الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق العقارات في الصين تقف عند «حافة الهاوية»

سوق العقارات في الصين تقف عند «حافة الهاوية»
12 ابريل 2010 21:33
يقول تشين شيونج، وهو يقف وسط ضوضاء معرض للعقارات في الصين، إنه يشعر كما لو كان يشاهد رجلاً ينوي الانتحار بإلقاء نفسه من فوق سطح أحد المباني متجاهلاً مناشدات المارة بالتراجع. لكنّ كثيرين من نحو 142 ألف مشتر محتمل وزائر فضولي تزاحموا في أحدث معرض لمبيعات المنازل في الصين في بداية الأسبوع الحالي لم يلتفتوا إلى تحذيرات تشين بالانفجار الوشيك لفقاعة الأسعار. ويقول كثيرون إن أسعار المنازل في العاصمة الصينية وغيرها من المدن ستواصل الارتفاع بالتأكيد ربما بعد تراجع وجيز دون الالتفات لجهود الحكومة لتهدئة السوق. أما المحبطون، فيستبعدون أن تتراجع الأسعار التي هي بالفعل أبعد كثيراً عن متناول أيديهم. ويقول تشين وهو يومئ إلى الجمهور الملتف حول مجسمات لمبان معروضة في مركز التجارة العالمي في بكين “لا أحد ينصت إلى قادة الحكومة. تسود هذه العقلية التي تؤمن بأن هذه السوق لا يمكن أن تمنى بخسارة”. ويضيف تشين، وهو محلل استثمار لدى تشانج جيانج للأوراق المالية في العشرينات من عمره “الأمر يشبه رجل مقبل على الانتحار لن يستمع إلى أي شخص، مهما قلت له ببساطة يعزز ذلك اعتقاده بأنه على صواب وأن الباقين على خطأ”. وفي بداية الأسبوع، قال ليو مينج كانج رئيس اللجنة التنظيمية للبنوك في الصين إن على البنوك المحلية أن تبذل مزيداً من الجهد لكبح جماح الإقراض المحفوف بالمخاطر لشركات التنمية العقارية. وقال “رويال بنك أوف سكوتلند” في تقرير صدر أمس إن متوسط أسعار بيع العقارات من جانب سبع شركات كبرى للتنمية العقارية في البر الصيني ارتفع من 8069 يواناً (1182 دولاراً) للمتر المربع في نوفمبر من العام الماضي إلى 10810 يوانات (1350 دولاراً) في مارس. وحققت بعض مساحات الأراضي في وسط بكين أسعاراً قياسية واشترتها شركات حكومية لا علاقة لأنشطتها الأساسية بقطاع العقارات. لكن مقابل كل متردد في المعرض بدا أن هناك عشرات من المشترين المحتملين الذين يمكن أن يسوقوا أسباباً عديدة تعزز اعتقادهم بأن من المستبعد أن تشهد سوق العقارات في الصين تباطؤا أكثر لا سيما في المدن الكبرى. وبصورة عامة، يتشارك المتفائلون والمتشائمون والمترددون في المعرض في الاعتقاد بأن الحكومة الصينية تفتقر إما إلى الوسائل أو الرغبة في كبح نمو أسعار المنازل على نحو كبير. وبينما تحاول الصين تهدئة السوق فقد تصبح الافتراضات الواسعة عن عجز الحكومة مشكلة في حد ذاتها. وقال وانج جون المهندس الذي يحضر المعرض: “أعتقد أن الأسعار ستواصل الصعود. الحكومة بمقدورها التحرك إن أرادت. لكن هل تملك الشجاعة؟”، مضيفاً “القيام بذلك سيضر بكثير من المصالح من بينها الحكومات المحلية التي تحتاج إلى إيرادات الأراضي”. وأضاف أنه يكسب نحو 70 ألف يوان في العام، وهو ما يكفي لشراء نحو مترين مربعين من شقة جديدة في مكان ما بالقرب من وسط بكين. ويردف: “إذا ما واصلت الأسعار الارتفاع بهذه الوتيرة، فلن يكون بمقدور السكان العاديين تحمل شراء أي شيء وحتى الطبقة الوسطى ستتقلص، وهو ما يمكن أن يكون أمراً خطيراً”. وأفادت صحيفة “بكين يوث دايلي” أن مبيعات المعرض بلغت نحو 2,9 مليار يوان. وقالت الصحيفة إن هذا يمثل تراجعاً عن العام الماضي عندما أبلغ المنظمون عن مبيعات تصل إلى 3,2 مليار يوان، كما أن أعداد الزائرين أقل هذا العام. وأوضح تشين محلل الاستثمار والذي يقول إنه يداوم على حضور المعرض أن تراجع أعداد الزوار يرجع جزئياً إلى أن كثيراً من العقارات يجري الإعلان عنها وبيعها عبر “الإنترنت”. وقال إنه جاء إلى المعرض على أمل إقناع المستثمرين بالشراء بدلاً من ذلك في أسواق المال التي يقول إنها وسيلة مضمونة أكثر لجني الأرباح. وأضاف: “حذرتهم ودعوتهم بتحويل (استثماراتهم) لكنهم لا ينصتون لي. ستحل بهم التعاسة قريباً”.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©