الرياض، صنعاء (الاتحاد، وكالات)
جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس دعم جهود ومساعي المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن جريفث، وتعهده تقديم كافة أشكال التعاون لتسهيل مهامه نحو إحلال السلام وفق المرجعيات الثلاث، المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصِّلة وفي مقدمتها القرار 2216. واستعرض لدى ترؤسه اجتماعاً لهيئة مستشاريه في الرياض بحضور نائبه، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي التنازلات التي قدمتها الحكومة لمصلحة السلام والتي لم تتجاوب معها ميليشيات الحوثي الانقلابية ولم تكترث لها خلال الفترة الماضية.
وقال هادي «نشعر بواقع المعاناة التي تواجه الشعب سواء في المناطق المحررة أو التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين جراء تداعيات حربهم الظالمة التي فرضوها خدمة لأهداف دخيلة لمصلحة إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار وتحديداً السعودية». وأكد الاجتماع الرئاسي أهمية قيام الحوثيين بإجراءات لبناء الثقة تشمل إطلاق الأسرى والمعتقلين وإيقاف إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية، مشيرا إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً الجهود المبذولة من قبل الحكومة لتحقيق الاستقرار التنموي والاقتصادي في ظل الظروف الصعبة بدعم من الأشقاء في التحالف العربي.
والتقى هادي، أمس، السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، وبحث معه القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها جهود السلام، وجدد حرصه على السلام الدائم والشامل المرتكز على المرجعيات الثلاث، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة لدعم اليمن في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتقديم المساعدات الإغاثية، ووقوفها إلى جانب الشرعية الدستورية وإحلال السلام وإنهاء الحرب. فيما أشاد السفير الأميركي بصبر وحكمة هادي في التعامل الإيجابي مع خيارات السلام وتجاوز التحديات الراهنة للوصول إلى السلام والوئام الذي يستحقه الشعب.
من جهة ثانية، استعرض هادي تجربة التحول في اليمن ومرحلة الحوار الوطني بما مثلته من تجربة نوعية فريدة في تاريخ اليمن المعاصر لجهة تجسيد مفهوم الدولة الحديثة المبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد في إطار يمن اتحادي عادل ومستقر. وأشار خلال استقباله فريق لجنة الخبراء لتقصي الحقائق التابعة للجنة حقوق الإنسان بجنيف برئاسة كمال الجندولي إلى جرائم ميليشيات الحوثي الانقلابية بحق العزل والأبرياء من أبناء الشعب.
والتقى فريق الخبراء أيضا، المخلافي ووزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة الوطنية للإغاثة عبدالرقيب فتح. وأكد المخلافي أن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لإنجاح مهمة الفريق في كشف انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها ومن أجرموا بحق الشعب من اعتقال وإخفاء قسري وتعذيب وقتل خارج القانون وكذلك تجنيد الأطفال والنساء ونهب المعونات الإنسانية وحرمان مستحقيها وغيرها من الجرائم السافرة التي مورست على مدى سنوات والتي تكرست بالانقلاب على الحكومة الشرعية واحتلال ونهب المؤسسات العامة واحتلال المحافظات ومحاولة فرض السيطرة على الشعب بقوة السلاح.
والتقى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري في عدن المبعوث الخاص للسويد إلى اليمن بيتر سمنباي، وجدد حرص الحكومة على تحقيق السلام العادل والدائم وإنهاء الحرب. في وقت وصلت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، أنطونيا كالفو بويرتا،، إلى صنعاء على رأس وفد دبلوماسي في زيارة هي الأولى لسفراء أوروبيين منذ 3 سنوات.
جاء ذلك، وسط نفي مصدر مسؤول في التحالف العربي مجددا تقارير عن إجراء مفاوضات سرية مع الحوثيين لإنهاء الحرب. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الأميركية عن المصدر القول «إن السعودية ليس لديها أي مفاوضات على الإطلاق مع الميليشيات المدعومة من إيران»، وأضاف «أن التحالف يؤكد دعمه جهود الأمم المتحدة الساعية إلى التوصل لحل سياسي بين كل الأطراف اليمنية، بناء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216».
من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن على الاتحاد الأوروبي مناقشة دور إيران في اليمن وسوريا إضافة إلى برنامجها الصاروخي البالستي في إطار السعي للحفاظ على الاتفاق النووي الموقع في 2015. وقال لو دريان «يجب ألا نستبعد دور إيران في نشر الصواريخ الباليستية ودورها المثير للتساؤل في الشرق الأوسط». فيما أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، التي قادت المراحل النهائية في مفاوضات إبرام الاتفاق بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، أن الاتحاد لم يتخذ موقفا رسميا موحدا بعد بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران.
عدد اليوم
