الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعم عربي لمساعدة أفريقيا على تجاوز أزمة الغذاء

دعم عربي لمساعدة أفريقيا على تجاوز أزمة الغذاء
10 مايو 2008 22:38
قال البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا أمس الأول إنه سيقدم مساعدات مالية للمزارعين الأفارقة مساهمة منه في تعزيز الانتاج في وقت تعاني القارة من آثار ارتفاع أسعار الغذاء العالمية· إلى ذلك، توقعت الحكومة الأميركية أن يجني مزارعو العالم محصولا قياسيا من القمح والأرز هذا العام بفضل ارتفاع الأسعار وطقس جيد، الأمر الذي قد يبدد بعض المخاوف من شح امدادات الغذاء· وقال المدير العام للبنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا عبدالعزيز خلف إن البنك سيساعد أشد قارات العالم فقرا على الحد من نقص الغذاء، واضاف في مقابلة مع رويترز: ''إننا نعمل مع جميع الدول الافريقية تقريبا لمنحها قروضا ميسرة وبخاصة القطاع الزراعي من أجل زيادة الانتاجية الزراعية كسبيل لتخفيف آثار ارتفاع أسعار الغذاء في الأجل القصير''· وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية أكثر من 40% على مدار العام المنصرم وشهدت كثير من الدول النامية نقصا في المواد الغذائية واعمال شغب احتجاجا على ارتفاع الأسعار، مما دعا الأمم المتحدة للتحذير من سوء التغذية والاضطرابات الاجتماعية· وقال خلف: ''نصر على ضرورة إعطاء التنمية الريفية أولوية قصوى في المستقبل في أنحاء افريقيا''، وتحدث خلف بينما كان يزور العاصمة الموزامبيقية مابوتو للمشاركة في الاجتماع السنوي للبنك الأفريقي للتنمية، حيث يتوقع أن يناقش وزراء المالية الأفارقة ومانحون وخبراء اقتصاد أزمة الغذاء العالمية· ويعتزم البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا الذي تأسس بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين الدول العربية والافريقية زيادة قروضه الاجمالية بمقدار 225 مليون دولار لتصل إلى 900 مليون دولار بموجب خطة عمل خمسية للفترة من 2005 حتى ·2009 ويقول مسؤولون دوليون إن أسعار المحاصيل ارتفعت كثيرا في انحاء العالم، لكن دخول المزارعين في الدول الفقيرة لم ترتفع نتيجة لذلك، وأثار الغضب من ارتفاع اسعار الغذاء احتجاجات واضطرابات في عدة بلدان افريقية من بينها موزمبيق والسنغال والكاميرون· وحذر خلف من أن افريقيا بشكل خاص عرضة لارتفاع اسعار الغذاء رغم مواردها الطبيعية الهائلة، وقال: ''النمو يتراوح رسميا من ستة إلى 6,5 في المئة لكنه في الواقع يبلغ نحو خمسة بالمئة، لأنه لا يوجد طلب محلي''، ويمكن أن تستفيد البلدان الافريقية من حملة الاستثمار الصينية في القارة، لكن ينبغي على تلك الدول أن توجه نموها الذاتي· وأضاف خلف: ''هناك الكثير من الاستثمار القادم من آسيا ومن مختلف أنحاء العالم ويفترض أن يكون محركا للتنمية ·· لكن كل ما ينتج في افريقيا يصدر للخارج· افريقيا بحاجة لتحقيق التنمية من أجل نفسها بالنظر إلى امكانياتها الهائلة من الموارد الطبيعية''· وفي سياق متصل، قال مسؤول صيني رفيع أمس الأول إن الشركات الصينية الخاصة تسعى للاستثمار في مزارع بالخارج، لكن الجدل السياسي بشأن ما إذا كان هذا يصب في مصلحة الصين الاستراتيجية منع هذا التوجه حتى الآن من أن يصبح سياسة حكومية واضحة· وقال نائب مدير مركز الترويج التجاري الزراعي بوزارة الزراعة الصينية شي جولي في مقابلة إنه يتعين على الصين في نهاية المطاف الاعتماد على مزارعها لتوفير الغذاء لشعبها· واضاف ''من غير الواقعي زراعة الحبوب في الخارج ولاسيما في افريقيا أو أميركا الجنوبية· هناك كثيرون يتضورون جوعا في افريقيا ·· فهل يمكنك شحن القمح من هناك إلى الصين؟ ''التكلفة ستكون باهظة، فضلا عن المخاطر''· ودفعت الصين شركات الموارد الطبيعية في السنوات الأخيرة إلى الاستثمار في الخارج للمساهمة في امداد اقتصادها سريع النمو، وقال شي ''تقوم سياسة الحكومة على تشجيع جميع الشركات على الاستثمار في الخارج بما فيها الشركات الزراعية تماما مثلما تفعل شركات التعدين والنفط· ''لكن الحكومة على حد علمي لا تجهز أي خطط تفصيلية لدعم مثل هذا الاستثمار· لايزال الوقت مبكرا لهذا وعلينا أن ننتظر ونرى كيف ستنضج الاستثمارات''· ووقعت الصين في 2006 اتفاقات مع بعض الدول الافريقية للمساهمة في زيادة انتاج الحبوب من خلال استخدام بذور أرز وتقنيات صينية، وأبرمت اتفاقات مشابهة مع كوبا وفنزويلا، وطورت الصين وهي أكبر مستهلك للأرز في العالم سلالات مهجنة يمكنها تحقيق انتاج يفوق المتوسط العالمي بنسبة 60%· غير أنه في الوقت الذي يمكن لتلك البرامج أن تساعد في زراعة الغذاء للاستهلاك المحلي لتلك الدول، إلا أن الجدل لايزال دائرا بين المستشارين السياسيين بشأن ما إذا كانت الاستثمارات ستساهم في توفير امدادات الغذاء للصين التي تواجه انخفاضا في مساحة الأراضي الزراعية وتزايدا في تلوث المياه؛ كما يشعر مستشارون سياسيون بالقلق من أنه نظرا للحساية في أغلب البلدان تجاه تملك الأجانب للأراضي، فقد تكون الشركات الزراعية الصينية عرضة للتأميم أو المشكلات العمالية· ومن المتوقع بحسب وزارة الزراعة الأميركية ارتفاع محصول القمح العالمي ثمانية بالمئة إلى مستوى قياسي عند 656 مليون طن، وأن يسجل إنتاج الأرز مستوى قياسيا أيضا قدره 432 مليون طن· وقال جون شنيكتر المحلل المستقل ''من شأن هذا أن يخفف من حدة أسعار السلع الأولية''، وأن يمكن الفقراء من شراء ما يكفي من الطعام· وارتفعت أسعار الحبوب إلى مستويات قياسية في العامين الأخيرين مدفوعة بمواسم حصاد مخيبة للآمال وزيادة الطلب وطفرة الوقود الحيوي· وتتوقع وزارة الزراعة نمو استهلاك القمح 3,5% وأن يصل الفائض بنهاية العام إلى 124 مليون طن بزيادة 13 في المئة عن السنة السابقة، وقالت الوزارة ''تقتصر مشكلات الطقس بالنسبة لقمح الشتاء على دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي يضربها الجفاف''· ومن المتوقع أيضا زيادة إنتاج الأرز العالمي خمسة بالمئة عن 2007-2008 ليصل إلى 432 مليون طن وهو مستوى قياسي· ومع استهلاك 428 مليون طن يتوقع أن يبلغ المخزون بنهاية السنة 82,6 مليون طن وهو الأضخم في ست سنوات·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©