السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرواية الرومانسية

27 فبراير 2015 22:00
ترحيباً حاراً لقيته الرواية الرومانسية قبل أيام، إثر إعلان جمعية الروائيين الرومانسيين البريطانية عن أسماء المرشحين للقائمة القصيرة للجائزة لسنة 2015. الاحتفاء بالرواية الرومانسية، سواء في بريطانيا أو فرنسا أو الغرب عموما ليس غريباً على هذه الرواية المشحونة بالعاطفة وبالهم الاجتماعي التاريخي في آن، لكنه أتى أكثر حرارة هذه المرة مع تصدر ثلاثة أسماء رجالية (حقيقية) قائمة المرشحين الستة للمرة الأولى، التي لم يرشح لها طوال 55 عاما سوى ثلاثة من الروائيين الذكور كلهم كتبوا مستترين بأسماء نسائية مستعارة، وكأنها فضيحة! بينما من حق أحفاد جين أوستين أن يعلنوا صراحة نبذهم لنسق الاستفحال، وتبنيهم عام 2015 نسقا إنسانيا، وهذا ما تفعله الرواية الرومانسية في الأساس. وهو كذلك ما يقوله «هوغو» في «أحدب نوتردام» و«البؤساء» وما يقوله «تولستوي» في «آنا كارنينا» وما يضيفه كتاب إنسانيون عالميون منهم «ماركيز» في «الحب في زمن الكوليرا» وأديبنا العربي نجيب محفوظ في «عصر الحب» مثلا. وقياساً عليه نهنئ هؤلاء الرجال بعدما أعلن عن روايات «الإيطالي الطيب» وهي عمل تاريخي رومانسي لـ«ستيفن برك»، و«بايت الحب» لـ«ديفيد اتكنسون» وهي رواية كوميدية رومانسية، ورواية «أفضل ما لم يحدث لي» لـ«جيمي رايس ولورا تيت»، وهي كوميدية رومانسية، لكن في سنة 1978 فازت الروائية الرومانسية «مادلين برنت» بالجائزة عن رواية «احتجاز مارلين»، وكانت في رحلة إلى المكسيك أثناء توزيع الجوائز فتسلم الناشر جائزتها. وازداد الموقف غموضاً، عندما زعمت في نبذة عن حياتها أنها نشرت في صحف ومجلات وكتبت للسينما، وأن هذه الرواية استلهمتها من قصص أحد أقربائها القدامى الذين عملوا في التبت. ولم يستطع أي من قرائها التعرف عليها عن كثب إلى أن تبين بعد سنوات أنها لم تكن سوى الكاتب المعروف «بيتر أو دونيل» مؤلف رواية الجاسوسية «مودستي بليز» التي تحولت إلى فيلم. قصص بيتر أونيل ومارلين وجائزة الرواية الرومانسية لسنة 2015 تعيدنا إلى المربع الأول، مربعنا ومربعهم.. هل يكتب الرجل ما يفترض أن تكتبه المرأة، وهل تكتب المرأة ما يفترض أن يكتبه الرجل؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©