«تكنو جيرلز».. محاولة لكسر الهيمنة الذكورية على قطاع تكنولوجيا المعلومات

تحاول كلية دبي التقنية للطالبات استقطاب أكبر عدد ممكن من طالبات الثانوية العامة للانخراط في مجال تكنولوجيا المعلومات نظراً للنسبة المتدنية الملحوظة التي تدخل هذا المجال سنوياً، ما جعل الساحة مفتوحة أمام سيطرة الهوية الذكورية بشكل واضح على هذا الاختصاص الحيوي، وذلك وفقاً للدكتورة بهجت يوسف المدير المشارك في كلية دبي للطالبات. وأوضحت الدكتورة يوسف ان الكلية تسعى إلى كسر الصورة النمطية التي تحيط بمجال تقنية المعلومات في جامعات الإمارات والتي فرضتها في كثير من الأحيان بيئة العمل التي تنتشر فيها العمالة الوافدة بأجور متدنية. جاء ذلك على هامش افتتاح فعالية Techno Girls أمس في كلية دبي التقنية للطالبات برعاية وحضور معالي حميد القطامي، وزير التربية والتعليم. ووصف معاليه فعالية فتيات التقنية “تكنوجيرلز” بالتظاهرة العلمية كونها تحفز بناتنا على محاكاة التكنولوجيا ومستجداتها، فهو يدفعهن في الوقت نفسه إلى الحديث عن مقومات الغد، وأدوات المستقبل التي يمكن من خلالها أن نكون في طليعة المؤثرين والمشاركين في صناعة التقنية وتطويرها عالمياً. وهذا ما تحرص كلية التقنية على ترسيخه لدى الطالبات. وقال ان كلية كليات التقنية العليا كواحدة من المؤسسات التعليمية العريقة استطاعت في وقت قصير أن تفرض نفسها على الساحة التعليمية، وأن تتقدم سريعاً بخطواتها نحو الريادة وإلى الصفوف الأولى من بين المؤسسات العالمية من جامعات ومعاهد، لتكون بذلك أحد أهم المؤسسات التي قرأت تطلعات الدولة بمنهجية علمية وتخطيط جيد. كما انها تواكب الطفرات التكنولوجية المتلاحقة في مجتمعنا، وتعزز حركة التحول الإلكتروني بمخرجات تعليمية تضاهي في مستواها العلمي والتقني نظيراتها في كبرى المؤسسات التعليمية الدولية. وتهدف مبادرة Techno Girls إلى زيادة مشاركة طالبات المدارس في مجال التكنولوجيا وتعريفهن بالفرص المهنية المختلفة والمتاحة في صناعة التكنولوجيا المتقدمة. وتسعى كلية دبي للطالبات من خلال هذا الحدث إلى إشراك طالباتها في تدريبات محفزة للفكر ستساعدهن في إدارة حياتهن ومستقبلهن بالاستفادة من تقنيات المستقبل. ولفتت اليوسف إلى أن أسباب عزوف الفتيات عن الالتحاق في مجال تكنولوجيا المعلومات متعددة منها انه مجال صعب في الأساس ويحتاج إلى مهارات عالية في الرياضيات، بالإضافة إلى طبيعة سوق العمل في الإمارات حيث تطغى العمالة الوافدة ذات الأجور المتدنية على معظم الوظائف. وقالت ان الكلية من خلال هذه الفعالية تسعى إلى كسر تلك الصورة النمطية وجذب الطالبات من خلال ورشات عمل تحاكي الواقع الفعلي لهذا الاختصاص ومزاياه وأهميته. وأضافت نحرص دائماً على التواصل مع الطالبات عبر مبادرات مثل برنامج “فتيات التقنية” من أجل تعزيز مهاراتهن وتعزيز مشاركتهن في برامج العلوم وتقنية المعلومات والهندسة والرياضيات. وقالت نتطلع من خلال الشراكة الوطيدة التي تربطنا مع كبرى شركات تقنية المعلومات، إلى آفاق جديدة من التعاون طويل الأمد بما يساهم في حث المزيد من الكوادر النسائية في المنطقة على العمل في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا. كما أكدت الدكتورة اليوسف أهمية ربط متطلبات المجتمع واحتياجات سوق العمل بالتقنيات الحديثة، وهو الأمر الذي سبقت فيه الإمارات العديد من الدول انطلاقا من رؤى قيادتنا الحكيمة التي أرست قواعد راسخة في مسيرة التنمية، تعتمد على تسليح مواطنات الدولة بآخر علوم العصر ومستجداته النافعة، إلى جانب إكسابهن مهارات وأدوات العلوم الإنسانية التي تعزز هويتهن وتدعم ولاءهن لقيادتهن وانتمائهن لوطنهن. من جهته، قال الدكتور هوارد ريد، مدير كلية دبي للطالبات، “على الرغم من ان هناك العديد من النساء الموهوبات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حول العالم إلا أن عدد اللاتي يدرسن ويعملن في هذا المجال متدن نسبياً، ولهذا ارتأت كلية دبي للطالبات تنظيم فعالية فتيات التقنية “تكنوجيرلز” لإتاحة الفرصة لطالبات الثانوية العامة للتعرف على آخر المستجدات في تكنولوجيا المعلومات من خلال خبراء كبرى شركات التقنية وهيئة التدريس بكلية دبي للطالبات، إضافة إلى طالبات البكالوريوس، وأمل ريد في أن تشجع هذه المبادرة الطلبات على الالتحاق بهذا النوع من الاختصاصات. ونجحت فعالية “فتيات التقنية” التي تستهدف الشباب من إتاحة الفرصة لطالبات مدارس الثانوية للتعرف على فرص العمل في مجال التكنولوجيا من خلال استقطاب 400 طالبة من 14 مدرسة في دبي وأم القيوين وعجمان لحضور هذا الحدث والاستفادة من جلساته. وتضمنت الفعالية عقد تسع ورش عمل أقيمت في وقت واحد وجلسة نقاش حول تهديدات الانترنت وأمنها وجلسة أخرى تستهدف التعريف بتقنيات المستقبل. كما تم عقد جلسات خاصة بالمدرسين.