الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن يعروف المنصوري يتجاوز بحار الشعر نحو فرسان زمان وعلاج الحجامة

ابن يعروف المنصوري يتجاوز بحار الشعر نحو فرسان زمان وعلاج الحجامة
22 يونيو 2009 01:43
منذ مطلع التسعينات جنّد نفسه لخدمة البلاد وتاريخها التليد، فانضم إلى «نادي تراث الإمارات» ليضع معلوماته وخبراته أمام الجيل اليافع بهدف المساهمة في تعريفهم بتراث الأجداد وتعزيز انتمائهم الوطني. هو الشاعر الكبير محمد بن يعروف المنصوري، جاب بقصائده التي تغنت بحب الإمارات وتراثها وأهلها دول الوطن العربي في الخليج وسورية وليبيا، إذ شارك العام الماضي خلال احتفالية «دمشق العاصمة الثقافية» بقصائد وطنية وتراثية ألقاها في: الجنوب السوري «بصرى الشام» وفي دمشق «قصر العظم» وفي حلب «القلعة». ولد ابن يعروف ونشأ في بيئة تحافظ على العادات والتقاليد، وتستلهم من كفاح الأجداد وثباتهم وصبرهم قيّمها وقوامها.. وهاهو يشارك في (ملتقى السمالية الصيفي 2009) كاستشاري تراثي في فعالية «العادات والتقاليد» أسوة بمشاركاته في معظم مهرجانات وملتقيات النادي. عادات وتقاليد يلقي ابن يعروف شروحا تفصيلية لطلاب الملتقى خلال فعالية «العادات والتقاليد» في أنشطة «البيئة البرية» تتصل بالسلوكيات الحميدة وآداب المجالس، ويبصرهم بقيم الأجداد العربية الأصيلة، كاحترام الجار، وإكرام الضيف، وتقدير الكبير، والعطف على الصغير، وغيرها من الأخلاق النبيلة، يقول بن يعروف: «لكل شعب تراث يفتخر به ويعتز بأجداده الذين صنعوه، ويحرص على المحافظة عليه، فأمة بلا تراث كشجرة بلا جذور، لذا تحرص دولتنا على التشبث بتراثها وتاريخها وإعلاء شأنها بين الأمم عبر ماضيها وحاضرها ومستقبلها». ويضيف: «يتصدى «نادي تراث الإمارات» دوريا لإقامة مهرجانات وملتقيات من شأنها تعريف فتيان وفتيات الدولة من طلبة المدارس، بتاريخ وتراثيات الأجداد، ويتعلمون كل ما يتصل بحياة الأمس وأيام زمان، من خلال البيئتين البرية والبحرية، ولكل منهما تقاليد ووقائع وتفاصيل تختص بها». يعدل ابن يعروف من جلسته، ويتطرق إلى مجالس الكبار فيقول: «كانت مجالس الكبار بمثابة مدارس للصغار، لذا كان الآباء يحرصون على اصطحاب أبنائهم إلى المجلس ليتعلموا من الكبار الصفات الحسنة والسلوك القويم، عبر القصص والحكم والمواعظ التي تتردد على ألسنة الآباء والأجداد، والوقوف على ما يستفاد من هذه القصص والأحاديث». يقول بن يعروف: «لم يكن الماضي زمنا صعبا عانى به الأجداد شظف العيش! بل كان زمن النفوس الطيبة وبساطة المعيشة، وكان الخير موجودا، فكل منهم كان لديه ما يستطيع العيش به، وكانوا لشدة طيبهم وكرمهم يتقاسمون الطعام سويا، ومن لديه أكثر؛ يكثر في العطاء عن طيب خاطر لئلا يكون هناك أحد محتاج». البيئة البرية أبرز ما يشير إليه ابن يعروف عن البيئة البرية، أن ابن البادية «الفارس» كان سابقا أشبه برجل الأمن حاليا، حيث لم يكن هناك شرطة أو جيش يحمي المنطقة أو المضارب، فكان الفارس كما عنصر الشرطة أو القوات المسلحة في وقتنا الحالي، حيث يتمتع بالشجاعة والقوة والذكاء والخبرة، وكذلك المقدرة على الحماية والذود عن البلد». يضيف: «الفارس في زمن الآباء والأجداد كان متدربا على ركوب الخيل والهجن، واستخدام السلاح الأبيض، لأن الفرسان بطبعهم أقوياء أشداء، وكان الحضر قديما يرسلون أولادهم الى البادية ليتعلموا القوة والخشونة والثبات والصبر والتحمل». ويشير إلى «الصقور» لدى الأجداد، وكيف أنه خلال سنوات عمله كاستشاري تراثي، كان يخبر الفتيان بعالم الصقور، كأنواعها وطريقة مقيضها ووسائل صيدها، بهدف الحفاظ على التراث، كونها رياضة متوارثة عن الآباء والأجداد، وهي تجربة لصقل صفاتهم وشجاعتهم ومدى تحملهم وصبرهم خلال رحلات القنص.. وكيفية علاج الأجداد لصقورهم، بل كيف كانوا يعالجون أمراضهم ببعض الأعشاب مثل (الحلتيت والسنامكي والصبر والمر)، وكيف كان حليب الإبل بمثابة دواء يخفف من أعراض معظم الأمراض التي يتم علاجها في آخر المطاف بالكي والحجامة». الأمهات والجدات كانت جداتنا في البادية تمتلك ذات الصفات التي يمتلكها أجدادنا من الشهامة والقوة والصبر والعطاء، يشير بن يعروف إلى ذلك ويقول: «أوضح عادة للطلبة المشاركين في الفعاليات التي أشرف عليها، بأن المرأة قديما كانت تتحمل كافة المسؤوليات التي تقع على عاتقها كأم وزوجة وأخت وابنة، وكانت تساهم في تسيير شؤون بيتها معنويا وماديا، من خلال سهرها على تربية الأبناء، ومن خلال المهن والأعمال اليدوية التي كانت تجيد صنعها وتبيعها وتسترزق أسوة بالرجال الذين يعملون في تربية ورعي الإبل والأغنام وغير ذلك من مهن البيئة البرية». ولا يفوت بن يعروف أن يثني على أخلاقيات أبناء الوطن من الطلبة المشاركين في الملتقى، إذ يقول منوها: «أثق كليا بأن «من شب على شيء شاب عليه»، وأن السواد الأعظم من الفتيان الذين ندربهم، يعرفون تلك الأخلاقيات والتقاليد ويحفظونها ويمارسونها، لكن من شأن دورات الملتقى وفعالياته تكريس تلك الأخلاقيات بدواخلهم وتعزيزها في قلوبهم وضمائرهم، وبذا فإن زيادة الخير، خير».
المصدر: السمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©