عشاق البحر يفوزون بجوائز فزاع للغوص الحر

يحكون إليه أسرارهم ويقضون معه وفيه وقتاً ليس بالقليل، أخذوه صديقاً فصدقهم ومنحهم من خيره وجاد عليهم ببعض لآلئه؛ ليمثل نقطة مضيئة في حياة عشاقه. فالبحر عندهم متعة والغوص فيه دليل حب وقوة، فقد علمهم القدرة على التحمل إلى أقصى مدى ليكون لهم ماض وحاضر وتراث وثقافة. تلك هي الملامح المشتركة التي جمعت الفائزين من المحترفين والمواطنين وأبناء دول مجلس التعاون، في ببطولة “ فزاع” للغوص الحر “الحياري” التي انتهت فعالياتها مساء السبت الفائت في منطقة الميناء السياحي في دبي. ويقصد بالغوص “الحياري” : الغوص بدون معدات وبطريقة بدائية حيث يعتمد المتسابق على مقوماته الشخصية. وأهم ما يميز تلك البطولة التي تعتبر الأغلى عالمياً في مجالها وشارك فيها ممثلون من 14 دولة، انها جسدت “عولمة” الموروث الإماراتي الذي تسعى كل الجهات المعنية والمختصة أن توصله إلى العالم أجمع، انطلاقاً من أرض دولة الإمارات التي تجمع بين ربوعها أكثر من 195 جنسية. وقد توج ناصر عبيد خلفان من إمارة عجمان بطلا لفئة الدولة ومجلس دول التعاون الخليجي “الهواة” بعد أن حقق زمناً وقدره 3 دقائق و33 ثانية، وجاء معاذ سلطان آل علي من الإمارات في المركز الثاني بعد أن حقق زمناً وقدره 3 دقائق و13 ثانية، وجاء في المركز الثالث سيف بن حريز الفلاسي من الإمارات بعد أن حقق زمناً وقدره 3 دقائق و8 ثوان. أما في فئة “المحترفين” من الجنسيات الأخرى، فقد جاء في المركز الأول الروسي مولكانوف اليكس (للعام الثاني على التوالي) بعد ان حقق زمنا وقدره 6 دقائق و37 ثانية، بينما جاء الفيلندي ميكو بونتنين محققاً زمناً وقدره 6 دقائق و52 ثانية، وجاء الجزائري عادل امقران غزاله محققاً زمناً وقدره 5 دقائق و45 ثانية. وأهدى ناصر عبيد خلفان (29 عاماً) يعمل في شرطة عجمان، فوزه إلى الشيخ أحمد بن حميد النعيمي الذي شجعه ورشحه للمشاركة في هذه البطولة، حيث تم ارساله الى عدد من الدورات على الغوص واجتيازها بنجاح. ووجه ناصر الشكر إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي البطولة، على دعمه الدائم للشباب وحرصه سموه على الحفاظ على الموروث الشعبي وانتشاره بين شباب هذا الجيل. وكان اليوم الختامي قد شهد تنافساً كبيراً بين عشرين مشاركاً من الفئتين، فئة الهواة وفئة المحترفين، حيث استضاف نادي دبي للرياضات البحرية منافسات البطولة والتي استمرت على يومين، وحضر اليوم الختامي عبدالله حمدان بن دلموك المدير التنفيذي لبطولات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وخالد راشد السويدي نائب المدير التنفيذي، وحمد الرحومي رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة، كما حضر المنافسات الختامية حشد كبير من الجمهور المحب لهذه الرياضة الشعبية. وشهدت الجولة الختامية حالتي اغماء، كانت الأولى مع المتسابق اللبناني أحمد نمر صبح، والحالة الثانية مع المواطن أحمد علي سعيد. ووصف رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة الحالتين بأن أصحابهما خاطرا بحياتهما من أجل الفوز وهذا مخالفا لقانون المسابقة، وبالتالي تم شطب نتائجهما، حيث إن قانون المسابقة يحرص على سلامة المتسابق وعدم المخاطرة بحياته. وفي ختام المنافسات قام خالد راشد السويدي نائب المدير التنفيذي لمكتب بطولات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي يرافقه حمد الرحومي رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة “فزاع” للغوص الحر “الحياري” بتكريم الفائزين الثلاثة من كل فئة، حيث حصل الفائز الأول من كل فائز على سيارة رنج روفر بالإضافة الى درع “فزاع”. بينما حصر صاحب المركز الثاني من كل فئة على مبلغ وقدره 30 ألف درهم، بينما حصل صاحب المركز الثالث من كل فئة على مبلغ وقدره 15 ألف درهم، كما حصل أصحاب المراكز من الرابع الى العاشر من كل فئة على مبلغ وقدره 5 آلاف درهم. من جانبه أوضح رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة حمد الرحومي اننا أصبحنا نركز الآن على النوعية في المشاركة أكثر من الكم، حيث نجحت اللجنة المنظمة في استقطاب الشباب المواطن للمشاركة في البطولة وتحفيزهم، وقد زاد عددهم عن مشاركات الأعوام الماضية، وقد حصل 3 من الشباب المواطنين على المراكز الثلاثة الأولى في فئة “الهواة” وكشف الرحومي عن انه بناء على تعليمات المكتب التنفيذي لبطولات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي تم استقطاب عدد من المتخصصين لتدريب المنقذين المشاركين في البطولة، حيث إن هؤلاء المنقذين يحتاجون الى تدريبات خاصة. وقد تم تنظيم دورات لهؤلاء المنقذين لكيفية التعامل مع المتسابقين خلال البطولة، بالإضافة الى أنه سيتم تنظيم دورات خاصة للعشرة الأوائل من المواطنين بعد انتهاء هذه البطولة، وذلك للرفع من مستواهم الفني والبدني لتأهيلهم للمشاركة في الأعوام المقبلة.