الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صرح زايد.. هنا يتوقف التاريخ

19 مارس 2018 22:53
استدعاء صورة المجد في الأذهان تغمر القلب بمشاعر الفخر والاعتزاز، فالأرض التي زينها زايد بحدائقها ونوافيرها ومعمارها ورجالها ونسائها هي الحلم الذي بشرنا به، وعلى امتداد الأيام والسنين تدلت من نافذة الذكريات مصابيح الأب المربي الذي أيقظ في الصحراء رمالها لتصاحب مسيرة نمت ونضجت وتوهجت في سبع إمارات يتضاعف خيرها، وفي عام زايد يحيط بنا الإجلال من كل الزوايا مع الكشف عن صرح زايد المؤسس على كورنيش أبوظبي تخليداً لسيرة حاكم عظيم، وقائد ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهذا الصرح هو المروج الناضرة في لوحة الذكرى التي تزداد شموخاً كلما ذكرت سيرة القائد، فكيف ستكون الحياة لولا هذا الرخاء الذي أرخاه زايد على أرض الإمارات؟ فالعطاء الذي بذله للشعوب جميعاً كان عن رضا وسعي نحو إسعاد الإنسانية، وصرح زايد هو ما هتف به الشعراء في قصائدهم، وما تشعر به أعماقهم من حنين إلى من أهدى المعرفة ونادى بالعلم، وقاد الوطن إلى المجد بالعمل والجد والبحث عن شكل متجدد للوطن لكي يسير في خط متوازن بين القيم التي رسخها الأجداد، والحداثة التي تزدهي بالجمال والعمران والبناء والإنجازات والغوص في تجارب الإبداع والابتكار، والصعود إلى القمة والحفاظ عليها وحماية مقدراتها بالبذل والعطاء. صرح زايد هو منارة الشعب لأبناء الوطن لكي يطمح الأبناء دائماً للعلياء، وأن يستلهم الجيل من التجربة رحيقها لكي ينعم دائماً بحياة متجددة تحت ظلال المدن التي عمرتها يد القائد المؤسس في سنوات الزهو التي تتواصل بحكمة قادة الدولة الكرام، صرح زايد هو الركيزة التي عندها يتوقف التاريخ، ويقرأ من خلاله الناس ما دار في الزمن الفائت الذي أثمر على أرض الإمارات أشجار النخيل، وهي تصاحب الإنسان في رحلته أثناء البناء والتشييد، فهنا عند الصرح الكبير يلمس الزوار الأثر العظيم للقائد المؤسس الذي غرس بذور التنمية في حياة الأمم والشعوب، صرح زايد هو موعد التحية في الصباحات والمساءات المعطرة بالذكرى الغنية، بالغرس الطيب المشبع بالمحبة العظمى للضياء يغمر أرض الإمارات. صرح زايد ميراث العراقة في الأخلاق والقيم والحروف التي لا تغيب كلما سمعناها في خطاباته وكلماته التي تفيض إيماناً بعظمة الخالق والشكر له على ما أعطى من النعم، فقد أكمل المسيرة، بتأكيده أن تقاليد الدولة جزء لا يتجزأ من ميراث الآباء والأجداد، فاتسعت في عين الوطن كل ذرة رمل ترتفع للمجد. صرح زايد هو نبع الخير الذي يرسخ لكل معاني العطاء، وكل تلال الجمال التي لاحت في سماء الوطن، وهو المزار الذي يزار في بلد الأمن والأمان، هو الصرح في قلب كل إماراتي يعرف مآثر زايد الإنسان الذي عاش لغيره فأحبه الناس في تواضع وإثار، فأحبوه بالحكمة؛ لأنه وهبهم المجد. صرح زايد قصة تحكي للأجيال للسير على نهج الأب المؤسس الذي يزداد شموخاً ورفعة على مر الأيام والسنين. محمد عمر الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©