شح السيولة يدفع الأسواق للمنطقة «الحمراء»

يوسف البستنجي (أبوظبي) تراجعت أسواق الأسهم المحلية خلال جلسة تداولات الأمس نتيجة استمرار الضغوط الناجمة عن ضعف السيولة، حيث بلغت قيمة التداول يوم 380 مليون درهم فقط، في سوقي أبوظبي للأوراق المالية ودبي المالي، ما دفع المتعاملين للتريث والحذر رغم الفرص المتوفرة بالعديد من الأسهم المدرجة في السوقين، التي تعتبر مجدية للاستثمار متوسط وطويل الأجل. وقال المحلل المالي وائل أبومحيسن إن أسواق الأسهم بالدولة تواجه ضغوطاً بسبب انخفاض مستويات السيولة المتوافرة للتداول. وأوضح أبومحيسن أن السيولة المتوافرة في الأسواق بدأت تتجه نحو الاكتتابات الأولية المطروحة لزيادة رساميل عدة شركات بعضها بدأ الاكتتاب به منذ عدة أيام والأخرى من المقرر أن تطرح للاكتتاب خلال الأيام والأسابيع المقبلة. ولفت إلى أن شح السيولة يدفع المتعاملين في الأسواق خاصة المضاربين منهم للتريث والحذر في ظل ضعف طلبات الشراء. وقال أبومحيسن إن الأسواق بالدولة تحتاج إلى عوامل دعم تعزز ثقة المستثمرين وتحفزهم على تجاوز مرحلة التردد، خاصة في ظل بيانات العديد من الأسهم، مثل مكررات الربحية والقيم الدفترية وغيرها التي تؤكد وجود فرص استثمارية مجدية على المدى البعيد. سوق أبوظبي وأغلق سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس في المنطقة الحمراء، حيث دفع قطاعا «الاتصالات» و«العقار» سوق أبوظبي للأوراق المالية للإغلاق بتراجع نسبته 0,32% على أساس يومي، عند مستوى الإغلاق البالغ 4311 نقطة، وقد تماسك قطاعا البنوك والاستثمار والخدمات المالية ما أدى لتقليص خسائر السوق قبيل الإغلاق. وشهدت جلسة التداول إبرام 844 صفقة على أسهم 30 شركة، تم من خلالها تداول 40,3 مليون سهم تقريباً، بقيمة إجمالية بلغت 86 مليون درهم. وكانت محصلة التداولات ارتفاع أسعار 7 شركات مقابل تراجع 15 شركة أخرى واستقرار أسعار 8 شركات دون تغيير مقارنة مع أسعار الإغلاق ليوم أول أمس. وقدم المستثمرون الأجانب والمؤسسات دعماً لسوق العاصمة، حيث أظهرت بيانات سوق أبوظبي للأوراق المالية أن صافي تداولات المستثمرين الأجانب يوم أمس، بلغت 8,1 مليون درهم محصلة شراء، وذلك نتيجة شراء المستثمرين الأجانب أسهماً بقيمة 53,8 مليون درهم مقابل بيعهم أسهماً بقيمة 45,7 خلال نفس الجلسة. ووفقاً للبيانات الصادرة عن السوق فقد تباينت توجهات المستثمرين الأجانب في السوق خلال الجلسة حيث سجلت تداولات المستثمرين الخليجيين محصلة بيع بقيمة 2,8 مليون درهم، فيما بلغ صافي تداولات المستثمرين الأجانب من الجنسيات غير العربية نحو 9,2 مليون درهم محصلة شراء وبلغ صافي تداولات المستثمرين العرب 1,7 مليون درهم محصلة شراء أيضاً. أما صافي تداولات المؤسسات في سوق أبوظبي فقد بلغت 15,6 مليون درهم محصلة شراء، وذلك نتيجة شراء المؤسسات أسهماً بقيمة 62 مليون درهم تقريباً مقابل بيعها أسهماً بقيمة 46,4 مليون درهم خلال نفس الجلسة. سوق دبي وأغلق سوق دبي المالي أغلق بانخفاض 0,51% عند مستوى 3285 نقطة تقريباً، مقارنة مع مستوى إغلاقه ليوم أول أمس، وذلك بضغط من قطاع «العقار والإنشاءات» وعمليات بيع نفذتها المؤسسات خلال الجلسة، ومع ذلك فإن مشتريات الأجانب ساعدت على تقليص الخسائر. وشهدت جلسة التداول إبرام 3104 صفقة على أسهم 36 شركة، وتم من خلالها تداول نحو 257 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 295 مليون درهم. وكانت محصلة التداولات ارتفاع أسعار 10 شركة مقابل انخفاض أسعار 22 شركة واستقرار أسعار 4 شركات دون تغيير، وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم خلال يوم أمس نحو 98,22 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 63,84 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، خلال هذا اليوم نحو 26,37 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 40,21 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 32,4 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 24,4 مليون درهم خلال نفس الفترة. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم خلال الجلسة نحو 156,99 مليون درهم لتشكل ما نسبته 53,21% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 128,45 مليون درهم لتشكل ما نسبته 43,54% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 28,54 مليون درهم كمحصلة شراء. أما صافي الاستثمار المؤسسي في سوق دبي المالي فقد سجل 43,8 مليون درهم محصلة بيع، نتيجة شراء المؤسسات أسهماً بقيمة 108,9 مليون درهم مقابل بيعهم أسهماً بقيمة 152,8 مليون درهم تقريباً خلال نفس الجلسة.