تحظى بعض الفنون الشعبية في الدولة بالإقبال على حضور عروضها التي تقدمها فرق فنون شعبية، من بينها فنون قديمة متعارف عليها في الجزيرة والخليج العربي منذ القديم، كفن العرضة على اختلاف أنواعها، فهناك عرضة الميدان التي تتميز بهدوء الحركة، وعرضة المشي التي تبدو بعكس اسمها سريعة الإيقاع، والعرضة الحربية، والعرضة الجنوبية الشهيرة في السعودية·
أما العرضة التي تتميز بها مناطق الدولة، فهي ''العرضة البدوية'' وتقسم إلى نوعين:
عرضة ''الإيقاع والطبول'' وتكون سريعة الأداء مع بعض حركات القفز الخفيف· وأخرى ''بدون إيقاع'' تتم عبر صف من الرجال يتمايلون وقوفاً ممسكين بالخيزران، ويطلقون أهازيج شعبية أو قصائد أو أغاني محلية جميلة·
عن كيفية أداء فن ''العرضة البدوية'' يقول حمد المنهالي عضو ''فرقة بني ياس للفنون الشعبية'':
''يُستدل من مسمى العرضة على غرضها -قديماً- في رقصة الحرب، وهي من فنون الاستعراض أو العرض العسكري، لكن مع التطور الذي طال كافة مجالات الحياة، طرأت بعض التغييرات على فن العرضة كي تتلاءم مع الواقع المعاصر، حيث تم استبدال السيف والبندقية، بالخيزران الناعم، لتأمين سلامة الراقصين والجمهور الحاضر للاحتفال، كما باتت تميل إلى الهدوء دون الحركات الرياضية كالنقز ''القفز في الهواء''·
وتؤدى الرقصة من خلال وقوف صف من الرجال ممسكين بعصي الخيزران نحو اكتافهم، يتمايلون فيلتصقون تارة ويبتعدون عن بعضهم تارة أخرى، يرددون أبياتا شعرية تبث الحماسة والتشجيع، وتعتمد المديح والفخر، على نمط لحني جميل''·
ولدى سؤاله عن بعض مضامين بعض القصائد الشعرية، وكيفية تقديمها خلال ''العرضة البدوية'' قال: ''يقف شخص أو أكثر مقابل صف الرجال، يردد لهم بيتاً من الشعر، كأن ينشدهم بصوتٍ عال:
أحبها لا تسلني حين تسمعني
عروسة تزدهي بالحب والنفل
فيرددون ذات البيت من خلفه ويتساءلون من هي؟!
فتزداد حماسته ويعلو التشجيع حين يردد على مسامعهم بيتاً آخر يقول فيه:
هي الإمارات ماضي الفخر تعرفه
وحاضر ماثل بالجد والعمل
فيرددون البيت خلفه أسوة بالبيت السابق متفاعلين على أنغام الشعر·
المغنى''·
عدد اليوم
