المدن الفلسطينية بريشة المستشرقين بمعرض ندوة الثقافة والعلوم في دبي

يقام حاليا في ندوة الثقافة والعلوم بدبي معرض فني يضم عشرات الصور التي رسمها فنانون مستشرقون قدموا من أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى فلسطين ورسموا عددا لا يستهان به من المدن والقرى الفلسطينية بما في ذلك بعض أوجه الحياة اليومية لسكان البلاد الأصليين. ويأتي هذا المعرض الذي يستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري ضمن احتفال الندوة بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 . وكان الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط جمع تلك اللوحات من مدن أوروربية عدة مثل برلين ولندن في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات وضمها في كتاب فريد من نوعه على اعتباره وثيقة تاريخية تسجل بعيون فنانين حياة الناس في فلسطين وتؤكد عروبتها قبل أن تعصف بها هواجس الحركة الصهيونية العالمية. يشار إلى أن احتفالية الندوة شهدت كذلك عرض فيلم «السيرة والمسيرة» للمخرج بلال إسماعيل شموط، وتناول فيلم «السيرة والمسيرة» سيرة الفنانين الراحل إسماعيل شموط، وزوجته تمام الأكحل الشخصية والوطنية، حيث امتزج العام بالخاص والخاص بالعام مشكلا في النهاية مسيرة واحدة هي مسيرة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، بحيث يأخذنا في رحلة تستعرض محنة الشعب الفلسطيني منذ قيام الدولة العبرية عام 1948، و يرينا هذه المحنة بعيون الراحل إسماعيل شموط وأرملته تمام الأكحل اللذين عاصراها. كما يروي الفيلم حكاية 11 جدارية رسمت بريشة الفنان الراحل، تؤرخ وتؤرشف وتحكي سيرة شعب مقاوم، وتعبر اسماؤها عن عناوين فصول لكتاب تنبض فقراته مقاومة، ألما، صبرا واصرارا على مواصلة الحياة والبقاء والحلم والاستمرار، الربيع الذي كان، الاقتلاع من اللد والرملة، العطش على طريق البيئة، فلسطينيون لاجئون، بين الكابوس والحلم، من أجل البقاء، إرادة الحياة أقوى، عرس المقاومة، تحية الشهداء، نار الانتفاضة وأحلام الغد. ولم تقل الجداريات الثماني لتمام الأكحل روعة وبهاء ومأساوية وإرادة عن لوحات زوجها الراحل فهي الأخرى أطلقت أسماء على جدارياتها ذات مضامين ومعان مثل ؛ يافا عروس البحر، ميناء الخير، الحلف الإجرامي، الاقتلاع من يافا، كالصخر صامدون، الشرخ، لا تتركوا الحصان وحيدا والتحدي.