الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«المغرب في أبوظبي».. تراث غني وتفاعل حضاري

«المغرب في أبوظبي».. تراث غني وتفاعل حضاري
19 مارس 2018 21:35
لكبيرة التونسي (أبوظبي) أحدثت فعالية «المغرب في أبوظبي»، حراكاً وتفاعلاً كبيرين في صفوف زوارها من مواطنين ومقيمين في الدولة الذين أتيحت لهم فرصة التعرف إلى مكونات حضارة المغرب الأصيلة، وموروثات ماضيها العريق، ومنحتهم فرصةً كبيرة للاطلاع على التراث الثقافي المغربي الثري بمختلف أشكاله في المعمار، الموسيقى، الفن، المطبخ، العادات والتقاليد، الأزياء، والمتحف التراثي المغربي.واستطاعت هذه الفعالية، التي تنظمها وزارة شؤون الرئاسة، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، واختتمت بالأمس، تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات بالمملكة المغربية الشقيقة في جميع المجالات، وإبهار وجذب الجمهور، بما قدمته من صناعات يدوية تقليدية، حيث خصصت الفعالية، مساحات واسعة لفنون الصناعة التقليدية الحية في مشهد أدائي يعكس ما يقوم به الصناع في الأحياء والأسواق المفتوحة التي يمارس فيها الحرفيون صناعاتهم اليدوية بشكل تفاعلي يومياً وشكلوا جزءاً من المشهد اليومي في المملكة. انسجام حضاري إلى ذلك، قال سفيان جديرة فنان وباحث مغربي مشارك بالفعالية، إن الصناعة التقليدية المغربية هي نتاج تفاعل وانسجام مع حضارات متعددة، بدليل ما لاحظناه من تنوع في الحرف والصناعات والألوان الموسيقية المتعددة المشارب والروافد، فهناك الأفريقي والأندلسي والمشرقي والأمازيغي، وغيرها من الفنون والحرف التي كانت بحق صورة مجسدة لصرح الثقافة الفنية العظيمة في المملكة، وينعكس ذلك على جميع المجالات والتفاعلات المجتمعية مما يشكل حالة متفردة في العالم وتجربة مختلفة عن جميع الدول. مشاهد حية ويوضح معاذ الداودية الكبداني مدير التواصل بمؤسسة دار الصانع بالمملكة المغربية، أن دار الصانع شاركت بمنتجات الحلي والمجوهرات والطرز والسروج التقليدية والخط العربي والنقش على الحناء، وتشارك إلى جانب دار الصانع حرف أخرى تدخل في فن المعمار التقليدي وهي «الزليج» النقش على الخشب، والنقش على الجبس والرخام، والنقش على النحاس وصباغة الخشب، موضحا أن بسط هذه الحرف في ساحة مفتوحة أحدثت تفاعلاً كبيراً بين الصانع والجمهور الذي أقبل بكثافة للاطلاع على هذا الموروث الثقافي الكبير والغني الذي يجسد العمق المغربي فلكل حرفة مذاق ثقافي يجعل من الصناعة التقليدية منتوجاً حياً ناطقاً بالتاريخ، فالصناعة التقليدية اليدوية محملة بمشاعر الحرفيين وبتاريخ المغرب، لإنعاش هذا الموروث الحضاري والترويج له، وما نقدمه اليوم في هذا الصرح الكبير ما هو إلا فئة قليلة لا تغطي جميع الحرف في المملكة، فهناك أكثر من 2.3 مليون صانع تقليدي، كما أن الصناعة تشغل أكثر من 20 في المئة من السكان النشيطين وتعتبر ثاني مشغل في المغرب بعد الفلاحة وتسهم بـ 7.8 من الناتج الداخلي الخام ويعيش عليها أكثر من 6 ملايين عائلة مغربية. صون الحرف التقليدية تعرف الصناعة التقليدية إشعاعاً وازدهاراً كبيرين نظراً للاهتمام الكبير الذي تحظى به في المملكة، حيث أسست العديد من المراكز والأكاديميات لضمان استمرارية الخبرة المغربية في الصناعة التقليدية، والنهوض بها، حسبما أكد معاذ الكبداني، قائلاً: «هناك أكاديمية الفنون للتأهيل والتدريب على الفنون التقليدية، بالإضافة إلى تنظيم عديد المسابقات والبرامج لتشجيع الأجيال القادمة، ومنها برنامج «صنعة بلادي»، وهو أول مسابقة تلفزيونية تهدف إلى ترشيح أفضل صانع تقليدي من الشباب، وتجوب قافلة البرنامج جميع المدن والقرى للبحث عن المواهب، ما أفرز نخبة جديدة من الصناع التقليديين الجدد الذين يحملون المشعل بدورهم للأجيال الأخرى، وفي البداية كان تمرير الحرفة يتم أباً عن جد، أما اليوم فأصبحت هناك استراتيجية نقل هذه الحرف للأجيال فهناك 58 معهداً للتكوين المهني في مختلف الصناعات التقليدية، ومن جهة أخرى لدينا برنامج للحفاظ على الحرف والمهن المعرضة للاندثار واستطعنا أن نعيد إلى الواجهة 22 حرفة من 46 حرفة كانت في طريقها للاختفاء، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الدولية وغيرها من الأنشطة التي تروج للصناعة التقليدية المغربية العريقة على الصعيد الدولي». الخط المغربي وقال عبد الرحيم حمزة، خطاط وفنان تشكيلي، كتب آلاف الأسماء والعبارات والجمل عن طريق تشكيل الخط المغربي، إنه سعيد بتمثيل المغرب في هذه الفعالية الكبيرة التي أتاحت له التعريف بالتراث المغربي الأصيل والمورث الثقافي الغني، موضحاً أن أعماله شهدت إقبالاً كبيراً حيث تم تعريف الجمهور بالخط المغربي والذي ينقسم إلى خمسة أنواع، ويحظى باهتمام بالغ في المملكة، فقد خصصت له جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي، والتي وصلت إلى دورتها الـ 13 وأضفت إشعاعاً كبيراً على الخط المغربي، ومن الأدوات المستعملة لتشكيل الأسماء والعبارات للزوار، أقلام الخيزران، الأحبار التقليدية المصنوعة من الصوف المحروقة ومسحوق الشبة والحبر الصيني، مشيراً إلى أن الحرف المغربي يعد عنصراً تشكيلياً يدخل في اللوحات التشكيلية، وأصبح يسافر إلى العالم، من خلال مدن سلا وفاس والرباط ومراكش. فن التطريز يشمل فن التطريز في الغالب تطريز ملابس المرأة وتزيين مفروشات البيوت وديكور المنزل، ويتطلب عناية فائقة ومهارة عالية، وتشتهر عدد من مدن المغرب بنوع معين من التطريز، ففي الرباط تشتغل المرأة بالغرزة المسطحة، في حين تبنت فاس ومكناس وسلا غرزة تشبه الغرزة المتقاطعة، كما أتقنت المرأة المغربية أيضاً أشكالاً عصرية من التطريز واستخدمته في تزيين الأقمشة والملابس وجهاز العروس. وقالت سميرة لملاكة من «مؤسسة تعاونية التيسير بحي العكاري بالرباط» والمشاركة بالفعالية، إن حرفة التطريز التقليدية في المغرب تحظى بأهمية قصوى خاصة في المدن العريقة، وبمجرد أن تولد الفتاة تبدأ والدتها بتطريز أثاث عرسها، ورغم أن ذلك بدأ في الاندثار إلى أن بعض العوائل لا تزال تحافظ على هذا الموروث. دقة ومهارة وعن الحلي التي صاغتها يد الصانع المغربي في جميع مدن المملكة، قال الحبالي محمد من تعاونية «موكادور للمجوهرات لفن الدق الصويري»، إن مدينة الصويرة والتي كان يطلق عليها سابقاً «موكادور» تشتهر بصياغة ودقة وإتقان نقش الحلي، موضحاً أن هذه الصنعة متوارثة عن الأجداد، وتعكس مزيجاً من الثقافات والحضارات التي مرت على المدينة، لافتاً إلى أن أغلب الحلي المعروضة من الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة، وتصنف الحلي في المغرب إلى حلي حضرية تعتمد على الذهب والأحجار الكريمة، وحلي قروية تصنع من الفضة، وللرجال زينتهم الخاصة التي تنحصر في الخواتم والسبح والخناجر والسيوف وأوعية البارود. زيارة لوفد من ديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة قام وفد من ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة بزيارة لفعالية «المغرب في أبوظبي»، في إطار تعزيز العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات بالمملكة المغربية في جميع المجالات. ترأس الوفد خلال الزيارة سلطان خلفان الرميثي وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وضم عددا من موظفي الديوان. وأشاد الرميثي في ختام الزيارة بالتنظيم المتميز للفعالية، وأنشطتها المتنوعة التي تعبر عن أصالة التراث المغربي وغنى الثقافة المغربية. زيت الأركان الطبيعي تجلس الحاجة فاطمة الزغموتي خلف الرحى، وتطحن حبات الأركان الصغيرة المحمصة لاستخراج زيت الأركان الطبيعي الذي لا يوجد له مثيل، حيث تنمو شجرته المعمرة بمنطقة سوس جنوب المغرب، وعن ذلك قالت الزغموتي المسؤولة عن جمعية المرأة للصناعة التقليدية، وهي جمعية غير ربحية مقرها أغادير، إنها تعمل على طحن اللوز المحمص مع زيت أركان وتخلطه بالعسل لتقدم للزوار خلطة صحية معروفة باسم «أملوا»، وهي مادة متجانسة صحية غنية بالفيتامينات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©