إنشاء أول مركز في المنطقة لفحص السموم في الأغذية والأعلاف بجامعة الإمارات

باشرت كلية الاغذية والزراعة بجامعة الامارات في اتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لإنشاء أول مركز مرجعي من نوعه في المنطقة لفحص السموم الفطرية في الاغذية والاعلاف بالتعاون مع مختبرات “رومر” النمساوية المملوكة لشركة بيومين العالمية، ومن المقرر انجاز المختبر وتشغيله بحلول شهر يونيو المقبل. وأكد الدكتور عبدالله الخنبشي مدير جامعة الامارات ان انشاء هذا المركز البحثي المتقدم بالحامعة يأتي تتويجا للجهود الكبيرة التي تبذلها إدارتها العليا وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة لترسيخ مكانتها بمجال البحث العلمي وفق احدث المعايير العالمية المعتمدة. ولفت الخنبشي الى أن المركز يجسد كذلك اهمية الدور الريادي والحيوي الذي تقوم به جامعة الامارات باعتبارها مؤسسة علمية اكاديمية رائدة في خدمة المجتمع من خلال رصد وبحث همومه وقضاياه وايجاد السبل الكفيلة بعلاجها وتجاوزها. وأكد في هذا الصدد اهمية انشاء اول مركز لفحص السموم في الجامعة في تدريب الطلبة وتأهيلهم لاستكمال دراساتهم العليا بهذا المجال الحيوي. من جهته، لفت الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الاغذية والزراعة الى أنها وقعت امس الاول مذكرة تفاهم بهذا الشأن مع مختبرات رومر ومقرها النمسا والتي تعد الاشهر في اوروبا بمجال فحص السموم في الاغذية والاعلاف الحيوانية. وأكد أن المركز الذي يشكل قاعدة للبحث العلمي المتقدم بمجال السموم والفطريات يعتبر كذلك عنصرا مكملا للجهود الكبيرة المخلصة التي تبذلها الجهات الاخرى المعنية في الدولة خاصة وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه وجهاز ابوظبي للرقابة الغذائية. وأضاف عميد كلية الاغذية والزراعة أن المركز يمثل في هذا التوقيت بالذات اهمية مضاعفة قياسا بدوره في زيادة الوعي بخطورة هذه السموم على صحة الانسان وتأثيرها السلبي من الناحية الاقتصادية بالاضافة الى ايجاد أطر وآليات محددة لدراسة المخاطر المترتبة على وجود مثل هذه السموم في الأغذية والاعلاف في الدولة ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بعلاج آثارها والوقاية بتسخير التجهيزات والخبرات المتميزة التي تمتلكها جامعة الامارات في إجراء مثل تلك التحاليل المتقدمة. وأوضح عميد كلية الاغذية والزراعة ان المذكرة تركز على تبادل الخبرات الفنية والتجارب بين مختبرات رومر والكلية حيث تقوم رومر بتدريب فنيين بمختبراتها في النمسا وإيفاد خبراء مختصين من العاملين لديها لتنفيذ البرامج التدريبية بمقر المركز بجامعة الامارات. وتشتمل المذكرة على وضع برامج وخطط دورية لتنظيم وعقد الندوات العلمية وورش العمل المشتركة بهدف رصد ومتابعة آخر التطورات والمستجدات بمجال رصد وتحديد معدلات السموم والفطريات في الاغذية والعلف الحيواني على ان يجري تنفيذ تلك البرامج بالتعاون والتنسيق بين الجانبين وان تقوم مختبرات رومر بتوفير فرص التدريب المناسبة لطلاب الدراسات العليا من خريجي كلية الأغذية والزراعة بالنمسا أو الولايات المتحدة الامريكية. ولفت الدكتور الحضرمي الى ان من النقاط المهمة التي تضمنتها مذكرة التفاهم المشتركة ما يتعلق بالالتزام بإجراء مسوحات شاملة لمعرفة واقع انتشار السموم الفطرية في دولة الإمارات بصورة خاصة وفي منطقة الخليج بصورة عامة من خلال إنشاء قاعدة بيانات يتم تجميعها من نتائج تحليل العينات التي يتم تسلمها من مختلف مناطق الدولة. وتلتزم المختبرات وفق مذكرة التفاهم المشتركة بتوفير الخبرات الفنية اللازمة لتحليل العينات ورصد النتائج وتوثيقها باعتبارها تنطوي على معلومات غاية في الاهمية يمكن نشرها بصورة دورية ما يعكس مؤشرات حقيقية حول مدى انتشار هذه السموم الفطرية في المنطقة. وحددت المذكرة جدولا زمنيا للبدء في إنشاء مركز السموم بجامعة الامارات المختبر قبل نهاية شهر يونيو المقبل على أن يبدأ برنامج تدريب الطلاب في نفس الشهر وتعقد أول ورشة عمل ويبدأ اجراء أول مسح لمعرفة انتشار السموم الفطرية في الدولة ونشر النتائج خلال العام المقبل 2011.