الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا وتركيا تعلقان آمالاً عريضة على خط أنابيب نابوكو

أوروبا وتركيا تعلقان آمالاً عريضة على خط أنابيب نابوكو
9 مايو 2008 23:00
باتت تركيا مرشحة لأن تصبح لاعباً رئيسياً في المعركة الجيوسياسية الدائرة في قلب أوروبا والخاصة بإنشاء خط عملاق للأنابيب بقيمة 8 مليارات دولار والذي يهدف الى تقليل اعتماد القارة العجوز على الغاز الطبيعي الروسي· فتركيا تحاول الاستفادة بأقصى ما يمكن من موقعها الاستراتيجي الذي يربط ما بين أوروبا وآسيا الوسطى بأن تصبح جزءاً هاماً من خطة الطاقة الأوروبية، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف الى انضمامها للاتحاد الأوروبي في حال نجحت تكتيكاتها التفاوضية الأخرى في إقناع سائر الدول الأوروبية· أما أوروبا فهي ترغب من جانبها في أن تصبح تركيا ممراً لعبور خط أنابيب نابوكو الذي سيمتد بطول 3300 كيلومتر أو ما يقارب 2100 ميل من منطقة بحر قزوين وحتى ألمانيا· وترغب تركيا أيضاً في الحصول على المزيد من السيطرة بأن تصبح محورا إقليميا للطاقة يعمل على تجميع الغاز من الشرق قبل أن تشتري كميات منه بأسعار أقل من السوق ثم ترسل الباقي الى أوروبا مقابل رسوم مختلفة الى كل دولة· ويقول بريندان ديفلين مساعد جوزياس فان أرتستين مفاوض الاتحاد الأوروبي في مشروع نابوكو ''إن نابوكو أصبح مشروعاً يوضح مدى رغبة تركيا في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي· وبدخولها في هذا المشروع فإن تركيا تود إظهار مدى ما تتمتع به من أهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي''· والى ذلك فإن مشروع نابوكو ينطوي على شركات للطاقة من تركيا ومن خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وهي النمسا وبلغاريا ورومانيا والمجر وألمانيا· ومنذ أن كان مجرد فكرة في عام 2002 فإن هذا المشروع الذي يتخذ من فيينا مقراً رئيسياً له ظل يحظى بقدر كبير من الدعم والتركيز السياسي كأداة فعالة فيما يختص بأمن الطاقة الأوروبي· ويذكر أن جاز بروم عملاقة الطاقة الروسية الحكومية تحتكر خطاً آخر لأنابيب الغاز يمتد من روسيا الى آسيا الوسطى ثم الى أوروبا· كما أن روسيا تسهم بحوالى ربع الاستهلاك الأوروبي من الغاز وبأكثر من 40 في المائة من واردات الغاز الأوروبية· ومع ارتفاع الطلب الأوروبي بنسبة 3 في المائة في كل عام فإن الاتحاد الأوروبي بات من المقدر له أن يستهلك 620 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2020 على أن يستورد منها 500 مليار متر مكعب، كما تشير الأرقام· لذا فقد أصبح خط أنابيب نابوكو يحظى بدعم سياسي كبير من الاتحاد الأوروبي ومن الولايات المتحدة الأميركية كبديل لغاز شركة جاز بروم· وفي هذه الأثناء فقد عمدت شركة جاز بروم بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية النفطية في التخطيط لبناء خط أنابيب جديد أطلقت عليه اسم ''ساوث ستريم'' لكي ينافس خط أنابيب نابوكو· ولقد اعتلى خط أنابيب نابوكو قمة أجندة الاتحاد الأوروبي منذ يناير من عام 2006 بعد أن أقدمت روسيا على قطع إمدادات الغاز الى أوكرانيا بسبب نزاع على الأسعار مما أدى الى وقف التدفقات الى أوروبا· وعلى الرغم من أن السعة السنوية لغاز خط أنابيب نابوكو لا تزيد على 31 مليار متر مكعــــب ولا تشــكل بــذلك ســوى 5 في المائة من احتياجات الغاز الأوروبية في عام 2020 إلا أنه يوفر قدراً كبيراً من التنافسية ربما تساعد على خفض الأسعار· إذ يقول أندرياس بيبالجز مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي ''إن خط أنابيب نابوكو أصبح ضرورة اقتصادية وسياسية ملحة لجميع الأطراف''· ولكن رغبة تركيا في اكتساب المزيد من السيطرة على خط أنابيب نابوكو عبر الحصول على المزيد من الإيرادات بدأت تتناقض بشدة مع مقترحات الاتحاد الأوروبي التي تطالب بعدم حصول تركيا مثلها مثل بلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا سوى على رسوم العبور المرتبطة بالتكاليف وليس على الغاز المســتهلك محلياً بأسعار أقل من أسعار السوق· والى أن تنتهي المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن خط أنابيب نابوكو في الصيف المقبل كما هو متوقع فسوف يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ القرارات المناسبة بشأن عقود الغاز المستقبلية، وحتى في حال التمكن من حل هذه الخلافات فإن مستقبل خط أنابيب نابوكو ما زال يكتنفه الغموض إذ إن عملية الشروع في الإنشاءات التي كان من المقرر لها أن تبدأ في هذا العام تم تعليقها حتى عام 2010 بسبب مشاكل تتعلق بمصادر الغاز نفسه، علماً بأن أذربيجان وتركمانستان تعهدتا بتصدير 18 مليار متر مكعب، أي 58 في المائة من سعة خط الأنابيب، بينما ما زالت هنالك مشاكل تتعلق بدول مصدرة محتملة أخرى مثل روسيا وإيران· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©