الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جبال مسقط تعوق زحفها العمراني

جبال مسقط تعوق زحفها العمراني
22 يونيو 2009 01:46
تفخر مسقط بجبالها، فهي مدينة الجبال منذ تألقت عمان على حافة الخليج العربي، في أقصى بقعة شرقية من الوطن العربي الممتد غرباً حتى المغرب، وكانت لسكانها حصناً حينما يزحف إليها الغزاة من شرق الأرض ومغربها، وشكلت نقطة مهمة على الطريق الموصل بين بريطانيا العظمى ومستعمراتها القديمة الواصلة حتى شبه القارة الهندية. متنزهات جبلية تهدر هذه الجبال بالمياه في موسم الأمطار، وقبل عامين -تحديداً في الخامس من يونيو عام 2007 عرفت عمان أقوى تجربة أمطار في عصرها الحديث، وكانت جبال مسقط شاهدة على ما حل بالمدينة جراء السيول المندفعة من الأعالي صوب البيوت التي غرقت حتي وصلت المياه إلى سطوحها. لكنها الجبال الحارسة في الزمن القديم تبدّلت الحاجة إليها، فهناك قرى تحتاج إلى شارع مسفلت كي يصل السكان بين أماكن سكناهم وبقية المدينة، مثلاً كانت منطقة «الجصة» والمتنزه السياحي الجميل «قنتب» لا يمكن الوصول إليهما إلا عبر البحر، وفي الثمانينيات عرفت المنطقة شارعا اعتبر شقه أمراً عجيباً، وهو يصل إلى قمم الجبال الصخرية من أجل قرية للصيادين لا يزيد عدد منازلها عن عدة عشرات، لكن تلك العزيمة جعلت من هذه المنطقة أسطورة عجيبة، فبعد أن يشق المرء بسيارته تلك المسافات بين قمم الجبال الشامخة ثم يجد البحر من الجهة الأخرى ينتظره بشاطىء رملي ناعم وكأنه يعيش في رحلة محسوبة على حكايات ألف ليلة وليلة. كما قدمت تلك الطريق فرصة استثمار ذهبية تجلت في وجود مجموعة من الفنادق الواقعة بين الجبال وكأنها تحتاج إلى مستكشف ليصل إليها، وهي من الفنادق الراقية «5 نجوم» وأكثر بنجمة أو أقل بنجمة. رياح التغيير لم تعتمد مسقط في تمددها على البحر بسبب عوامل طبيعية تجعل من الزحف في الاتجاه الآخر أكثر جدوى وأقل تكلفة، إلا أن الموانع الطبيعية داخل مدن مسقط جعل من أمر إزالة هذه الموانع أمر لا مفر منه في الكثير من الأحيان، وتعمل بعض الشركات الكبرى على الزحف إلى الجبال المجاورة لها، فيما استفاد بعض رجال الأعمال من بعض الثغرات المساحية ليكملها بالجبال المجاورة شاقا الصخور في عملية صعبة، إلا أن الفوائد المتوقعة محسوبة بدقة، فتكلفة المعدات التي يمكن مشاهدة ضوئها وهي تعمل ليلاً ليست من أجل التسلية إنما لتحقيق فوائد تسعى الحكومة بسببها لتخفيف الزحام وخسائره على المكان والبشر، وتسعى الشركات إلى الحصول على أمتار أخرى تتوسع عليها، حيث لا خيار سوى فلق الصخر، ولو بالقوة. لذا من يمر بمسقط هذه الآونة يلاحظ مسقط التي تحتضنها مجموعة من الجبال التي تشكل أهم ملامحها، تعمل عشرات المعدات ليل نهار في رؤوس جبالها وسفوحها من أجل إفساح صخورها لشارع مسفلت ومضاء يعبر تلك الأمكنة فربما تتخلى المدينة عن الزحام الذي بدأت تعرفه بقوة منذ عدة سنوات. شق الطرق ومن أهم مشاريع الطرق التي نفذت واحتاجت إلى قطع مساحات كبيرة من الجبال طريق «قريات - صور»، الذي يربط بين الأولى الواقعة في محافظة مسقط والثانية التابعة للمنطقة الشرقية مختصراً المسافة بين الولايتين نحو 150 كم تقريباً بعد أن كان المسافر من قريات إلى صور يحتاج إلى قطع 80 كم ليصل الشارع الرئيسي في مسقط ثم أكثر من 350 كم ليصل إلى صور، ولم يكن يصل بين المدينتين سوى البحر. وتنفذ حالياً طرق أخرى من بينها طريق «بوشر العامرات» الذي يقرب المسافة بينهما إلى الربع تقريباً، وتعمل المعدات عليه منذ نحو ثلاث سنوات لقطع الجبال العملاق القاطع بينهما، وفيما كان على وشك الانتهاء منه إلا أن تجربة الإعصار جونو دفعت الحكومة إلى المضي في ازدواجيته بعد أن كان في مسارين فقط، حيث إنه يكون الشارع الاحتياطي في حالة تعطل الطريق الأساسي بين مدن مسقط وولاية قريات، ومن المقرر أن يفتتح الطريق نهاية العام المقبل، مع احتفالات عمان بذكرى عيدها الوطني الأربعين. كما ينفذ حالياً الطريق السريع بين مسقط ومنطقة الباطنة، وهذا يكون موازياً للشارع الرئيسي الحالي ويمتد في الجبال الواقعة خلف الأحياء السكنية في (القرم والخوير وبوشر) وتتفرع منه بعض الشوارع التي تخدم المدن المجاورة، وهو ما يعد أحد الطرق الاستراتيجية في مسقط. وفي أكثر من بقعة في محافظة مسقط يتم شق الجبال، وكان اللافت أن كل كيلومتر ينفذ من الطرق يحتاج إلى نحو 30 مليون درهم إماراتي، وهذا ما يعتبر التحدي الأكبر في مسيرة النهضة العمانية، حيث التضاريس الصعبة تفرض تكلفة عالية لمد الخدمات إلى القرى، خاصة تلك الواقعة خلف الجبال والتي تمتد في عمان إلى معظم مساحاتها المجاورة للبحر وصولاً إلى صحراء الربع الخالي، حيث تشكل سلاسل الحجر الغربي والشرقي فاصلاً عظيماً بين الصحراء والبحر ويمتد إلى مئات الكيلومترات من الصخور التي تسمح في بعض المساحات بوجود السهول والواحات التي تعتمد على المياه الجوفية والمعتمدة على مواسم هطول الأمطار على الجبال. وجبة شعبية ضمن قائمة المأكولات العالمية «السلتة» يتناولها السياح أكثر من اليمنيين مهيوب الكمالي صنعاء - تفور على النار كأنها فوهة بركان متصاعد يستعد لإلقاء حممه الحارقة، إذ تعد «السلتة» الوجبة الشعبية اليومية في اليمن، خاصة في صنعاء. يروى عن هذه الوجبة الشهية قصص عديدة، إذ يقال «إن اليمنيين في فترة الإمامة أكثروا من تناولها لأنه لا تكلف كثيرا وتتصف بالبساطة، وقيل بل: لحمايتهم من البرد كونها وجبة تؤكل ساخنة جداً. مهما اختلفت الأقاويل تظل حتى اليوم الوجبة الرئيسة للكثير من الناس في صنعاء وبعض المحافظات اليمنية الأخرى، فلا تخلو المائدة اليمنية منها مهما تنوعت أصناف الطعام. مكونات ومذاقات يتنوع مذاق «السلتة» بتنوع مواد تحضيرها، ومع ذلك يتقارب المذاق وإن اختلف بعض الشيء بسبب المكونات التي يعتمدها كل مطعم أو أسرة. يقول ماجد المهدي: «إن السلتة تتضمن وجبة غذائية مفيدة، فهي تتألف من اللحم المفروم الذي يطبخ مع البصل والطماطم والبطاطس والفلفل الأخضر الحار، يضاف إليها الحلبة والمرق والأرز». يضيف: «يطلق عليها أيضا اسم «الفحسة» لاحتواها على اللحم المفروم، فيما يرجع اختلاف جودة مكوناتها إلى عدد من الأسباب الرئيسة، أهمها اقتصادي، فتجد الطبقة الفقيرة تستخدم البصل والطماطم والبطاطس والفلفل الأخضر الحار والأرز مع بعض الحلبة فقط، مع الاستعانة بمكعبات مرق الدجاج الجاهزة لثمنها الرخيص ولأنها تعطي النكهة المطلوبة. أما أبناء الطبقة ذات الدخل المرتفع فيستخدمون اللحم المفروم بأنواعه إضافة إلى المواد الأساسية الأخرى، كذلك تختلف طريقة التجهيز من منطقة إلى أخرى». بينما يقول محمد مياس- من منطقة الحرورة مديرية خولان بصنعاء «نستخدم في قريتنا خلال تحضير «السلتة» البطاطا مع الطماطم والفلفل الحار ومرقة اللحم البقري الطازجة، فمعظم أهالي القرية لايستخدمون اللحم كثيرا في إعدادها، رغم توفره ضمن مائدة الظهيرة». مكانة خاصة هناك العديد من الوجبات المشهورة في اليمن، وكذلك توفر المطاعم العديد من الوجبات العالمية، لكن ثمة مكانة خاصة للسلتة عند اليمنيين.. يقول على جرعون- مدرس في صنعاء «لا أستطيع الأكل دون وجود «السلتة» ضمن مائدة الغداء، فهي تمنحني الشهية لتناول الغداء». من جهته يقول محمد حسن «ثمة طقوس في منزلنا ترافق تناولنا للسلتة، فلا يتم تقديمها مع بقية مأكولات الغداء بل يتم تقديمها أولا بشكل فردي ليتم التمتع بتناولها». ويوافقه العديد من الأشخاص رأيه إذ تتمتع هذه الوجبة المحلية بمكانة خاصة ضمن قائمة المأكولات اليمنية المفضلة. بروتينات وفيتامينات تقول سناء فارع- اختصاصية تغذية عن سر تلك المكانة: «تعتبر السلتة وجبة غذائية متكاملة يستطيع المرء الاعتماد عليها في إعطاء الجسم الطاقة اللازمة والفيتامينات المهمة، فاللحوم مصدر ممتاز للبروتين، كما تحتوي على كميات كبيرة من فيتامينات (a، b، c، d). أما الأرز فهو وجبة غذائية متكاملة مستقلة بذاتها، وتعتمد عليه شعوب عديدة، وكذلك تتصف الخضار بأهمية غذائية كبيرة لاحتوائها على الفيتامينات وأهمها فيتامين «b» الذي يلعب دورا مهما فى تحسين الجهاز المناعي، وفيتامين «b5» الذي يسمح باستهلاك الطاقة الموجودة في الأطعمة التي نتناولها، إضافة إلى فيتامين «b3» الذي يساعد على انسجام عملية النمو. كذلك يحتوي على عدد من الأملاح المعدنية والفوسفور». طاقة للجسم وتضيف فارع: «تدخل البطاطس في تحضير السلتة وتكمن أهميتها الغذائية في احتوائها البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية والنشاء، ويساعد تناولها في تنظيم نسبة الحموضة في المعدة، كما تنظم وظيفة الأمعاء وتوقف الألم في المعدة والأمعاء. إضافة إلى استخدام الطماطم والبصل، هناك عنصر مهم في تكوين «السلتة» هي: الحلبة، وبدونها لاتسمى سلتة. كما نلاحظ من تلك المحتويات الخاصة بالوجبة اختيار اليمني القديم تلك المواد التي تعينه على عمل الحقل الشاق فكل مكوناتها تعطي طاقة للجسم مناسبة لبذل ذلك المجهود». سحر سياحي تتميز مدينة صنعاء بوفرة مطاعمها الشعبية، حيث تقدم الأكلات الشعبية اليمنية والأخرى المتنوعة، حيث يختار السائح مطاعم صنعاء القديمة الشعبية من بين المطاعم السياحية المشهورة لتفردها. يقول الحاج علي يحيى «إن السائح في مطاعم صنعاء يجد مبتغاه بعيدا عن مطاعم الوجبات السريعة وحياة الغرب السريعة. فتراه يتناول وجبات شــــعبية ساخنة باستمتاع تام، حيث تقدم «السلتة» في أوان تقليدية فخارية جذابة تزيد استمتاع السائح بوجبته، وتراه شغوفا بتناول تلك الوجبة الجديدة عليه مرات عدة فلسعة حرارتها لاتكاد تفارقه». بركان غضب يقول السائح الأميركي باتريك «إن السلتة كما بركان غاضب تثير وتغلي وتفور أمام الزبون خلال طهيها فتفتح بسخونتها الشهية، فتجربة تذوقها للسائح مثلي هي تجربة جديدة فريدة. فقد اتفقنا جميعا كوفد سياحي على جودة مذاق «السلتة» الشعبية، فضلا عن منظر طباخ المطعم المستريح في منطقة مرتفعة وصوت شعلة الغاز المشتعلة تملأ المكان لتعطي جوابا جديدا للزائر
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©