الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خريطة طريق» لمواجهة «الجيل الرابع من الحروب»

«خريطة طريق» لمواجهة «الجيل الرابع من الحروب»
18 مايو 2016 01:01
ناصر الجابري (أبوظبي) اختتم أمس مؤتمر«الجيل الرابع من الحروب»، الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لمدة يومين بمقره في أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمشاركة مختصين، وخبراء في مجالات الدراسات العسكرية والإعلام. وحذر المؤتمر من الجيل الرابع من الحروب وآثاره، خاصة مع استخدام أدوات غير تقليدية لإنهاك الدول بشكل منهجي، وطالب بضرورة الاستعداد لهذه النوعية من الحروب بشكل جدي، والعمل على وضع استراتيجية متكاملة تضم الرصد الدقيق للأشكال الجديدة للحروب، والحاجة لعقد مزيد من المؤتمرات والندوات حول الجيل الرابع منها. وأوصى بضرورة نشر الوعي داخل المجتمعات عبر مراكز الأبحاث والدراسات العربية ووسائل الإعلام والكتاب والمفكرين، سعياً لبناء حوائط صد مجتمعية أمام هذه الحروب، والتنبيه لضرورة دور جامعة الدول العربية، والمؤسسات، وضرورة العمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، إضافة إلى التأكيد على عدم استخدام التقنية الحديثة في خدمة حروب الجيل الرابع، وتأهيل الإعلام لأداء دوره المسؤول بصورة تخدم الواقع محلياً. عابرة للحدود وتقدم الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في كلمته في اختتام المؤتمر بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لرعايته الكريمة للمؤتمر، ودعمه المتواصل وغير المحدود لفعاليات المركز. وقال السويدي: «لا أبالغ إن قلت أن ما تشهده دول عدة في العالم العربي والشرق الأوسط بوجه عام، لهو تجسيد حقيقي لحروب الجيل الرابع، خاصة فيما يتعلق بتنامي الجماعات الجهادية العابرة للحدود، والتي تسعى للتغلغل في المجتمعات، ونشر أفكارها الهدامة والمتطرفة، من خلال استغلال ثورة الاتصالات في ترويج أفكارها، ومحاولة غسل عقول الشباب باسم الدين، خاصة أن السيطرة على الفضاء الإعلامي لم تعد ممكنة في ظل التكنولوجيا الإعلامية الحديثة، وأصبح من الصعب ملاحقة أو مراقبة هذا الكم الكبير من وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للفكر الإرهابي». وذكر أن الجيل الرابع من الحروب، جعل من الصراعات الراهنة التي تشهدها المنطقة أكثر تعقيداً، لأن القائمين على هذه الحروب في بعض الأحيان أطراف غير منظورة، تسعى لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار في المجتمعات، ولذلك كان من الضروري تنظيم هذا المؤتمر، واستشراف الآليات المستقبلية لمواجهته. صناع القرار وأضاف مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: «إن الأفكار العميقة، والنقاشات الثرية استطاعت أن تقدم رؤية متكاملة حول الجيل الرابع، وتضيف للدراسات حوله، وستساهم في تعزيز الوعي بالتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، كما أن التوصيات تنطوي على قدر كبير من الأهمية، وسنعمل على أن تصل لصناع القرار للاستفادة منها». وأكد السويدي أن في ظل التحديات التي تواجه دولاً عربية كثيرة في الوقت الراهن أصبح من الضروري أن تقوم مراكز الدراسات والأبحاث في دورها بمساندة صناع القرار حول كيفية مواجهة التحديات، وتوعية الشعوب العربية بالمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، مضيفاً: «نحن على استعداد للتعاون مع مراكز الدراسات الخليجية والعربية لتنظيم مؤتمرات وعقد ورش عمل تتناول التحديات التي تواجه دولنا ومجتمعاتنا». وكانت الكلمة الرئيسة للمؤتمر التي ألقاها اللواء أركان حرب محمد عبدالعزيز محمد موسى مدير مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية للقوات المسلحة بجمهورية مصر العربية بالوقوف، قد بدأت دقيقة حداداً على أرواح شهداء الأمة العربية الذين بذلوا أرواحهم، ودماءهم في سبيل بلدانهم. وقال اللواء أركان حرب محمد عبدالعزيز محمد موسى: «لقد رأينا مكانة مصر في قلوب الأشقاء العرب عبر الأحداث الراهنة، والتي دللت على عمق العلاقات العربية، والعلاقات المصرية الإماراتية أبدية أزلية، رسختها البراهين والأدلة التي قدمتها دولة الإمارات عبر الدعم السياسي، والاقتصادي، والذي أثبت للعالم أن لجمهورية مصر العربية ظهيراً عربياً ثابتاً، فهنيئا لمصر بشقيقتها دولة الإمارات التي تقف شامخة إلى جانبها في الحفاظ على أمنها، واستقرارها، وذلك يعود للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله». تفكيك أجهزة الدولة أشار اللواء أركان حرب محمد عبد العزيز محمد موسى، إلى وجود عوامل ساهمت في حروب الجيل الرابع، منها وجود النظام العالمي، القطبية الأحادية، ومشروع الشرق الأوسط الكبير، وبروز مصطلح الفوضى الخلاقة، وتزايد الأنشطة الإرهابية، والثورة المعلوماتية، وتهدف هذه الحروب إلى تفكيك أجهزة الدولة، وإحداث الاضطرابات بما يؤدي للانهيار الاقتصادي، والأمني، والاجتماعي، وصولاً إلى فشل الدولة. وأكد ضرورة تحقيق تنسيق أفضل بين أجهزة الدولة ومؤسساتها والقوات المسلحة في أي مواجهات مستقبلية ممكنة، وأهمية تكاتف القيادتين العسكرية والسياسية معاً، للنجاح في مجابهة الحروب، ويتطلب ذلك تأهيل وسائل الإعلام، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني، والتصدي للنفوذ الخارجي، وإعداد القوات المسلحة إعداداً جيداً. حروب الجيل الرابع غير تقليدية وليست لها بدايات واضحة ناصر الجابري (أبوظبي) ناقشت الجلسة الثانية من جلسات اليوم الثاني للمؤتمر محور مسارات الجيل الرابع للحروب ومستقبلها، وترأس الجلسة الدكتور فيصل عبيد العيان نائب الرئيس التنفيذي لأكاديمية ربدان، وشارك فيها كل من الدكتور جون بالارد عميد كلية الدفاع الوطني، والدكتور كاليف سيب، محاضر أول في كلية الدراسات العليا للبحرية الأميركية. وأكد المشاركون أن فهم القضايا المصاحبة لما بعد الجيل الرابع من الحروب يساعد على دعم القرارات السياسية، والعسكرية حول التخطيط، ووضع ميزانية الأمن القومي، مشيرين إلى أن الاطلاع على نظرية الجيل الرابع للحروب من شأنه أن يعود بالفائدة على تقدير الكيفية التي يتطور فيها النزاع للإعداد له بشكل أفضل. وقال الدكتور فيصل عبيد العيان «حروب الجيل الرابع غير تقليدية، وليست لها بدايات واضحة، واليوم أعظم الحروب العسكرية التي تدور في العالم هي بين جيوش نظامية تابعة لدول، وميليشيات مسلحة غير نظامية، وبالتالي من المهم فهم أبعاد حروب الجيل الرابع، والآثار المترتبة عليها. وأضاف منذ عام 1945 إلى عام 2002 شهد العالم 46 صراعاً مسلحاً بين دول ومجموعات مسلحة، واليوم واقع العالم العربي يزداد غموضا في ظل وجود الصراعات المتعددة، فهناك دول تحارب جماعات مسلحة غير نظامية، بينما توجد دول أخرى تدعم هذه الجماعات، وهناك جماعات تسعى لتشكيل دولة، وأخرى تنفذ أجندة خارجية لزعزعة الأمن الإقليمي، وأيضاً توجد جماعات تريد السيطرة على مؤسسات الدول، والتحكم فيها، وبالتالي هناك صور متعددة من الصراعات. وأشار العيان إلى أن الجماعات المسلحة غير النظامية تمتلك ميولاً انتحارية، عبر اتجاهها لمنحى العنف، والتدمير، كما ترتبط بجهات خارجية تعمل على إفشال الأمن، والسلم العام، وإنهاك دول المنطقة. واستعرض الدكتور جون بالارد أخلاقيات الحرب، والمواثيق الدولية التي تؤكد تحريم أسلحة الدمار الشامل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©