الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تنظيم الإخوان نشر الظلام عربياً والإمارات ضربته استباقياً

تنظيم الإخوان نشر الظلام عربياً والإمارات ضربته استباقياً
28 فبراير 2015 00:12
محمود خليل (دبي) دعا صالح المطلك، نائب رئيس الوزراء العراقي، حكومات دول العالم إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية لإحداث نهضة شاملة في بلدانها، وتحقيق الاستقرار والرخاء لشعوبها، لافتا إلى أن الإمارات أثبتت جدارتها في العالم، شأنها في ذلك شأن اليابان، وأصبحت الإمارات أكبر قبلة جاذبة للاستثمارات في العالم، وتضاعفت قوتها الاقتصادية خلال السنوات الماضية. واعتبر المطلك خلال حواره مع «الاتحاد» على هامش مشاركته في القمة الحكومية، التي أنهت أعمالها في دبي مؤخراً، أن النجاحات الإماراتية في مجالات شتى ما كانت لتتحقق لولا وجود قيادة عملت بعزم وإرادة قويتين لتكريس الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني لشعبها. وقال: إن حب الإماراتيين لوطنهم، وولاءهم ودعمهم لقيادتهم جعل من الإمارات نبراسا ينير دروب الدول لتحقيق النجاح، وشدد على أن الإبداع الإماراتي بالوصول إلى مستويات رفيعة عالمياً في مجالات شتى رافقته حكمة قيادية بالتعامل مع الملفات الشائكة، مشيرا في هذا السياق إلى إقدام الحكومة الإماراتية بخطوة استباقية على تفكيك التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، ومحاكمة أعضائه وإدراجه على لائحة الإمارات للمنظمات الإرهابية. وقال: إن القرار الإماراتي اتسم بالحكمة والذكاء، لاستشرافه مخاطر هذا التنظيم مبكرا، وجنب الإمارات مفاعيل الويلات والكوارث التي ألحقها مشروع الإخوان الظلامي في العديد من دول المنطقة، في ظل تكالبه للاستيلاء على مقاليد السلطة، هذا المشروع كان سيجر المصائب والدمار على المنطقة العربية بأكملها لو قيض له الاستمرار، كونه قدم نفسه مدعوما من دول عالمية وإقليمية بديلا عن المشروع العروبي، لافتا إلى انحساره وعزوف جماهير المنطقة العربية عنه بسبب سياسة الإقصاء، وعدم الاعتراف بالآخر التي انتهجها، والتي ألحقت به خسارة كبيرة في العراق ظهرت من خلال تراجع عدده في المقاعد البرلمانية التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة من 44 مقعداً إلى 6 مقاعد فقط. وأشاد المطلك بالموقف الإماراتي الداعم للشعب العراقي في محاربته الإرهاب قائلا: «إن المساعدات العسكرية الإماراتية من أكبر المساعدات العربية التي قدمت للعراق»، مبينا أن بوادر التحسن في العلاقات بين البلدين لاحت بعد رحيل حكومة المالكي، معربا عن أمانيه أن تتقدم خطوات تعزيز وتمتين العلاقات بين الجانبين بشكل أسرع. الحاجز النفسي مع دول الخليج وحول علاقة العراق مع دول مجلس التعاون الخليجي اعتبر المطلك أن الحاجز النفسي بين الجانبين تلاشى برحيل حكومة المالكي، مضيفاً: إن تردد دول مجلس التعاون في تمتين علاقاتها مع العراق يعود إلى عدم اطمئنان تلك الدول بالوعود التي أطلقتها الحكومة العراقية الجديدة تجاه المكون السني، حيث لا زالت تلك الوعود على الورق، وحمّل بلاده الجزء الأعظم من المسؤولية عن الخلل الحاصل بالعلاقات مع الدول العربية، معتبرا أن النفوذ الكبير للإيرانيين داخل العراق سبب لتردد العرب لسد الفراغ الناشئ في العراق. وقال المطلك: علينا كعراقيين المبادرة لطمأنة الدول العربية المجاورة بأن العراق جزء فاعل في محيطه العربي، داعيا في المقابل الدول العربية إلى احتضان العراق وسد الفراغ الذي أحدثه احتلال العراق، وانهيار جيشه من خلال مشروع عروبي تكون الإمارات ومصر والسعودية أحد دعائمه وركائزه لتخليص العراق والمنطقة العربية من المشاريع الطائفية والإسلاموية. لا قوات برية مصرية وأضاف المطلك: لا زالت الفرصة سانحة لسد الفراغ ومساهمة الدول العربية بإعادة بناء العراق ومجتمعه المتماسك، ونفى أن تكون بلاده طلبت وجود قوات برية مصرية في العراق للبدء في حرب برية على داعش، مشيرا إلى أن الشقيقة العربية الكبرى أبدت استعدادها لتدريب وتسليح الجيش العراقي. وقلل المطلك من شأن الأنباء التي تحدثت عن أن العراق سيشن خلال وقت قصير حربا برية لطرد داعش من المناطق، التي يحتلها في العراق، مشيرا إلى أنه لا يوجد استعداد حاليا من جانب الجيش أو الشرطة أو العشائر العراقية لمعركة برية مع داعش. وأكد أن الجيش العراقي يفتقر للأسلحة والمعدات اللازمة لمثل هذه الحرب. بالإضافة إلى حاجته للتدريب، وأن المعركة البرية لن تحدث قبل شهر على الأقل. وشدد على أنه إذا أجمع العالم، وكانت لديه إرادة لقصم ظهر داعش، وقدم التسليح والأموال الكافية والمساعدات اللوجستية بالأكيد سننتصر على داعش، واتهم قوى إقليمية ودولية بالتمهيد لدخول مقاتلي تنظيم الدولة إلى العراق، قائلا: «من جاء بداعش إلى العراق عليه أن يخلصنا ويخلص نفسه والعالم منها»، مشيرا إلى أن العراقيين يخوضون المعركة ضد داعش نيابة عن العالم. حكومة المالكي حّمل صالح المطلك الحكومة العراقية السابقة برئاسة المالكي مسؤولية تسلل تنظيم داعش بين صفوف المكون السني وتغلغله فيه، وقال إن سياسات الإقصاء والتهميش التي انتهجها المالكي أحدثت رخاوة في المجتمع العراقي تمكنت داعش من التسلل من خلالها، فالمكون السني في العراق يعيش في وضع صعب جدا، حيث لم يتم التعامل معه بإنصاف داخليا، كما لم يسند عربيا ما أدى إلى تفككه قيادة، ومجتمعيا مما أضعفه وأدى إلى انحسار هيبته وقدراته للوقوف في وجه المشاريع الانقسامية، بل أصبح الجزء الأكبر منه يدعو إلى التقسيم للخلاص من الظلم الواقع عليه. تركيا والأكراد والاستقلالية قال المطلك إن رأس العراقيين ارتطم بالجدار، واستفاقت كافة المكونات العراقية على حقيقة أن أياً منها لايمكنها حكم العراق، وأن التفرد في السلطة سيقود إلى تمزيق المجتمع العراقي بما يؤدي الى الحرب الأهلية. ودعا المكون الكردي إلى العيش في إطار العراق الموحد، أو إلى انقسام أخوي وتشكيل دولة تحافظ على حقوق الجوار، ولفت إلى أن تركيا كان أمامها فرصة ذهبية للعب دور إيجابي في العراق، والعمل على وحدة أراضيه، إلا أنها اختارت أن تقترب في علاقاتها مع إقليم كردستان الذي استغل الأمر وبات يتوسع، ويتمدد على حساب الأراضي العربية مما أعطى الأخوة الكرد مزيداً من الفرص للتفكير بالاستقلالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©