عبدالله القاسمي: اللغة العربية عززت مخزون الحضارة الإنسانية من العلوم والفنون

أكد سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة أن الاحتفال باللغة العربية في دولة الإمارات يأتي في إطار مسؤوليتها واعتزازها باللغة العربية كلغة عززت مخزون الحضارة الإنسانية من العلوم والفنون، مشيداً سموه بدور جمعية حماية اللغة العربية المقدر في حماية اللغة في المجتمع كمكون رئيس للهوية العربية وذلك في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة ورؤى سموه النيرة التي تعد دافعاً للجمعية لتقديم برامج وأنشطة تفي اللغة العربية حقها للحفاظ على هويتنا وعروبتنا. جاء ذلك خلال احتفالية جمعية حماية اللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية صباح أمس بقصر الثقافة بالشارقة. ويأتي الحدث في إطار الاحتفال العالمي باللغات الأم الذي اعتمدته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والذي يصادف الأول من مارس. بدأت الاحتفالية بكلمة لبلال البدور المدير التنفيذي لقطاع الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع دعا فيها إلى ضرورة حماية اللغة العربية والدفاع عن مكتسباتها في وجه عواصف التغيير والتغريب المحيطة بها، حتى لا تكون هناك قطيعة بين الأجيال الجديدة وبين الثقافة العربية، وحتى يكون تواصلهم مكتملا مع ما تزخر به المكتبة العربية من مخزون علمي ومعرفي كبير. وأكد البدور على أهمية الحفاظ على هوية جيل الغد وأن تكون العربية هي اللغة التي يتحدث بها ويعبر ويفكر من خلالها وأن يكون ولاء هذا الجيل هو ولاء مستمد من أرضه التي تربى عليها ومن ثقافته الأصيلة التي تشرب من إرثها وتغذى من ثمارها اللغوية والتراثية. ونوه البدور في ختام كلمته إلى أن جمعية حماية اللغة العربية تسعى وتطمح إلى تطوير خططها وبرامجها كي تسهم في تواصل المجتمع مع لغته، وكي تكون الشريك الفاعل في تقديم الخدمة التي تستحقها اللغة العربية، وتوفير الأرضية التي تحفظها وتصونها من كل تشويه وطمس وتغييب من المناهج التعليمية ومن الوسائط الإعلامية وغيرها من المنافذ والمنابر التي يمكن من خلالها الترويج للغة العربية وتعميم وترسيخ حضورها. قرأ بعدها الشاعر كريم معتوق قصيدة بعنوان “ حنطة الكلمات” وتقاطعت قصيدته مع القصيدة الشهيرة لحافظ إبراهيم حول أهمية اللغة العربية، كما تواصلت الأبيات التي ألقاها معتوق مع مناسبة الاحتفاء باللغة العربية وبمكاسبها الثقافية الحافلة، حيث يقول في مطلعها: أعجبت مني أم عجبت لذاتي / ها أنت في كل الجهات جهاتي خلفي أراك وأنت قدامي معي / عبثا أسابق واقفا خطواتي ثم ألقى الداعية الدكتور أحمد الكبيسي كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى أن الاختيار الإلهي للغة العربية جاء من خلال كونها معجزة خصها الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء وهي اللغة التي حفظت في القرآن الكريم، وهو كتاب ــ كما أشارــ محمّي من أي زلة وتحريف وتناقض في المعاني والمفردات، وأوضح الكبيسي أن اللغة العربية من دون جميع اللغات تبين المعنى الدقيق للمفردة وترسم نواحية بخصوصية بالغة، وقال إن اللغة العربية هي التي كونت هوية الأمة وحفظتها حتى في أشد الحقب والعصور حرجاً وتغريباً وانجرافاً نحو اللغات والثقافات السائدة والمتسلطة. وفي نهاية الحفل قام سمو نائب حاكم الشارقة راعي الحفل وبلال البدور بتكريم الجهات والأفراد الذين ساهموا في الترويج للغة العربية والإسهام في التعريف بقيمها الثقافية والحضارية والإنسانية الكبيرة، والجهات هي : المنتدى الإسلامي بالشارقة، ودار كلمات للنشر بالشارقة، ومؤسسة الشارقة للإعلام، ومدرسة الفلاحية بأبوظبي، وعلى مستوى الأفراد تم تكريم الأستاذ محمود إبراهيم علي الذي يشرف على موقع لعلوم اللغة العربية يعتبر مرجعاً مجانياً للطلاب والمعلمين. حضر الاحتفالية عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومحمد ذياب الموسى المستشار بديوان صاحب السمو حاكم الشارقة، والدكتور خالد عمر المدفع مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة. وسعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية بالإضافة إلى عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين في القطاعين الثقافي والتربوي بالدولة.