باسكال مشعلاني: راحتي في التأمل وسعادتي في فرح الناس

يصعب على المرء -ربما- حين يرى حسناء متألقة كالفنانة باسكال مشعلاني التي تضج حيوية ومرحاً وتحظى بنجومية في سماء الأغنية، أن يعتقد أو يصدق أنها بدأت حياتها بالفقد منذ كان عمرها سنة واحدة إذ نشأت في أسرة خطف الموت والدها مبكراً· في منطقة الزلقا بلبنان، حيث الطبيعة الرائعة التي تسبّح الخالق بكرة وعشية على ما وهبها من جمال، ولدت باسكال في الربيع (برجها الحمل)، وعاشت في كنف والدتها التي انصرفت كلياً إلى تربيتها وشقيقتها الكبرى داليدا (متزوجة وأم لولدين وتقيم في أستراليا) وشقيقها إيلي الذي رافقها منذ بداية مسيرتها الفنية (يقيم في الإمارات)· تقول: ''أحببت الفن منذ الصغر، وحاولت ممارسة هوايتي في الغناء عبر الأنشطة الفنية المدرسية· وكان لوالدتي الفضل الكبير في تشجيعي على خوض مجال الغناء والنجاح فيه وصولاً إلى ما أنا عليه الآن، فضلاً عن مرافقتها الدائمة لي في أسفاري''· يُعرف عن باسكال أن دخولها مجال الغناء جاء بعد فوزها سنة 1981 بلقب ملكة جمال زحلة، ومن ثم فوزها سنة 1984 بلقب ملكة جمال الاستقلال، لكنها بعد ذلك اتجهت جدياً لاحتراف الفن، تقول: ''في عام 1990 اكتشفني الملحن إحسان المنذر والشاعر توفيق بركات، ثم قدمت أول ألبوماتي ''سهر سهر'' من ألحان الدكتور جمال سلامة وتوالت الألبومات الغنائية وحملت عناوين (نظرة عيونك، بنادي، قلبك قاسي، لما بشوفك، خيالة، نور الشمس، قلبي)· وشاركت خلال رحلتي الفنية في الكثير من المهرجانات كقرطاج في تونس، والمحبة في سوريا، والعين في الإمارات، وليالي التلفزيون في مصر· إضافة إلى العديد من الحفلات التي قدمتها في بلدي لبنان ومعظم دول الوطن العربي، وحفلات للجاليات العربية في العديد من الدول الأوروبية والأميركية· فضلاً عن عدة مشاركاتي العالمية وجوائز وشهادات تقدير واسطوانات ذهبية ومراكز أولى نلتها في استبيانات واستطلاع للقراء والمستمعين''· بعيداً عن الفن، تشير باسكال إلى هواياتها: ''أهوى المطالعة سواء في الكتب أو المجلات، لأنها هي التي ساهمت في تشكيل وعيي ومعرفتي إلى جانب الخبرة الحياتية، كما أهوى السفر وركوب الخيل والسباحة والمشي، وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام العربية والأجنبية، وكذلك أهوى كغيري من الشابات التسوق في المراكز التجارية''· أما الهواية الأغرب والأجمل التي فوجئنا بها فهي التأمل، تقول: ''للتأمل في الطبيعة -البحر والجبل- وأمور الكون وتفاصيل الحياة عموماً فائدة كبيرة، فهي متعة للعينين ورياضة للروح وتنمية للأفكار· كما أنه يعلمنا الصفاء وتنقية النفس من الشوائب، وحب الحياة والتعامل معها بإيجابية، بحيث نجد أنها ذات وجه واحد رغم تعدد ملامحها بين جميل وقبيح''· نجحت باسكال في مجالات عدة غير الغناء، وإن كان هو النواة لنجاحات أخرى، كما حدث معها في مجال الإعلانات، حين قدمت إعلانا لماركة شامبو شهيرة عرض في أكثر 30 قناة فضائية وترجم إلى عدة لغات، كما قدمت عام 2000 إعلانا مماثلا تقاضت عنه مئات آلاف الدولارات· وفي هذا الإطار تقول: ''وجدنا المال لننفقه على متطلبات حياتنا وتأمين عيش كريم لنا، وكذلك لنسخّره لخدمة قضايا إنسانية نبيلة، فمن المهم على كل شخص ميسور مهما كان مجال عمله أن يعطي الآخر المحتاج مما رزقه الله تعالى، فالسعادة التي أشعر بها حين أرى بجانبي أناسا ساهمت ولو بجزء بسيط في رسم ابتسامة على وجوههم لا توازيها سعادة أخرى، لهذا أشير وبكل صدق ودون مبالغة إلى أن أهم وأنجح وأسعد حفلاتي الغنائية تلك التي يذهب ريعها إلى جمعيات النفع العام''·