الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشبةٌ تحاورُ الرملَ

2 مارس 2011 18:39
أغلقْ نوافذَ ما يغريك يا وجعُ ما زالَ في جرحِنا للحبِّ متسعُ إنَّا كَبُرنا على أسفارِنا فمتى يا أرضُ نطرحُ منفانا ونَضْطجعُ ما زال يحلمُ بالإنسانِ شاطُئنا كأنَّ بيضَ الأماني فوقَهُ بَجَعُ ولو تُقطِّعُنا أمواجُ لوعتِنا بالصخرِ لابتكرتْ أحلامَنا القِطَعُ بُح لي بما شئتَ يا إنسانُ إن لنا جرحاً يشاركُنا النجوى ويَستمِعُ وافتحْ لهذا المدى سَطراً وقافيةً ليَدخُلَ الناسُ في المعنَى ويجتمِعُوا مَا أوسعَ الأرضَ في نِسْيانِها فمتى قلوبُنا نحنُ تنسانا وتَتّسِعُ ثقافةُ الرَّمْلِ تَمْحو مَا يُجاورُها ورَمْلُنا في أقاصي روحِنا يَقَعُ أرى الحقيقة وجهاً لا تُحِيطُ بهِ إلا المرايا التي بالحبِّ تلتمِعُ هوَ التسامحُ نَهْر اللهِ في دمِنا كلُّ الذين ارتوا من نورِهِ سَطَعوا بهِ يحاورُ هذا الرّملُ عشبتِهُ فينا ويَذبُلُ في إنسانِنا الطَّمَع * تقلد الشاعر عبدالعزيز ناصر الزراعي من اليمن ببردة الإمارة وحصل على خاتمها، بفوزه في مسابقة “أمير الشعراء” التي اختتمت الأسبوع الماضي. قال عضو لجنة التحكيم الدكتور صلاح فضل عن مدخل القصيدة إنه شعري وجميل، وإن الشاعر يعدد عناصر الطبيعة في لحظة شعرية رائقة، ويعرف كيف يثير المواجع، ويبني الأبيات. وأكد الدكتور علي بن تميم بأن عبدالعزيز في مجمل قصائده التي قدمها خلال الموسم يتحيز للكلاسيكيين الجدد أمثال الجواهري وإيليا أبو ماضي والبردوني، فيأخذ منهم الأناقة الشعرية، والحرص على الصنعة، وهذا واضح في مجمل ما قدم الزراعي من قصائد، أما في قصيدة “عشبة تحاور الرمل” فهناك حضور خفي لقصيدة إيليا أبو ماضي “التينة الحمقاء”. وقال د. عبدالملك مرتاض: العنوان من صميم الموضوع، وهو على الرغم من مباشرته إلا أنه جميل، إذ أجريتَ حواراً بين عشبة ورملها النابتة فيه، فنشأ عن ذلك أنه إذا الجمادات تتحاور، فما القول في الإنسان الذي عليه أن يتحاب ويتعايش ويتحاور من أجل الخير، وقد تقيدتَ في نسج شعريتك بالبلاغة الشعرية التقليدية، مثل “خطاب، مناداة، وأفعال التعجب”، وكأنك اتبعت نسقاً توجيهياً بحكم اصطناعك جملة من أفعال الأمر، وهي سيرة أسقطتك في المباشرة لولا أنك بعد ذلك أفلت منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©