السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

« المفاليس» !...

22 يونيو 2009 23:28
كيف ستكون ردة فعل المشاهد العربي، فيما لو أطلّ عليه، الإعلامي القدير جورج قرداحي مثلاً، في برنامجه «القوة العاشرة»، مرتدياً الزي الخليجي، الغترة، والعقال، والوزار، والكندورة العربيّة وبطربوشتها بعد؟!. لا أستطيع الجزم بالرفض، لعلمي بمدى حب الجماهير لقرداحي، وحجم قاعدته الجماهيرية في الوطن العربي، ولأنهم على يقين بأنه لم يرتده إلا لسبب وجيه، وهم قد اعتادوا على أناقته ببذلة، وبربطة عنق سينيه !. عدا ذلك، أمثاله لا يحتاج لخوض هكذا تجربة، لقياس مدى حبه، أو جاذبيتة وحضوره، أو زيادة رصيده عند الجمهور الخليجي، فحضوره كإعلامي مميز، أكبر من أن يصل به التفكير الإتكاء على الزيّ مثلاً، أو باللعب على وتر العواطف، و»زغللة» العيون، أو بتغيير «اللوك» بين فترة وأخرى، بغرض الترويج لنفسه أو لبرامجه. فمن شروط الإعلامي الناجح، الذكي، الطموح، الواعد، «طويل الأمد»!، الإرتكاز على ثقافة متنوعة ومتجددة، وحب وإخلاص للمهنة، مصقولاً بدراسة أكاديمية متخصصة، وقبل كل ذلك، توافر الموهبة أو»الكاريزما»، لتحقيق التفرد والحضور. قرداحي نموذج ناجح في إعلامنا العربي، وأمثاله من تميّز في حقل الإعلام هم قلة، وبالإمكان أن نعدهم حتى الآن على أصابع اليد، دون الاستغراق في البحث أو التفكير!. فمن أسباب غياب كوادر إعلامية واعدة، في إعلامنا المحلي، أن الغالبية العظمى ممن ولج هذا المجال، على الرغم من تخصصاتهم الإعلامية، هم من «الهاوين»، معظمهم عوَّل على الشكل والمظهر فقط، بتكلف وتصنع واضحين للمشاهد، خلافاً للموهبة، والثقافة المتنوعة، المتجددة، والبساطة والتلقائية، التي من المفترض أن يتكئ عليها الإعلامي الحقيقي الطموح، لتسجيل حضور إعلامي راقٍ، وصولاً لتسجيل «بصمة» مميزة تسترعي الانتباه!. لذا على كوادرنا الإعلامية، وبالأخص قارئوا نشراتنا الإخبارية، الحرص على تتبع أخبار العالم، ومجريات الأحداث من حولنا، ومن ثم التركيز على»المِران»، أو التدريب المستمر، بالاطلاع على النشرة، وقراءتها قبل الظهور على الهواء إذا أمكن ! والتدريب على مخارج الحروف، وقواعد النحو والصرف، ومعرفة مواضع الوقف والقطع، تداركاً للمطبات اللغوية، أفضل من هدر الوقت، في البحث عن كندورة «موووف على عنابي» كروهات أو غيرها من «الرقع» العجيبة ! أو ساعة ألماس بحجم جدارية في المعصم، أو نمص الحاجب، أو «لخ» كميات من البودرة والأصباغ، «تقول ببغاء أفريقي عملاق»، أو أشبه بخيل وعرائس المولد، أو لبس العباءات «السترش»، أو «المرصْصْة»، تلك التي لا تستطيع لبسها إلا بفازلين، أو هذه الأخيرة التي حلّت علينا أم لمعة، النايلون، وكأنها أكياس قمامة متحركة! أخواتي وإخواني مذيعي نشراتنا الإخبارية المحترمين: الحضور الإعلامي المميز، لا يتحقق بلبس الأزياء الغريبة، الملونة، أوالفسفورية الصارخة، أو بمكياج وبإكسسوارات مبالغ فيها، لأنها «والله أعلم»، حيلة «المفاليس»!!!. *همسة: «هناك فرق بين الإعلامي الموهوب، والإعلامي الموظف» ! فاطمه اللامي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©