21 يونيو 2009 03:42
بدأ مستشفى المفرق التأسيس لمركز سلامة الأطفال عبر تنفيذه سبعة برامج متوجها من خلالها إلى المتعاملين مع الطفل بشكل يومي من ذويهم والكادر الطبي والمربيات بالمنازل، في توجه نحو التقليل من السبب الرئيسي للإصابات والوفيات عند الأطفال، مرسخين بذلك قاعدة «الوقاية خير من العلاج».
وانطلق مستشفى المفرق من تأسيسه للمركز لترسيخ التوعية بالحوادث التي يتعرض لها الأطفال، لاسيما أن معظم الإصابات من الحوادث المرورية والمنزلية والغرق يمكن تجنبها إذا أعطيت الارشادات اللازمة والتثقيف للمهتمين بالأطفال على الاسعافات الأولية، وفق ما ذكر الدكتور تيسير أطرق رئيس قسم الأطفال في المستشفى.
وأوضح أطرق أن البرامج التوعوية في مركز سلامة الأطفال، والتي بدأ تطبيقها منذ ما يقارب العام تستهدف جميع الكوادر وشرائح المجتمع من أولياء الأمور والكادر التعليمي في المدارس، فضلا عن المربيات في المنازل والكوادر الطبية. من جانبها، أوضحت سلوى الحوسني مديرة العلاقات العامة والإعلام في مستشفى المفرق أن مركز سلامة الأطفال هو الأول المجهز لهذه الغاية في منطقة الشرق الأوسط، ومن خلاله يحاول المستشفى عبر البرامج والحملات التوعوية وورش العمل التقليل من الإصابات والوفيات عند الأطفال باتباع ارشادات معينة أو بتنفيذ اسعافات أولية في حالة الحوادث من قبل ذوي الطفل قد تحول دون الحاجة إلى العلاج من جهة، أو أحيانا تخفف من نسبة خطورة الإصابة وإنقاذ حياة الطفل. وأشارت الحوسني إلى أن المستشفى وتحديدا الفريق الناشط في هذا المجال يحاول من خلال هذا المركز أن يتجاوز دوره كمقدم للخدمة العلاجية إلى جهة توعوية وتثقيفية بأساليب الوقاية عوضا عن العلاج.
وحول البرامج السبعة التي تنفذ في مركز سلامة الأطفال، أوضح أطرق أن المستشفى ينفذ في المرحلة الحالية ورش عمل للمربيات والكوادر التعليمية على الاسعافات الأولية وانعاش الأطفال لحين توفر المعالجة الطبية. وفي هذا الإطار، قال أطرق إن تطبيق هذا البرنامج يتطلب الوعي الكامل من الأهالي بضرورة إخضاع المربيات في المنزل للتدريب على الاسعافات الأولية وآليات انعاش الطفل حال تعرضه لأي حادث عرضي وهو في المنزل. وأشار إلى أن هذه الدورة تم تنفيذها لمرة واحدة الشهر الماضي حيث أخضع لها ثماني مربيات، مفيدا أن البرنامج سينفذ في المرحلة المقبلة بالتعاون مع هيئة الصحة أبوظبي حيث أبدت رغبتها بتقديم الدعم والتوجه بتطبيق البرنامج في المدارس عبر إخضاع المعلمين لدورات في الاسعافات الأولية. وإلى جانب هذا البرنامج، يُخضع مستشفى المفرق عائلات الأطفال في العناية المركزة والخداج على دورة تستمر لساعة واحدة فقط لتأهيل الأهالي على الاسعافات الأولية لانعاش الطفل والتعامل مع أي حالات طارئة، مشيرا إلى أنه لغاية تاريخه تم إخضاع 122 عائلة لهذا البرنامج خلال عام تقريبا، من أصل 500 عائلة كان لهم أبناء في العناية المركزة. وينفذ المركز، بحسب أطرق، برنامج «ستيبل» حيث يهدف إلى مساعدة المستشفيات الأخرى بالإمارة على تنظيم الرعاية المتقدمة للمواليد وإجراء الانعاش اللازم لهم مع التركيز على مراقبة معدل سكر الدم، ودرجة الحرارة، والتنفس وضغط الدم، والفحوص المعملية الأولية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الوجداني للآباء أثناء تلقي مواليدهم الجدد. وقال إن حياة المواليد الذين يعانون من حالات حرجة تتوقف أحيانا على كيفية تلقيهم العناية الأولية ووسيلة انتقالهم للمستشفى، مشيرا في هذا الاتجاه إلى أن 121 طبيباً وممرضاً حصلوا على شهادة الخضوع لهذا البرنامج. ومن خلال برنامج الكشف المبكر عن الاعاقة السمعية لكل طفل تمت ولادته في المستشفى تم فحص ألفي مولود خلال عام، منهم تسعة اكتشف وجود مشاكل لديهم في السمع، وفق أطرق الذي أشار إلى أن هناك 5 بالألف فرصة لفقدان السمع عند الأطفال حديثي الولادة في دولة الإمارات.
وأوضح أطرق أن فقدان السمع يعتبر عند الأطفال من المشاكل الصحية المركبة حيث إنه لا يؤثر فقط على قدرة الطفل على سماع الأصوات المحيطة به بل على قدرته على تعلم الكلام والنطق. وقال «بما أن تعلم الكلمات ونشوء اللغة مرتبطان بالسماع، فإن الطفل ينشأ في هذه الحالة سلبي أصم أبكم، وهذا النوع من الإعاقة له مردود سيئ جدا على الطفل وأسرته». وأضاف لكي يتعلم الطفل النطق لابد أن يسمع جيدا و»للأسف» فإن معظم حالات البكم لا تلاحظ من الأهل بسبب الإعاقة السمعية مما يؤدي إلى ظاهرة الصم والبكم. ونجح المستشفى من خلال برنامج «أمان أطفالنا في السيارة» في توزيع 850 مقعد أمان لمواليد جدد في المستشفى، حيث إن استعمال مقعد الأمان للأطفال في السيارة يقلل من حوادث السير القاتلة بنسبة 71% لحديثي الولادة، و 54% للأطفال حيث إن حوادث السيارات تعتبر السبب الرئيسي لموت الأطفال بين عمر الثالثة والرابعة عشرة. وأوضح أطرق أن الهدف من البرنامج تأمين أقصى درجة من الأمان والسلامة لكل طفل أثناء خروجه من المستشفى ونقله في السيارة. وبالبرامج السالفة الذكر تتحقق رؤية مستشفى المفرق بتأسيس مركز يضمن تحقيق السلامة لكل أطفال إمارة أبوظبي، وفق ما أكده أطرق الذي ذكر أن هيئة الصحة وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» تدعمان المبادرات التي تركز على التوعية والوقاية من الحوادث التي تصيب الأطفال، لافتا إلى أن المستشفى سيوزع منشورات في المدارس والعيادات تتضمن نصائح وإرشادات يجب اتباعها لتحقيق السلامة للأطفال
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
