الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سودانيات يبعن الشاي على الأرصفة لإعالة أطفالهن

13 ابريل 2010 00:54
تصحو حليمة في الساعة الرابعة صباح كل يوم لإعداد الويكا التي تحملها في أوان معدنية إلى مركزها المعتاد على الرصيف المقابل لمطار الخرطوم حيث تبيع هذا الطبق التقليدي الذي يدمنه السودانيون. وترفض حليمة آدم وهي مهاجرة من بلدة كاس القريبة من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور الإفصاح عن اسم مرشحها المفضل إلى الانتخابات الرئاسية لكنها بدت سعيدة لأنها سجلت اسمها وحصلت على بطاقة اقتراع. وهجر جزء من سكان بلدة كاس منذ بداية النزاع الذي اندلع في إقليم دارفور غرب السودان في 2003 ولكن حليمة رحلت مع زوجها لتعيش في حي فقير في ضواحي مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم قبل الحرب. وتكتفي لدى سؤالها عمن ستنتخب بالقول “حانتخب اي زول” ثم تداري ابتسامتها بطرف ثوبها التقليدي الشفاف الملون الذي ترتديه النساء في مختلف أنحاء السودان ما عدا في الجنوب. وحليمة البالغة من العمر 35 عاما، أم لسبعة أبناء وبنات أصغرهم عمره تسع سنوات يذهبون جميعاً إلى المدرسة. وهي مثل نساء كثيرات في السودان، المعيلة الوحيدة لهذه العائلة الكبيرة. ولدى سؤالها عن زوجها تكتفي بالقول “تركني ورحل” وهي تواصل سكب الأطباق لزبائنها الذين كانوا جميعهم من الرجال. وقد تحلقوا حولها على مقاعد صغيرة في ظل شجرة نيم وهي شجرة وارفة تكثر في شوارع الخرطوم. ويقبل كثيرون على شراء الويكا التي تعدها حليمة سواء ليأكلوها فوراً على الرصيف أو يحملوها لتناولها مع أفراد أسرتهم. والويكا؛ وهي نوع من البامياء طبق أساسي على مائدة السودانيين لكن إعداده يحتاج لوقت طويل. ويمكن رؤية بائعات الشاي والويكا على كل ناصية ورصيف تحت ظلال الأشجار في مختلف الفصول يقدمن الوجبات والمشروبات الساخنة للعابرين والذين يعملون بعيداً عن أسرهم بأسعار بسيطة. وهن بمعظمهن من غرب السودان وقليل منهن من النازحات من جنوب السودان واللواتي لم يعدن الى قراهن بعد توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في 2005. وليست إعالة الأطفال وحدها ما يدفع هؤلاء النساء للعمل، بل أن سلوى الطالبة الثانوية البالغة من العمر 18 عاما، تبيع الشاي والقهوة على الرصيف كل يوم جمعة للحصول على بعض المال الإضافي. وتأتي سلوى من منطقة مايو جنوب الخرطوم، وهو حي يسكنه النازحون الذين شردتهم الحرب من جنوب البلاد أو من الغرب. وأما سعاد البالغة من العمر 21 عاماً فقد تعرفت على الرصيف حيث تبيع الشاي والقهوة منذ ثلاث سنوات، على زوجها الذي يعمل موظفا في المطار قبل سنة وانجبت منه ولدا. ولكن هذا لم يثنها عن مواصلة عملها الذي يستغرق الكثير من وقتها وقد شغلها عن التسجيل للانتخابات التعددية الأولى في السودان منذ 24 عاماً.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©