إسرائيل تخصص 600 مليون دولار للمستوطنات

ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن الحكومة الإسرائيلية خصصت نحو ملياري شيكل إسرائيلي (600 مليون دولار أميركي) من ميزانيتها لخدمة وتوسيع المستوطنات اليهودية في أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة خلال العامين الحالي 2011 والمقبل، إضافة إلى مئات ملايين الشواكل «المخبأة جيداً» بين بنود الميزانية. وسارعت الرئاسة الفلسطينية إلى إدانة ذلك باعتباره تأكيداً لإصرار إسرائيل المستمر على إنهاء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جهة أُخرى، وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حجر الأساس لبناء سفارة فلسطين في العاصمة البرازيلية برازيليا، على الرغم من أن الاستيطان يلتهم المزيد من أراضي الدولة الفلسطينية المنشودة. وأوضحت الصحيفة أنه تم رصد ذلك المبلغ لتأهيل البنية التحتية وتقديم الخدمات في المستوطنات وحماية وتوفير الأمن للمستوطنين وبناء أحياء جديدة في مستوطنتي «معالي أدوميم» و»هار حوما» المقامتين على أراضي القدس المحتلة وشق طرق لربطها ببعضها البعض. وأضافت أنه من المقرر إقامة 500 وحدة سكنية جديدة في «هار حوما» و200 وحدة مماثلة في «معاليه أدوميم»، كما تم رصد 238 مليون شيكل لتطوير المستوطنة الأولى و89 مليون شيكل لتطوير المستوطنة الثانية خلال عامين. ورصدت وزارة المالية الإسرائيلية 180 مليون شيكل لتطوير طريق يربط مستوطنة «بسغات زيئيف» في القدس بالطريق المؤدى إلى مستوطنة «موديعين» وتل أبيب، ذكرت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المعارضة أنه سيمتد بين أحياء مقدسية ويفصلها عن بعضها البعض. وقالت الصحيفة إن تكلفة حراسة المستوطن الواحد في القدس المحتلة كل شهر تبلغ 3160 شيكلاً (630 دولار تقريباً)، إذ تشهد الميزانية المقرة لحراسة المستوطنين زيادة بنسبة ارتفاعاً 40% (من 54,5 مليون شيكل في العام الماضي الى 146 مليون شيكل في عامي 2011 و 2012). كما أن غالبية المستوطنات معرفة كمناطق ذات أفضلية أولى في خطط التطوير، مما يوفر لها ميزانيات اضافية وتخفيضات بنسبة نحو 70% في أسعار «أراضي الدولة» الخاضعة للاحتلال. وأضافت أن مجلس التعليم العالي الاسرائيلي رصد نحو 900 مليون شيكل للكليات العلمية الناشطة في المستوطنات خلال العامين الحالي والمقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خلال بيان أصدره في رام الله إن رصد الحكومة الإسرائيلية ميزانية ضخمة للتوسع الاستيطاني دليل على إصرار إسرائيل المستمر على إنهاء عملية السلام وضرب الجهود المبذولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها. وأكد أن الموقف الفلسطيني الثابت يتمثل بضرورة وقف الاستيطان، خاصة في القدس، والاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 كمقدمة لإحياء عملية السلام في المستقبل. كما اعتبرت “الجبهة النضال الشعبي الفلسطيني رصد حكومة الاحتلال وعبر ميزانية الاستيطان الجديدة “دليلاً على أن عقلية وبرنامج حكومة الاحتلال قائم على الإرهاب الاستيطاني”. وقالت في بيان أصدرته بهذا الشأن “إن الخطة تسعى لتقطيع أوصال المدن الفلسطينية وخلق دولة الكنتونات عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لشق ما تسمى الشوارع الالتفافية”. من جهة أُخرى، قالت منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن الاستيطان في الضفة الغربية واصل المساس بحقوق الفلسطينيين خلال العام الماضي خلافاً للقانون الدولي. ?وأضافت في تقريرها السنوي أن إسرائيل واصلت اتخاذ إجراءات لفصل القدس الشرقية عن الضفة. وذكرت أن القوات الإسرائيلية قتلت خلال العام الماضي 67 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة بينهم 24 مدنياً وثمانية قاصرين. ?كما امتنعت النيابة العسكرية الإسرائيلية عن تقـديم لوائح اتهام ضد جنود أطلقوا النار على فلسطينيين لم يشاركوا في القتال. وفي برازيليا، شكر عباس البرازيل على اعترافها بدولة فلسطين واستضافتها أول سفارة فلسطينية في الأميركيتين قائلاً إن دولاً أخرى تسير على نهجها. وكانت البرازيل الأولى بين عدد من دول أميركا الجنوبية التي اعترفت في الأسابيع الأخيرة بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، لتحذو حذوها كل من الأرجنتين وأوروجواي وبوليفيا والاكوادور. وذكرت تقارير أن تشيلي والمكسيك وبيرو ونيكاراجوا تدرس الاعتراف بها أيضاً. وبعدما وضع حجر الأساس لأول سفارة لبلاده في نصف الكرة الأرضية الغربي، قال عباس “هذا الجميل لا يمكن أن ننساه”.