الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: «النووي» الإيراني..تسريبات جديدة

غدا في وجهات نظر: «النووي» الإيراني..تسريبات جديدة
28 فبراير 2015 19:27

«النووي» الإيراني.. تسريبات جديدة

يرى هاورد لا فرانشي أن التسريبات جاءت بعد أسبوع من تأكيد وكالة الطاقة الذرية بأن إيران ما زالت تعارض تقديم المعلومات حول نشاطها السابق في مجال التسليح النووي. قد يؤدي ما كشفت عنه جماعة إيرانية بشأن ما تزعم أنه منشأة نووية سرية إلى إثارة تساؤلات جديدة حول مصداقية إيران في لحظة تشهد إما نجاح أو فشل المفاوضات النووية الدولية. ويوم الثلاثاء الماضي، ظهرت مزاعم عن كشف عدد من المواقع السرية في إيران خلال عشرات السنين من التجسس النووي، أنه اكتشف وجود منشأة سرية في ضاحية بطهران، حيث يتم إجراء أبحاث نووية وتخصيب لليورانيوم في انتهاك للاتفاقات الدولية.
ويأتي هذا الإفشاء في الوقت الذي تشير فيه الولايات المتحدة وإيران صوب إحراز تقدم في المحادثات، التي تروم التوصل إلى اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي قبل الموعد النهائي المقرر في 31 مارس. والكشف عن موقع إيراني نووي سري مزعوم آخر ينضم إلى عوامل خارجية – مثل خطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأسبوع المقبل حول مخاطر هذا الاتفاق – تصارع اندفاع دبلوماسي وشيك في السعي للتوصل لاتفاق.
وبينما يقول بعض خبراء الانتشار النووي أنهم لم يفاجأوا بتصاعد التحديات الخارجية في هذه اللحظة الحاسمة من المباحثات، فهم أيضا يشيرون إلى أن هذا لا ينبغي النظر إليه باعتباره كافياً لإفشال الجهود الدبلوماسية. ويستطردون أن هذه العوامل الجديدة، مثل الزعم بوجود منشآت سرية، يؤكد فقط الحاجة إلى التوصل لاتفاق من شأنه تقييد إيران والسماح بالقيام بعمليات تفتيش على جميع منشآت الدولة.
وفي هذا السياق، أوضح «داريل كيمبال»، المدير التنفيذي لرابطة مراقبة الأسلحة في واشنطن، أن «الكثيرين يبحثون عن وسائل لنسف هذه المفاوضات؛ بعضها مخاوف شرعية والبعض الآخر ليس كذلك»، واستطرد «ينبغي استكشاف حقيقة هذا التقرير، بيد أن هذا لا يجب أن يكون سبباً لوقف التوصل لاتفاق من شأنه معالجة مشكلة (المواقع غير المعلنة) لفترة طويلة قادمة».

ألاعيب «نتنياهو» المكشوفة
يرى ويليام فاف أنه بالنسبة لنتنياهو ليس الكونجرس الأميركي سوى مجموعة من السذج والحمقى، وقد تأكد له ذلك في السابق، فلمَ يتغير الأمر الآن؟
من الموضوعات الأثيرة لدى آلة الدعاية الإسرائيلية، التي ركزت عليها حكومة نتنياهو على نحو خاص، إرجاع كل انتقاد، أو امتعاض أوروبي، أو أميركي، تواجَه به إسرائيل وسياساتها إلى معاداة السامية! إذ يبدو أن نتنياهو يعزف على هذا الوتر لأغراض انتخابية، خدمة لأجندة حزبه «الليكود» وذلك قبيل الاستحقاق التشريعي المقرر عقده أواسط شهر مارس المقبل. والحال أن مقولة معاداة السامية تنطوي على مغالطة كبيرة، فجزء كبير مما يعتبره نتنياهو كراهية لليهود ليس في الحقيقة سوى غضب مشروع ومبرر ضد إسرائيل وممارساتها، وهو لا يقتصر على المسلمين، فإسرائيل تقمع الفلسطينيين وتستمر في احتلالها لأراضيهم، وتعاقب العائلات والمدنيين، كما تظهر عدم رغبة في اجتراح حل سياسي ينهي حالة الجمود الذي تتسبب فيه سياساتها في المنطقة، ما يساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وكل ذلك يؤدي طبعاً إلى تزايد أعدائها في كل أنحاء العالم. بل إن نتنياهو أضاف إلى مقولة معاداة السامية المخاوف التي بات يحذر منها اليهود في أوروبا، ولاسيما في فرنسا وبلجيكا، وأخيراً الدنمارك، بسبب الاعتداءات الأخيرة، زاعماً أنهم يواجهون خطراً داهماً يستدعي رحيلهم إلى إسرائيل التي يراها هو موطن اليهود وملاذهم!

إرغامات الوقائع الثلاث
يرى د. رضوان السيد إن واقع تجاذُب وتوافُق السياسات بالمنطقة بين واشنطن وطهران ولأكثر من ست سنوات ما عاد يمكن إنكارُه. فهذا واقع قائم على الأرض منذ احتلال أميركا للعراق وحتى اليوم، وصار يمكن تتبُّع هذا التراوُح (وليس التذبْذُب) في السياسة الأميركية تجاه إيران، وتجاه تركيا أردوغان. وقد صارت هذه الأُمور ونتائجها على الاستقرار بالمنطقة ظاهرةً وواضحة.
لقد كان على العرب (ومنذ عام 2004 على أقل تقدير) التعامُل مع هذه المراوحة الأميركية التي قلب الغزو الأميركي للعراق كل توازُناتها. وقد أعلن الأمير سعود الفيصل في مؤتمر القمة العربية بسرت عام 2010 أن التوازُن بين العرب وجوارهم مختلّ، أساساً بسبب الغزو الأميركي للعراق، وأنّ العرب يعانون من «خواء استراتيجي» لابد من التصدّي له، قبل التفكير بطرائق «التعاون» مع الجوار أو خوض «حوار استراتيجي» معه، كما كان الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى يقترح. ومنذ عام 2010 ازدادت الهجمة الإيرانية على العرب شراسةً، وازدادت السياسة الأميركية مُراوحةً للاقتراب من إيران، والجهامة والغلاظة تجاه مطالب العرب وشكاواهم القديمة (في فلسطين)، والأخرى الجديدة مع واشنطن وإيران!

اليمن.. بين أميركا وإيران
يقول د. شملان يوسف العيسى إن الصراع الداخلي في اليمن يدور بين «صالح» والحوثيين من جهة، والحكومة الانتقالية والقبائل من جهة أخرى. أكد جون كيري وزير الخارجية الأميركية أمام أعضاء الكونجرس الأميركي أن دعم إيران كان مهماً لميلشيا الحوثيين وأن هذا الدعم ساهم في سيطرتهم على ذلك البلد وفي انهيار حكومته.
يجد صناع السياسة الأميركية في المنطقة أنفسهم في مأزق جديد بعد تصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية العربية ضد التيارات والميلشيات الإسلامية المتطرفة. فالولايات المتحدة التي سعت مع دول الخليج العربية والأمم المتحدة لتهدئة الأمور في اليمن بالدعوة إلى إجراء حوار بين الأحزاب والحركات السياسية والقبائل المتنافسة في اليمن وتشكيل حكومة مؤقتة بقيادة الرئيس هادي عبدربه منصور تمهيداً لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات حرة لاختيار الرئيس والبرلمان.. تجد نفسها اليوم ليس فقط في منافسة مع الدول العظمى مثل روسيا والصين الساعية للنفوذ في المنطقة، بل أيضاً في مواجهة قوى إقليمية جديدة مثل إيران و«حزب الله» اللبناني، مما يعرقل جهودها لإعادة التسوية في اليمن وسوريا والعراق.
وتكمن قوة إيران الحقيقية في المنطقة في فرضها الطابع الطائفي للمواجهات المسلحة. فقد تحالفت مع الأحزاب والحركات الشيعية في العراق، ومع «حزب الله» في لبنان، ومع النظام العلوي في سوريا، والآن تدعم بقوة حلفائها الحوثيين في اليمن.

خطاب نتنياهو.. دهاء أم غباء؟
يقول جيمس زغبي في غضون أيام سيقف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أمام منصة الكونجرس الأميركي ليتحدث أمام جلسة مشتركة تضم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ. وبالطبع سيستغل المناسبة في توبيخ إيران وإطلاق التحذيرات النارية من المفاوضات الحالية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية بغية كبح «إيران النووية».
وبعد أن نجح خلال مناسبتين سابقتين أمام الكونجرس في إعلان عزمه إحباط عملية سلام «أوسلو» في عام 1996، وتدمير خطة الرئيس أوباما الرامية إلى استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2011، يبدو أن نتنياهو يأمل هذه المرة أيضاً أن يستغل هذا الخطاب في تعزيز عزيمة أعضاء الكونجرس الذين يعارضون المفاوضات الحالية مع إيران. ولا ريب في أن نتنياهو، المغرور دائماً بنفسه، يعتقد الآن أنه سينجح مرة أخرى في تحقيق مسعاه.
وفي حين لا يفصل هذا الخطاب سوى أسبوعين عن الانتخابات الإسرائيلية، فإنه يعتبر أيضاً بمثابة فرصة لنتنياهو كي يُظهر للناخبين الإسرائيليين سيطرته التي لا تضاهى على السياسة الأميركية. ويأمل أيضاً في أن يحول الانتباه عن فضائحه المالية الأخيرة وإخفاقه في إرساء السلام أو توفير الرفاهية لشعبه.
ولكن ما لم يتوقعه نتنياهو هو العاصفة القوية التي سيتمخض عنها ظهوره. فإذا كان قد زعم مراراً وتكراراً «درايته بالسياسة الأميركية»، فقد كان عليه أن يتوقع أن محاولته المتعمدة لإحراج الرئيس الأميركي لن تمر مرور الكرام مع البيت الأبيض أو حلفائه. ولكن نتنياهو أظهر غطرسة قصيرة النظر من خلال تآمر سفيره لدى واشنطن، الذي كان ناشطاً في الحزب الجمهوري، مع رئيس مجلس النواب، لترتيب هذا الخطاب أمام الكونجرس، إلا أنها أيضاً واحدة من هفوات غروره الكثيرة.
ومنذ الإعلان عن الخطاب، توالت ردود الفعل السلبية، ففي بداية الأمر، تم انتقاده بأنه «خرق للبروتوكول»، و«تحرك حزبي غير ملائم»، ثم تطورت الردود إلى حرب تصريحات وإجراءات شديدة العدائية. فاتهم البيت الأبيض سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه مدمر لنسيج العلاقات «الأميركية الإسرائيلية»، ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري انتقادات نتنياهو للمفاوضات مع إيران بأنها «تنمّ عن جهل». وعلاوة على ذلك، أعلن 36 عضواً من أعضاء الكونجرس -حتى يوم الجمعة الماضي- عزمهم مقاطعة الخطاب. وقد أخبرني أحد أعضاء مجلس النواب بأنه يتوقع تزايد عدد المقاطعين خلال الأيام المقبلة.
وبالمثل كانت هناك ردود فعل قوية في إسرائيل، لم تقتصر فقط على اتهام خصوم نتنياهو له بإدارة تلاعبات خطرة داخل السياسة الأميركية، بل اتهمه رئيس «الموساد» السابق بأن خطابه «بلا فائدة وغير بناء». وحتى الرئيس الإسرائيلي نقل عنه مؤخراً انتقاده لمقامرة نتنياهو.
وبالطبع هناك من يشيرون إلى أن كل هذا الصخب ليس سوى «جلبة مؤقتة» سرعان ما ستهدأ بمجرد انتهاء الانتخابات، ولكنني لا أعتقد ذلك.

ألمانيا واليونان.. من يكسب الرهان؟
استنتج ليونيد بيرشيدسكي أن قواعد اللعبة حُددت للأشهر المقبلة: فألمانيا ستسمح للحكومة اليونانية ببعض الحرية في التصرف، ولكنها ستظل تراقبها عن كثب. خلافاً لكل ما يقال عن موقف ألمانيا المتصلب من مساعدة اليونان، إلا أن برلين أظهرت يوم الثلاثاء أنها ترغب في منح حكومة أليكسس تسيبراس اليسارية فرصة. ذلك أنه كل ما كان على الزعيم اليوناني الجديد فعله هو التأكيد على أنه لن يتخذ أي خطوات اقتصادية قبل التشاور مع دائني بلاده. وعلى رغم من أن الغموض ما زال يلف بقية مخططات تسيبراس زعيم حزب «سيريزا»، إلا أن ألمانيا تبدو مستعدة لتقديم الدعم لحكومته -مع استمرارها في المراقبة.
وبموجب اتفاق مؤقت عقد بين اليونان ومجموعة منطقة «اليورو» يوم الجمعة الماضي، فقد كان من المفترض أن تقدم اليونان تفاصيل مقترحاتها السياسية من أجل تأمين تمديد برنامج الإنقاذ المالي الحالي للبلاد بأربعة أشهر. وهكذا، وضع وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس المقترحات ضمن رسالة بعثها عبر البريد الإلكتروني إلى رئيس مجموعة منطقة «اليورو» يورن ديسلبلوم ولم تصل إلى صندوق بريد هذا الأخير إلا في الساعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة مساء الاثنين، أي قبل 45 دقيقة على انتهاء المهلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©