كيف استولت المعارضة على بيروت؟

سيطر مقاتلو ''حزب الله'' و''أمل'' على شوارع بيروت الغربية بالكامل أمس خلال أقل من 5 ساعات من الاشتباكات مع عناصر تيار ''المستقبل'' و''الأكثرية''· جاء هذا التطور الدرامي في الأحداث بعد ساعات من خطاب زعيم الأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله· ميدانياً على الأرض لم يكن الأمر مستغرباً في ظل الفارق الكمي والنوعي بين سلاح ''المقاومة'' وسلاح ''الأكثرية''، وانتهت المعارك بسرعة بانتصار مسلحي ''حزب الله'' على أنصار الأكثرية الذين اختفوا أو استسلموا· وكان مركز عمليات مسلحي ''المعارضة'' هي الشوارع التي تتواجد بها مكاتب تيار ''المستقبل''، واحتلالها ثم تسليمها إلى الجيش اللبناني مع اغلاق المرفأ· وكانت منطقة الطريق الجديدة آخر المناطق المستسلمة بعض مفاوضات دامت نحو 4 ساعات· وذكر مصادر المعارضة لـ''الاتحاد'' أنه ''تم ابلاغ قادة تيار المستقبل بضرورة سحب جميع المسلحين الذين استقدمهم التيار من الشمال ويقدر عددهم بحوالي 800 مسلح واقفال مكاتب التيار'' وأكدت المصادر أن ''خروج المسلحين واقفال مكاتب المستقبل في طريق الجديدة جنبها معركة كسر عظم لا يمكن تصور نتائجها''· وأشارت المصادر إلى أن ''قيادات فلسطينية في مخيم صبرا المجاور لطريق الجديدة حذرت تيار المستقبل من خطورة فتح المعركة على تخوم مخيمهم''· وعقب انسحاب عناصر ''الأكثرية''، انتشرت قوة عسكرية للجيش اللبناني تدخل الطريق الجديدة، واعادت فتح جميع الطرقات التي كانت قد اغلقت في وقت سابق· وفي منطقة رأس النبع، أخلى عناصر ''المستقبل'' جميع مكاتبهم· وذكر محمد سوديان أحد سكان الحي ''ليلاً فرغت كل مكاتب تيار المستقبل وبقى مسلحو حزب الله وأمل على طرف الشارع رغم ذلك فالحركة معدومة تماماً والناس مازالت تختبئ في الطوابق السفلى''· وقالت امراة تركت منطقة رأس النبع ''كانت ليلة مرعبة لم نستطع حتى التجول في البيت امضينا الليل في الممر''· وفي شارع الحمرا، انتشر مسلحو ''حزب الله'' واستولوا ايضاً على مكتب تيار ''المستقبل'' وفي فردان، نصب المسلحون حواجز واخذوا يدققون في هوية سائقي السيارات القليلة التي تحاول العبور· وبالتوازي انتشر عشرات المسلحين من ''المعارضة'' على مقربة من تمثال رفيق الحريري في حي عين المريسة، كما تواجد اعداد ضخمة من المسلحين في قريطم· وبعد بدء الاشتباكات، سارع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى تسليم مقار حزبه إلى الجيش اللبناني خاصة في وطي المصيطبة وكليمنصو· وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر في ''الأكثرية'' أن مسلحي ''المعارضة'' فرضوا حصاراً حول السرايا الحكومي ومنزل وزير الداخلية حسن السبع ومنزل النائب عمار حوري· وقرب الساعة الثانية بتوقيت بيروت (الثالثة بتوقيت الإمارات)، كانت المعارضة قد اكملت السيطرة، وسارت مواكب المسلحين في الشوارع تطلق النار في الهواء ابتهاجاً بما اعتبروه ''انجازا عسكريا'' في العاصمة اللبنانية· وفي حرب الطرقات، اعاد الجيش اللبناني فتح الطرق التي كان يقطعها عناصر ''الأكثرية'' في بيروت بينما ظل انصار المعارضة يغلقون طريق المطار· واعاد الجيش فتح الطريق الدولية التي تربط شمال لبنان بالحدود مع سوريا، والطريق الذي يربط بيروت بجنوب لبنان، كما فتح الطرق المغلقة في البقاع· وذكر مسؤول في ''الأكثرية'' أن الجيش لم يقترب ولو من بعيد إلى الطرق التي يقطعها انصار ''المعارضة''· وفي الشمال، أقدم أهالي طرابلس من انصار ''المستقبل'' على قطع طريق المنية عكار عند مدخل بلدة بحنين بالإطارات المشتعلة، كما قطعوا اوتوستراد الملولة باب التبانة بالإطارات المشتعلة· اغتيال الحريري والصعود إلى الهاوية بيروت (ا ف ب)- في ما يلي أبرز الأحداث التي جرت في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير2005 2005 : - 14 فبراير: اغتيال رفيق الحريري في عملية تفجير ضخمة في بيروت أسفرت عن مقتل 22 شخصا وسقوط جرحى بينهم النائب والوزير السابق باسل فليحان الذي توفي فيما بعد· والمعارضة اللبنانية تحمل ''السلطتين اللبنانية والسورية مسؤولية الجريمة'' وتطالب بانسحاب القوات السورية من لبنان، وتطالب بتحقيق دولي· - 17 فبراير: آلاف الاشخاص يعتصمون يوميا مرددين شعارات مناهضة لسوريا· - 28 فبراير: عمر كرامي يعلن استقالة حكومته· - 8 مارس: مئات الآلاف من الاشخاص يتظاهرون تأييدا لسوريا بدعوة من حزب الله وحركة أمل· - 14 مارس: نحو مليون شخص يتظاهرون ضد ''الوصاية السورية''· - 26 ابريل: انسحاب آخر الجنود السوريين يضع حدا لثلاثين عاما من الوجود العسكري السوري في لبنان· - 29 مايو الى 19 يونيو: تنظيم انتخابات تشريعية افضت الى فوز المعارضة المناهضة لسوريا بالغالبية النيابية· - 19 يوليو: فؤاد السنيورة، احد المقربين الى رفيق الحريري، يعلن تشكيلة حكومته التي تضم وزراء من ''حزب الله''· - 20 اكتوبر: لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري برئاسة القاضي ديتليف ميليس تفيد عن ''أدلة متقاطعة'' على تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري· - 12 ديسمبر: اغتيال الصحفي والنائب المناهض لسوريا جبران تويني · 2006 : - 23 يناير: البلجيكي سيرج براميرتس يخلف ديتليف ميليس على رأس لجنة التحقيق الدولية· - 15 يونيو الى 14 اغسطس: العدوان الإسرائيلي على لبنان ومقتل حوالى 1400 شخص· -11 اغسطس: صدر القرار الدولي 1701 الذي دعا الى وقف المعارك ونص على نشر قوة دولية معززة· - 1 اكتوبر: اسرائيل تسحب قواتها من جنوب لبنان (باستثناء قرية الغجر)· - 11 نوفمبر: فشل المشاورات لتشيكل حكومة وحدة وطنية واستقالة الوزراء الشيعة الخمسة تلاهم وزير مسيحي من المعارضة بعد يومين· - 21 نوفمبر: اغتيال الوزير والنائب المعارض لسوريا بيار الجميل بالرصاص· - 1 ديسمبر: المعارضة تبدأ اعتصاما في وسط بيروت· 2007 : 23 الى 25 يناير 2007: صدامات بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها توقع سبعة قتلى· وحكومة السنيورة تتلقى دعما ماليا قدره 7,6 مليار دولار· - 20 مايو: معارك بين الجيش ومقاتلي فتح الاسلام في مخيم نهر البارد، وفي مطلع سبتمبر سيطر الجيش على المخيم بعد سقوط اكثر من 400 قتيل· - 10 يونيو: إقرار انشاء المحكمة الدولية بموجب قرار من الامم المتحدة· - 13 يونيو: اغتيال النائب في الغالبية المناهضة لسوريا وليد عيدو في تفجير أودى بتسعة اشخاص آخرين· - 19 سبتمبر: اغتيال النائب في الغالبية المعارضة لسوريا انطوان غانم في عملية تفجير· - 23 نوفمبر: انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود والغالبية والمعارضة تفشلان في انتخاب خلف له· 2008 : - 27 يناير: صدامات بين الجيش ومتظاهرين في بيروت توقع سبعة قتلى بينهم خمسة من المعارضة· - 12 فبراير: اغتيال القيادي العسكري الرفيع في حزب الله عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة في دمشق· واتهام اسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال· - 22 ابريل: تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان للمرة الثامنة عشرة· - 7 مايو: اشتباكات بين مسلحي الاكثرية المناهضة لسوريا والمعارضة في عدة احياء في بيروت، انطلقت شرارتها اثر اضراب عام على خلفية مطالب عمالية· - 8 مايو: امين عام حزب الله وزعيم المعارضة في لبنان السيد حسن نصر الله يصف قرارات الحكومة الاخيرة بحق شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله بأنها ''إعلان حرب''· اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة في كافة انحاء بيروت، اسفرت عن مقتل 11 شخصا على الاقل -9 مايو: سيطرة قوى المعارضة على معظم أحياء بيروت الغربية·