنمو الحاجة إلى التمسك بالجذور. هل الوطن مكان أم إحساس، هل هو ذكرى أم رؤية؟ هذه مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة والتسجيلية والروائية من ألمانيا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة ستؤدي إلى تشخيص الحنين العالمي للهوية وتنشئ تبادلاً حيوياً بين الضيوف والخبراء”. مشهد في مشهد ينفتح المشهد الطبيعي إذن على أفق أبوظبي الناهضة على مسمع ومرأى من البحر، وينفتح المشهد السينمائي على أفق حواري يثير واحدة من أكثر المفاهيم جدلية في هذا العصر، ويفتح قوساً عالياً تتحاور تحته الثقافات عبر الفن السينمائي، وفي أول مهرجان سينمائي مفتوح في الإمارات. بالصورة والمشهد ولغة الكادرات يدور الحوار بين ثلاث ثقافات: الإماراتية والألمانية والسويسرية، وبهدوء يشبه دبيب النمل يتعاطى المتلقي مع قيم وأساليب سلوك ووجهات نظر فكرية واجتماعية عالجتها الأفلام، فيما يحدث الفرز في عقل المشاهد بين أوجه الاختلاف والتشابه بين هذه المجتمعات. يجري الجدل الداخلي فيما العيون تتفحص المكان الذي تعرض فيه الأفلام: القرية التراثية على كاسر الأمواج التي بدت مكاناً ملائماً لإقامة مهرجان يناقش موضوعتين من هذا الطراز الساخن في هذا العصر التي تتهاوى فيه الهويات أمام زحف العولمة والتنميط الثقافي. مجموعة من الأفلام الروائية والقصيرة جاءت في توليفة جيدة قام بالإشراف عليها منظما المهرجان: السينمائي الإماراتي مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي وفيليب براوير المدير الفني لمهرجان ماكس أوفلوس في مدينة ساربروكين الألمانية. أما الأفلام الإماراتية، فهي: “دار الحي” للمخرج علي مصطفى من إنتاج 2009، و”شيخ الجبل” للمخرج: ناصر اليعقوبي، إنتاج 2008، و”باب” للمخرج: وليد الشحي، إنتاج 2008، و”مرة” للمخرجة نائلة الخاجة، إنتاج 2008. وأما الأفلام الأجنبية، فهي: الفيلم الروائي الألماني “الوطن 3 – وقائع تحول تاريخية” للمخرج إدجار رايتس من إنتاج 2004، والفيلم الروائي السويسري “مادلي واقعة في الحب” للمخرجة أنا لوي، إنتاج 2010، والفيلم الروائي الألماني “علاقة الكباب” للمخرج أنو ساول، إنتاج: 2005، والفيلم الوثائقي السويسري القصير” هوب شفيتس” للمخرج فلفيو بيرناسكوني، إنتاج 1999، والفيلم الوثائقي السويسري القصير “من، متى، أين” للمخرج وجيه جورج، إنتاج 1999، والفيلم الألماني القصير “غريب” للمخرج: هاكان سفاش ميكان، إنتاج 2007، والفيلم الوثائقي السويسري القصير “مختلط” للمخرجة نادية فارس، إنتاج 1999. وبينهما فيلمان مشتركان هما: فيلم وثائقي إماراتي ألماني قصير بعنوان “ظبيانية – بنات من أبوظبي” للمخرجة ساندرا شتافل بالتعاون بين كل من: فاطمة هلال محمد البلوشي وراوية عبد الحكيم المفلاحي، إنتاج 2008، وفيلم إماراتي ألماني قصير بعنوان “كوني مواطن” للمخرج: أندرياس ستيفان بالتعاون مع أحمد المزروعي وناصر جبر، إنتاج 2007. تجليات الهوية.. صورها في المجمل، تطرح الأفلام رؤى وتجليات مختلفة لموضوعة “الهوية” التي تتمظهر في مستويات “ذاتوية” أو تتجلى في احتدامات وصراعات داخلية متمحورة حول علاقة الذات بالآخر، والآخر الأكثر حضوراً بالنسبة للألماني على سبيل المثال هو التركي، فيما ترتد صراعات الهوية في داخل الإماراتي إلى الذات وعلاقتها بالمجتمع الخارجي والتغيرات ذات الوتائر السريعة التي تشهدها الحياة. ففي دار الحي للمخرج علي مصطفى، نقع على خطاب فكري مؤرق ومسكون بمفهوم الهوية ومدلولاتها، والمخرج لا يسعى فقط لاستكشاف تعقيدات المجتمع الذي يتميز بتنوع الثقافات التي ينطوي عليها وما ينطمر في أحشائه من انقسامات وانتماءات عرقية وطبقية، وإنما يطرح جملة من الأسئلة على مفهوم الهوية وتجلياتها الشخصية وعلاقتها بحوار الثقافات عبر لقاء يبدو في ظاهره شخصياً بين ثلاث شخصيات “إماراتي وهندي وأوروبية”، لكنه في المستوى الرمزي يمثل لقاء بين ثلاث ثقافات تقرأ كل منها الحياة بعقلية مختلفة. وعلى العكس تماماً، تأخذ فكرة الهوية في فيلم “ظبيانية - بنات من أبوظبي” شكل اكتشاف الذات عبر مضامين ماضوية يجسدها الحنين إلى الماضي والرغبة في عيش الحاضر بكل معطياته. هنا أسئلة من نوع آخر تطرحها المخرجة ساندرا شتاقل، وهي تصور حركة الهوية والتراث بين الأصالة والعصرنة، بين الماضي الذي يكاد يغيب والتحديث الذي يطال كل شيء في المكان، فيما هي ترسم لنا قصة حياة طالبتين إماراتيتين بكليات التقنية العليا في أبوظبي سواء داخل أو خارج الكلية، ففي الصباح تذهبان إلى الصحراء بحثاً عن جذورهما وفي المساء إلى مراكز التسوق بأبوظبي من أجل شراء آخر الموضات، وبين الحركتين يبرز أكثر من سؤال حول طبيعة الهوية والماضي والتحديث والمستقبل. في فيلم “مرّة” للمخرجة نائلة الخاجة، تتجلى مرّة أخرى فكرة الهوية في شكل “ذاتوي”، لكن هذه المرة عبر موقف شخصي جداً يفترض أنه يخص صاحبته فقط، لكنه لاعتبارات ثقافية وسوسيولوجية مرتهن للمجتمع. الحكاية بسيطة، لكنها في العمق تحمل تحليلاً عميقاً لسلوك الفتاة المراهقة التي تخطط لمقابلة صديقها سعيد للمرة الأولى، وفيما يجسد الفيلم تلك اللحظات بكل ما تحمله من إثارة وخوف يصور في الوقت نفسه تلك التفجرات الأنثوية الغامضة التي تدل الفتاة على ذاتها، وتضعها في مواجهة داخلية وسرية لما تحتكم إليه حياة الفتاة العربية. وتتعدد مرايا الهوية وفكرة الذات عنها، لنقع على مفتاح آخر لها عند “شيخ الجبل” الذي جعله المخرج ناصر اليعقوبي أنموذجاً لقياس طريقة الحياة الاستهلاكية التي باتت سائدة في المجتمع المعاصر. فالرجل المسن يعمل يومياً في محجر بالجبل، ويحكي عن أسلوب حياته وعمله الذي ينقرض معه في إشارة إلى ما تتعرض له الهوية أو الخصوصية الثقافية المحلية من تغيير وما يحدق بها من مخاطر الاندثار والذوبان. صراعات الهويات.. تجاذباتها الغرباء ومشاعرهم وطريقة عيشهم وتفاعلهم مع الثقافة التي يعيشون فيها والتجاذبات التي تتحكم في سلوكياتهم هي أبرز تجليات مفهوم الهوية في الأفلام الألمانية والسويسرية، ففي فيلم “غريب” للمخرج هاكان سفاش ميكان، نعثر على تفاصيل العلاقة بين الثقافتين التركية والألمانية من حيث تماهي الشاب التركي مع الثقافة الألمانية وانصهاره فيها إلى الحد الذي يجعله يشعر أن أمه التي جاءت لزيارته من تركيا “غريبة” بالنسبة له. بينما نجد “صعوبة” التكيف بين المفاهيم الاجتماعية المختلفة للثقافتين في موقف البطل ووالده “تركيان” في فيلم “علاقة الكباب” للمخرج أنو ساول، فـ”ايبو” الفتى من أصل تركي عندما صارحته صديقته “تيتسي” بأنها حامل لم يستطع أن يتفهم ذلك، على الأقل في البداية، أما والده “ميهيت”، فيثور ثورة عارمة عندما يعلم بخبر الحمل ويطرده من البيت، فهو يرى أنه لا مانع من أن تكون هناك علاقة من امرأة ألمانية، ولكن ألا تنجب مثل هذه المرأة التي يصفها بالغير مؤمنة طفلاً، وربما يكون رد هذا الفعل مفهوماً في حال وضع في إطار صدمة الهوية، إذ إن لكل ثقافة معاييرها وقيمها وتقاليدها الاجتماعية التي قد تسبب رفضاً من قبل أهل ثقافة أخرى، لكن أن يوضع هذا في الإطار الذي وضعه فيه المخرج فأمر يحتاج إلى وقفة متأملة. ويبدو أن المخرج عالج هذا الموقف باعتباره موقفاً فردياً للتدليل على المخيلة أو الذهنية الثقافية التي تحكم الأفراد. ومما يعزز الذهاب إلى هكذا رؤية أن المخرج يورد الموقف المتشكك لأم تيتسي أيضاً “الثقافة المقابلة” والتي تقول لها: هل رأيت رجلاً تركياً يدفع عربة طفل؟ وهذه واحدة من الأفكار النمطية عن الرجل الشرقي بشكل عام في الذهن الأوروبي، فهو لا يعير الاهتمام الكافي للأبوة كما يفهمها الغرب. لكن الفيلم رغم ذلك لا يسير في الاتساق الفكري نفسه، فهو ينتصر للثقافة الألمانية، وكما في فيلم “غريب” يتماهى “ايبو” في النهاية مع الثقافة الألمانية، ويعود إلى رشده، ويتدرب على تغيير ملابس الأطفال ويقوم بالذهاب إلى دورة تدريب للأمهات “بمعنى آخر يتم تحضيره/ من حضارة” ويعود إلى زوجته ويحتضن طفله. وبين المشاهد المضحكة والمواقف الطريفة التي أضحكت الجمهور أكثر من مرة ثمة رسائل كثيرة أهمها تلك التي تؤشر على الطريقة التي يفهم بها بعض المخرجين الألمان مسألة الهوية والتي يبدو أنها تعني ترك الهوية الأصلية ومغادرتها وتبني الهوية الألمانية والثقافة الألمانية من قبل المهاجرين لكي يتحقق لهم الاندماج في المجتمع. في بقعة فكرية وفلسفية مختلفة تماماً، يقف فيلم “الوطن 3 - وقائع تحول تاريخية” الذي يعالج فيها المخرج إدجار رايتس في نضج معرفي لافت كيف تسقط الهويات أو تتفكك، بدءاً من سقوط الحديث عن هويتين ألمانيتين “شرقية وغربية” مع سقوط جدار برلين ثم سقوط الأفكار المسبقة أو المحمولة على ذهنية متخيلة فيما يتعلق بالوطن. ففي رمزية مدروسة، يلتقي هيرمان وكلاريسا مرة أخرى في ليلة سقوط جدار برلين، ويقرران البقاء معاً وكأن تهدم الجدار إشارة إلى تهدم مرحلة سابقة ينبغي تجاوزها.. لكن ما يحدث لا يطابق التوقعات ولا الأحلام، إذ سرعان ما يتبخر الحلم أو يتهدم في دوامة الحياة اليومية التي تبتلع هيرمان وكلاريسا. أما المخرج السويسري من أصول مصرية وجيه جورج، فيبدو مشغولاً في فيلمه “من، متى، أين” بالبحث عن السبل التي تكفل التواصل بين الثقافات أو التقاطع والالتقاء بين الهوية القديمة والهوية الجديدة، وهو إذ يشتغل على مفهوم الهوية يحاور سؤالاً مطروحاً بشكل إشكالي: ما الذي يتطلبه أن يكون المرء “سويسري حقيقي”. وفي واحدة من أكثر تجليات الحضور “الهوياتي” (إن جازت العبارة) على صعيد الممارسة اليومية وهي لعبة كرة القدم، يطرح المخرج فلفيو بيرناسكوني في فيلمه “هوب شفيتس” التطبيق الواقعي لصراع الهويات. فهو ابن لمهاجرين إيطاليين، ويعرض من خلال مباراة كرة قدم بين سويسرا وإيطاليا انقسامه الداخلي. ولا شك في أنه في هكذا موقف تتبدى بالفعل مظاهر الصراع الوجداني والاحتدام بين الانتماء إلى هوية سابقة وهوية حاضرة، ويحار المرء أي فريق يجب عليه أن يشجعه: فريق بلده الأصلي (هويته الأصلية) إيطاليا أو فريق بلده الجديد (هويته الجديدة) سويسرا. والفيلم بالتقاطه هذه المشاعر الإنسانية العميقة وما يرافقها من توتر، قدم خطاباً سينمائياً ناضجاً وواعياً، وسبح في أغوار عميقة حاملاً أنواره الفكرية الكاشفة التي يحتاج إلى ضوئها الساطع كل من يتصدى لمعالجة هكذا مفاهيم إشكالية. وبعد... يقول منظمو المهرجان أن المهرجان التراثي السينمائي “ليس مجرد مهرجان سينمائي فحسب”، وإذ تسألهم عما يعنيه ذلك يذهبون إلى أنه “يتيح الفرصة لطلاب كليات التقنية العليا للمشاركة النشطة بالمهرجان، حيث تم إعدادهم لهذه المشاركة من خلال ورشة عمل لمدة أربعة أيام مع الخبير الألماني تيل بروكمان. فضلاً عن المشاركة العملية في فعالياته والقيام بتوجيه الجمهور أثناء أمسيات المهرجان”... لكن المهرجان يبدو لي أكثر من مجرد مهرجان سينمائي لأسباب أخرى من بينها معالجته لهذا المحور المهم والإشكالي “الوطن والهوية”، ومنها أنه يتوجه الى الشباب خاصة فاتحاً مخيالهم على أسئلة جوهرية ربما لا تخطر على بال الكثير منهم، ومنها الثيمات الرمزية الثاوية في اختيارات الأفلام ومكان العرض، فالقرية التراثية التي وفرت المزاج والمناخ والطقس الذي يتناسب مع العروض من جهة بدت في الآن نفسه شاهداً على عمق التحديات التي تواجه مدينة تخوض مغامرة الانفتاح على الآخر بكل تجلياته فيما البحر، هذا الرمز الهائل للانفتاح الثقافي في مدن متوسطية أخرى، يبدو شاهداً محايداً على مستويات الحوار الذي يجري... و... فقط يراقب...
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©